الأربعاء، 16 فبراير 2011

بيان الى الشعب السوري متعلق بالحكم الصادر على المدونة الشابة طل الملوحي


بيان الى الشعب السوري متعلق بالحكم الصادر على المدونة الشابة طل الملوحي
بسم الله الرحمن الرحيم

أبدأ مايلي بالترحم على أرواح شهداء سوريا جميعا وأخص منهم من قضى ظلما وعدوانا في مذابح شباط 1982 في حماه وتدمر وجسر الشغور وباقي الأراضي السورية ألهم الله ذويهم وألهمنا جميعا الصبر والسلوان كما أدعو لجميع المعتقلين والمهجرين والمنفيين من أبناء سوريا بالفرج القريب والمبين آمين يارب العالمين.
أما بعد
أنوه في بداية هذا البيان وبشكل شخصي ومقتضب في توضيح مايتعلق بالحكم الصادر على أصغر معتقلة وسجينة رأي في العالم العربي طل الملوحي بأن معرفتي الوثيقة بها للسنتين السابقتين لاعتقالها وهو أمر يعرفه النظام السوري واقرب المقربين اليها بأنها أي طل الملوحي لم يكن لها أية علاقة لامن قريب ولامن بعيد بأية حكومة غربية على الاطلاق فمن غير المنطقي لطفلة تكتب أشعارا ومقالات حول القضية الفلسطينية وحبها لفلسطين ولأمتها العربية والاسلامية أن تكون موضع ترحيب من أية حكومة غربية ناهيك عن صغر سنها بل وأكثر من ذلك اصرارها على وضع الحجاب وهو أمر غير مرحب به أصلا في سوريا والعديد من الأنظمة العربية والغربية التي تدعي الحضارة والعصرنة والييبرالية اضافة لعدم تلقيها لأية منح أو مساعدات من أي طرف وهو مايشير اليه الوضع المادي المرثي الذي كانت تمر به واسرتها أثناء تواجدها على أراضي جمهورية مصر العربية هربا من ملاحقات السلطات السورية.
ولعل العلاقة الوحيدة لها بجهة أجنبية ان وجدت واقول هذا لتوضيح الأمور وبشكل مختصر كانت مع معهد سرفانتس الاسباني التابع للسفارة الاسبانية في القاهرة لتعلم اللغة الاسبانية حيث واظبت على تعلم تلك اللغة بناءا على توجيهات وتعليمات الفقير الى ربه تمهيدا لتسهيل قدومها الى اسبانيا وعائلتها أملا في غد أفضل بعيدا عن هواجس وكوابيس الأمن السوري وان اعتبرنا أن تعلم لغة دولة ما هو من باب التعامل والتخابر مع دولة أجنبية فان معظمنا نحن معشر المهاجرين أو المهجرين سنكون تلقائيا متعاملين مع دول أجنبية لمجرد تعلم لغاتها .
لكن الرياح جرت بمالاتشتهي السفن ولظروف قاهرة وطارئة منها الاجراءات البيرقراطية المتعلقة باستخراج التأشيرات الجماعية حيث كانت هناك صعوبات في استخراج تأشيرات لكامل الأسرة بينما كان الأمر ميسرا لو اقتصر الأمر على طل وحدها في خطوة أولى تليها بقية العائلة ولكن اصرارها على التمسك بالخروج مع عائلتها جميعا من مصر وشعورها بالذنب لماقد سببه طموحها ووطنيتها من آلام لوالديها يضاف اليه وعود أمن السفارة السورية بالقاهرة لها بأنه لن يمسسها اي سوء ان عادت الى سوريا أدت جميعا الى عودتها مع عائلتها بعد التغرير بها وتضليلها من قبل السفارة السورية في القاهرة حيث قدمت لها ضمانات واهية بعدم التعرض لها ان عادت الى سوريا.
لن أدخل في تفاصيل أخرى محتفظا بكافة ماهو متاح من معلومات ورسائل وخطابات في مكان آمن لحين الضرورة مكتفيا بالقول أن وجودي الى جانبها أخر وأجل لأكثر من سنة ونصف عودتها الى سوريا حيث كنت شديد المعارضة لذلك الأمر لمعرفتي بماقد ينتظرها من مفاجآت ومآسي في بلد اقل مايطلق عليه أبناؤه جملة الداخل مفقود والخارج مولود.
واعتذر في نهاية هذا البيان من طل وعائلتها وكافة أحرار سوريا ان حصل اي تقصير من جانبي في محاولة منع رجوعها الى سوريا بالرغم محاولاتي المتكررة مرارا لمنعها من ذلك الأمرمتمنيا في ختام خطابي هذا أن يراجع النظام السوري نفسه قبل فوات الأوان ويعيد الاعتبار الى ابناء سوريا بمعاملتهم جميعا كالبشر والآدميين وأن يعيد الحقوق الى أصحابها والحريات الى مجاريها هذا ان كان هناك رغبة حقيقية لدى هذا النظام في اي تغيير حقيقي في مجال حقوق الانسان والحريات والتعددية مذكرا بأن النظام المصري البائد كان يمتلك أكبر وأعتى جهاز مخابرات وأمن في العالم العربي يضاف اليه أكبر جهاز دعائي وأبواق بشرية مابين مطبلين ومزمرين تجاوز عددهم الاجمالي المليوني شخص قد ولى واندخر بعد اسبوعين فقط من المظاهرات السلمية منبها الى أن استخدام الغطاء الطائفي وقناع الوطنية والقومية لايجدي ولن يجدي نفعا أمام الحقيقة التي يعرفها الشعب السوري جيدا .
مطالب الشعب السوري تطابق الى حد كبير مطالب شباب ثورة الغضب المصرية من تغيير للنظام القائم والغاء لقانون الطوارئ والافراج عن جميع المعتقلين السياسيين والسماح برجوع المهجرين وتحجيم مايسمى بجهاز بأمن الدولة بحيث يقتصر عمله على حماية البلاد والعباد وليس ملاحقتهم وترهيبهم وتعديل الدستور بمايتناسب مع تطلعات الشعب السوري وأمنه وليس تسخيره السريع في خمس دقائق ليتناسب مع قياس توريث الحكم الجمهوري في سوريا
سجن الأحرار من الشيوخ المسنين أمثال المحامي العظيم هيثم المالح ومن الأطفال واليافعين أمثال طل الملوحي لايحقق أمن ورخاء سوريا انما يزيد من عزلة نظامها في الداخل والخارج ويدفع الى حتمية تغيير النظام لاسترداد الحقوق المنتهكة.
أنتظارا لأن تتحرك ضمائر ومشاعر من يهمه الأمر لايسعني باسمي وباسم كل حر في سوريا من أهل الداخل والخارج الا أن أتمنى وعلى غرار ثورة شباب 25 يناير في مصر كل الخير والتوفيق لماسيراه الشباب السوري من خيارات معلنا تكاتفي وتضامني الكامل مع كل خيار يكون فيه الخير للبلاد والعباد داعيا المولى عز وجل أن يعم الخير والرخاء والسلام والاخاء والمستقبل المعطاء والحرية والكبرياء والكرامة والعطاء والشموخ والاباء والنصر المبين على عباده الصابرين آمين يارب العالمين.
عاشت سوريا وعاش شعبها العظيم
د.مراد آغا
منسق مكتب اسبانيا لاعلان دمشق للتغيير الوطني
اسبانيا في 15 شباط 2011
www.kafaaa.blogspot.com
www.kafaaa.maktoobblog.com

ليست هناك تعليقات: