الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

تأرجح الخليقة مابين القضية والحقيقة



تأرجح الخليقة مابين القضية والحقيقة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

أنوه أولا بأن المقال هو بمناسبة اعتداءات الأقصى الأخيرة وحال الهوان اذي وصلنا اليه مهديا اياه لكل شريف وصابر في بلاد المقدس الشريف

أتحفنا أحد الأخوة بسؤال والسؤال لغير الله مذلة انه وبما أنه وخير اللهم اجعلو خير يتم طمرنا وغمرنا ليلا ونهارا بمايسمى بالقضية طيب ماهي القضية أو على الأقل ماهو تعريف القضية وكيف نميز القضية عما سواها ومن لها ومن عاداها ومالها وعليها وحولها وحواليها

طبعا السؤال ودائما السؤال لغير الله مذلة أدخلنا في ستين متاهة وحيط وعلق ماتبقى من فيوزات الفقير الى ربه على خيط وأدهش أهل المدن والمضارب والغيط

بعد استفاقتنا من الصدمة وكبع وكرع ماتيسر من طاسات الرعبة تمهيدا لتحليل الحدث الجليل منذ ماسمي يومها بالنكبة مرورا بالنكسات والوكسات نهاية بكل هبة وسحبة من فئة ياخسا وياباطل وسحب للشباري والسكاكين في تحرير المغتصب من فلسطين ونتر للخطابات ولصق للشعارات وطمر الأنام بالأعلام والملصقات

المهم وبلا طول سيرة وهوبرة ومسيرة فان ماتيسر أو تبقى من حنكة بعد هاللبكة أوصلنا الى مايلي اجابة على ماسبق من سؤال

وهو أن القضية أو على الأقل ماعرفناه ونشاهده هي أنها مسألة لاتعرف حدودا زمنية ولاجغرافية وأن من ينادون بها يفترض أن يكونوا من المقتنعين أصلا وفصلا بأنها قضيتهم يعني يقدمون مايملكون أو ماملكت أيمانهم في سبيل تلك القضية

أما من امتلأت كروشهم وجيوبهم وحساباتهم بعد تبنيهم للقضية وخاصة ان كان هؤلاء من أصول فقيرة -والفقر ليس عيبا- انما العيب هو في استغلال ماهو مقدس وتحويل الشعارات والهتافات الى ماء وخير مكدس في حسابات بنكية في بلاد الأعداء وبكسر الهاء

ومن باب ضرب الأمثلة في حل المعضلة نأخذ مقارنة المسألتين الفلسطينية من جهة واليهودية من جهة أخرى

فان كانت قضية فلسطين هي أضية أرض ومقدسات وبالتالي وتحديدا ونتيجة لقدسية المكان فانها قضية تتعدى الحدود الجغرافية والزمنية ولعل شقها الالهي وارتباطها بالأديان يجعل منها عالمية وبالتالي فان تسميتها حصرابالقضية الفلسطينية أو القضية العربية الاسرائيلية هو من باب تحجيم وتقزيم ماسيتم تقزيمه وتحجيمه لاحقا يعني ماوصلنا اليه والذي سأتطرق اليه لاحقا

أما بالنسبة لليهود وقيام ماسمي لاحقا دولة اسرائيل فهي قضية سياسية الصقت بطابع ديني وعليه فان مخططيها ومنفذيها استطاعوا وبحرفية عالية اعترافا بالحقيقة تحويلها من مجرد أفكار الى أمر واقع يعني تجاوزوا حدود المكان والزمان وحولوا المسألة الى قضية أجبروا دولا وأمما بكاملها على الاعتراف بهم وحمايتهم بل وترويض من أحاط بهم من عربان آخر زمان وكان ياماكان

لست هنا بداية في مجال مقارنة رسالة السلطان عبد الحميد آخر خلفاء الباب العالي في استانبول عام 1901 عندما قال

-انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فاني لاأستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين ...فهي ليست ملك يميني بل ملك الأمة الاسلامية ..لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الارض ورواها بدمه....فليحتفظ اليهود بملايينهم ...واذا مزقت دولة الخلافة في يوما فانهم آنذاك يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلاثمن

أما وأنا حي فان عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لايكون ...اني لاأستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة-

طبعا ماسبق لايمكن مقارنته اطلاقا بمالحق به من نكبات ونكسات ووكسات ولطمات أعقبت وكما كان متوقعا سقوط الخلافة العثمانية بالضربة القاضية بعد نترها من طرف العربان طعنة بالظهر من فئة الحشك لبك وحشر ماتبقى من ضمير وشرائع في خانة اليك

وبغض النظر عن مالحق فان المقارنة البسيطة بين حالنا وحالهم أي القضية حسب تفسيرها وتدبيرها من قبل اليهود والقضية حسب دفشها ونكشها وتقليبها من قبل العربان حتى تحويلها وبمنتهى الاعجاز الى قضية من فئة المتقلب والهزاز أذهل الأعاجم في استانبول وطهران وشيرازن

ولعل تخمة حسابات أغلب المتغنين بالقضية بالدولارات واليورو والدنانير والدراهم عالخشن والناعم وعالواقف والنايم هي مؤشر يدل ان قورن بالمقارنة بتخمة متصرفيات العربان بالشعارات وقصف الأنام بالمهدئات والمسكرات والمحششات من فئة الرد المناسب في الوقت المناسب واننا لمنتصرون وأمهات المعارك الله يزيد ويبارك وسحب النقافات والشباري من فئة ياخسا وياباطل واسقاط الامبريالية والصهيونية والرجعية والمخططات الانبطاحية والزئبقية والليلكية جعل من القضية في كنف العربان تماما كتحويل الانسان في تلك البلدان الى مجرد قربان وتحويله الى شيش طاووك مع كم كاسة عيران وكان ياماكان

وهنا تكفي المقارنة بين ماصرفه اليهود على قضيتهم ومقدار ماشفطه بعض العربان من وراء قضيتهم حتى يتضح الفرق بين البازارين بيعا وشراءا

وان جلسنا على البازار وقلبنا القضية تماما كما تقلب البضائع في أسواق المبيعات والمشتريات نجد مايلي

1- ان مايتم تحويله من مشفوطات ومبلوعات من بلاد الخود والهات بعد قصف العباد بشعارات صاعدات هابطات في باب استرجاع الحقوق المغتصبات نجد أن اليهود أنفسهم هم من يحضنون ويداعبون تلك المليارات المشفوطات من بلاد العربان لسبب بسيط وهو أن النظام المصرفي برمته تقريبا في بلاد الفرنجة هو بين أناملهم وتحت سيطرتهم بل وحتى عائدات وأسهم بورصات بلاد العربان بيتم التحكم بها عن بعد ومن زمان بحيث سيتم بلعها وهضمها حين أوان الأوان وكان ياماكان

حتى الحروب المختلقة منها أو المفتعلة والصراعات الطائفية أو الدينية السائدة اليوم في بلاد العربان هي صراعات تدخل في سياق بيع القضية بقشرة بصلة مع كم صحن مهلبية.

هي صراعات يتم دفعها مسبقا طوعا أو كرها من مقدرات بلاد أضحت بفعل ماسبق على فيض الكريم والله بعباده رحيم

بل تكفي المقارنة بين امتداد النزال العربي الاسرائيلي بعالمية التأثير اليهودي وانحسار التأثير العربي اليوم في قطاع غزة فقط حيث يصارع مليون ونصف فلسطيني الجوع والحصار العربي قبل الاسرائيلي

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

ومن باب تقريب المفاهيم لكل ذي لب وفهيم وعذرا من كل شريف في هذا الوطن نتساءل والسؤال دائما لغير الله مذلة

ان افترضنا أن هناك نية في تحقيق تقدم على مستوى العالم العربي بالصلاة على النبي وان افترضنا أن من معالم وعوالم التراجع والتقهقر العربي اليوم هو حالة الفساد والمحسوبيات والرشاوى والنصب والاحتيال وقنص ماتيسر بدءا من الحكم والكرسي والصولجان ومايرافقه من هيلمان وجحافل المنافقين والمطبلين أشكالا وألوان وتوريث المعلوم للخليفة المهضوم نتساءل لماذا لايوجد على الاطلاق وحتى ولو حلف أحدهم بالطلاق أية لافتة أو ملصقة في أي بلد عربي وأتمنى لمن شاهدها أحدهم أن يرسل لنا صورة لنستأنس بها تقول مثلا

1- نهب المال العام حرام

2-سرقة موارد البلاد حرام

3-النصب والاحتيال حرام

على غرار لافتات تكتب في بعض الدول العربية من فئة

لاتنس ذكر الله أو لا اله الا الله

طبعا هنا وبعيدا عن المثاليات والخود والهات فان مايسمى بمحاولات انشاء لجان لمكافحة الفساد في أي بلد عربي قد تمت تصفيتها وبلعها وشرب مياتها من زمان ولسبب بسيط هو انه ان اعطيت ولو نظريا صلاحيات واسعة فانها ستمس الكبير والصغير والمقمط بالسرير ووستؤدي الى هيجان وثوران وغليان بدءا من مواقع النفوذ والصولجان وصولا الى أصغر نفر من السعاة في مناكبها في بلاد العربان وكان ياماكان

طبعا اصطدمت محاولات مكافحة الفساد ان وجدت بأي بلد عربي بهجمات من فئة الصد والرد في باب قطع الأعناق ولاقطع الأرزاق وياناس يافل في رزق وشفط للكل وربك رب العطا بيدي حسب البرد الغطا.

وعودة الى معاناة القدس والمقدسات احيي كل من قدم النفيس والغالي حقا وحقيقة يعني من دون مناورات واستعراضيات في سبيل قضية حاول الملايين من المسلمين والعرب الدفاع عنها لكنهم قد اصطدموا بعقبات وعوائق بل تم تخديرهم وتحشيشهم بماتيسر من ملهيات كما يحصل مؤخرا من حملات تجويع منظمة جعلت الانسان العربي في أغلب بلاده يصارع أمواج الجوع والحرمان غافلا عما يحاك له ومن حوله من قص وقنص للحقوق والضمائر والشرائع بحيث أصبحت القشور من الملهيات هي موضة آخر زمان في بلاد العربان وكان ياماكان

الحرب على مايسمى بالارهاب الاسلامي وريثة الحرب الباردة على الشيوعية ومن ثم التصعيد الطائفي اثر فشل الحرب المدبرة على ايران لاسقاط نظام الخميني والتي دخلت كلها حيز التنفيذ مطلع العقد الأخير من القرن العشرين وان كانت بداياتها وتحضيراتها قد بدأت اثر حرب 1973 وماأعقبها من حروب دينية مفتعلة في لبنان وقبرص حتى سقوط المنظومة الشيوعية وتحول التركيز بالمطلق على العالمين العربي والاسلامي حتى وصلنا اليوم الى حروب في اليمن والصومال والسودان وتوترات في لبنان وصراعات في أفغانستان وباكستان والسلسلة طويلة

ولعل رسالة الخليفة عبد الحميد الثاني غفر الله له ورحمه هي آخر بصيص وأمل لضمير ومبادئ تم بيعها لاحقا وبالكامل بالمفرق والجملة حتى دخلت قضيتنا على الأقل في العالم العربي بالصلاة على النبي في غرفة الانعاش بعد عقود من الترنح والاستحشاش حتى بتنا اليوم نرى جحافل القرابين في فلسطين أو أي من بلاد الصابرين تعتبر مجرد أرقام بل هناك من يثور ويفور ان تم تذكيره بمذابح ارتكبت في بلد ما وفي وقت ما وكأنه ذنب يجب التكفير عنه بتقديم المزيد من الضحايا في بلاد دخلت فيها ومن زمان القضية وحقوق الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

أحيي مجددا كل شريف في هذه الأمة ومن قدم سرا وعلنا كل غال ونفيس في سبيل الله والواجب مترحما مجددا على كل من سقط في سبيل الحق والحقيقة ومن ذكرهم وسيذكرهم التاريخ متمنيا على من يبيعون القضية سرا وعلنا أن يتقوا الله في في عباده وبلاده وليكونوا عونا لمن لهم لاعونا عليهم هذا ان تحركت الضمائر في بعض من ينطبق عليهم القول

فكيف تنادي ضمائرا قد ماتت.... ولو ناديت الصخر الأصم لأجابا

وكما ورد في أحد الاعلانات المصرية في رمضان عن أحوال البلاد وكيفية تغييرها بسؤال يصف الحال

هل تعتقد أن هذا الاعلان سيغير شيئا

وكانت الاجابة - طبعا لأ

وعليه كما في مقالنا هذا لن يغير شيء ان لم يغير أهل البلاد مابأنفسهم وبلادهم بعيدا عن وعود وتمنيات أدخلت الأنام في مشاق ومعضلات أكلت الأخضر واليابس وحولت الكرامات الى مكانس وأدخلت ومن زمان القضية وحقوق الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

د مراد آغا

www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: