الاثنين، 17 يناير 2011

الباب في مظالم الأعراب اثر كل ثورة وانقلاب


الباب في مظالم الأعراب اثر كل ثورة وانقلاب
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قد يسال الكثيرون منا والسؤال دائما لغير الله مذلة أنه لماذا وخير اللهم اجعلو خير كلما برزت ثورة أو انقلاب على من تتم تسميتهم بالظلمة والمستبدين سيان اكان المقلوب غازيا أجنبيا أو حاكما محليا نجد أن المنقلب أو المنقلبين على مايسمى بالأوضاع المزرية يتم نعتهم بالثوار أو الثوريين أو ممتهني مصلحة الثورة يتحولون بقدرة ومعجزة الهية بعد ردح من الزمان من مهندسين ومنظرين للثورات الى كانسين ومنظفين للثروات يعني يتحول أحدهم أو بعضهم أو جميعهم قشة لفة الى خبراء في الشفط والبلع والهضم والمضغ مفرغين جيوب العباد وخيرات البلاد في مضارب الناطقين بالضاد.
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
عندما ذكرنا في مقالات سابقة مدى نجاعة واستقرار الأنظمة الملكية مقارنة بنظيراتها الجمهورية فقط لأن الكرسي مضمون في الحال الأول بينما يبقى الكرسي في الحال الثاني للاقوى من الذين يثبتون أن لديهم من الأنياب والمخالب من فئة الله غالب باطحين وناطحين منافسيهم بالضربة القاضية متمترسين خلف جدران وسواتر من حاشية تقوم بتسسير العباد كقطعان الماشية من باب ماقصرت ويعطيك العافية.
بمعنى أنه ان لاحظنا أن معظم الدول العربية التي استقلت عن المحتل الأجنبي ومن ثم انقلبت بدورها على ملكياتها ناترة الأنام ديباجات وخزعبلات ثورية في الحرية والكرامة والرخاء والاخاء ونطح الرجعية وبطح الانبطاحية والزئبقية وسطر الامبريالية والصهيونية هزائما من كعب الدست من فوق ومن تحت خميس وجمعة وسبت تتحول هذه بعد برهة من الزمن وهي الفترة الكافية والضرورية لتضمن قيام أجهزة أمنية متينة وأمينة تؤمن لها سيطرتها وتسلطها على بلادها ورعاياها بحيث تتفرغ لنهب البلاد والعباد وتكبيل الأنام بالأصفاد وزجهم في السجون والمعتقلات وحشرهم في القواويش والمنفردات وتركهم يتعفنون صبرا في البوكسات والتخشيبات ناهيك عن هجمات قطع الأعناق والارزاق وتحويل ماتبقى منها الى مطارات تهبط عليها مختلف أنواع الطائرات واللكمات والرفسات من فئة الخود وهات.
وعليه فانه عندما أضرم البوعزيزي النار في جسده الصابر على محن الفساد وفجر ثورة العباد مؤذنا بزوال الاستعباد بانتفاضة أطاحت بالرئيس المخلوع زين الهاربين بن علي فان هناك المئات من الذين يتم حرقهم في معتقلات ثوار الأمس وطغاة اليوم اما عبراطفاء أعقاب السجائر على أجسامهم أو عبر اضرام النار في ذقونهم حيث يعتبر مطلقوا الذقون اسلاميين حتى ولو كانوا شيوعيين أو مسيحيين ومن باب لاتشيلو من أرضو كلو متل بعضو بل أن هناك اليوم من زبانية أنظمة الخود وهات وخود وعطي من الذين يتهكمون ويضحكون ويتسهسكون على ضحاياهم ان هم تجرؤوا على حرق أنفسهم على الطريقة البوعزيزية محولين عذاب وآلام الأنام الى مجرد ألحان وأنغام بعد تحويل أجسادهم الى شيش كباب يكيلونه بمالذ وطاب من صنوف وألوان العذاب .
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
حقيقة واحدة أثبتتها انتفاضة البوعزيزي في تونس وهي أن الطغاة والمفسدون مكروهون ومقززون ومنبوذون مهما حاول بعضهم التمظهر والظهور بمظهر الوديع الحنون بحيث لايستطيعون خداع حتى اقرب حالفائهم أو حتى جحافل الحاشية المرتكية منها أو الماشية والتي تتحين الفرص لاصطيادهم والتخلي عنهم ونعتقد أن ماحصل في حالة زين الهاربين بن علي هو ضمن تلك الحالات التي ماتلبث فيها الحاشية أو مايسمى بقايا النظام السابق بالتخلي عنه ثم ماتلبث أن تلتف على منجزات ثورته وانتفاضته على غرار ماقد يحدث اليوم في تونس بعد انتفاضة البوعزيزي واقامة ترساناتها الأمنية والقيام بدورها المستقبلي في متابعة مسيرة شفط وبلع مقدرات البلاد والعباد وان كنا لنتمنى أن لايحدث ذلك مطلقا يعني أن يستمر الشعب التونسي بحكم ذاته بذاته وعدم السكوت على اي محاولة لابتلاعه واقتلاعه كما حصل خلال فترتي حكم البورقيبة وزين الهاربين بن علي.
وقد يكون من أكبر انجازات انتفاضة البوعزيزي وأثرها الايجابي على الصابرين والمعترين في بعض متصرفيات عالمنا العربي بالصلاة على النبي هو أن أغلب الأنظمة العربية التي أدى فسادها واستعبادها لشعوبها الى افقارها وتشفيتها وتنظيفها ودعسها وفعسها وارهابها عبر فرض اتاوات وضرائب وجبايات ونشر للسجون والمعتقلات نجدها أي تلك الأنظمة وبقدرة قادر تحولت عقب انتفاضة البوعزيزي الى أنظمة ديمقراطية وحنونة وحبوبة تقوم بخفض الاسعار وتتوقف عن ضرب العباد بالنار وتحجم مؤقتا عن نهب ودمار بلادها عبر تخفيف قبضات وأنياب وغرزات أجهزتها الأمنية والاعلامية بحيث لاحظ ويلاحظ أغلب معارضوا تلك الأنظمة البوليسية أنها أعطت أوامرها لأجهزتها القمعية بالكف عن التحرش والتعرض لمواطنيها من مدعوسي الداخل ومن طافشي الخارج ومن باب انها شدة وتزول وعاصفة وتمر بحيث ماتلبث أن تهدأ عاصفة وزوبعة ثورة الباحثين عن الحرية حتى تعود المضايقات والتحرشات وترجع الأتاوات وزيادة اسعار السلع والمنتجات يعني تعود حليمة الى عادتها القديمة اثر استتباب الامن والأمان بعد اعادة السيطرة على قطعان آخر زمان وكان ياماكان.
حقيقة أن تشقلب المنقلبين على غيرهم ممن يسمون أنفسهم بمنظري الثورات وتحولهم الى منظمي ومنظفي الثروات وشفط الخيرات والممتلكات عبر دولارات ثورية تخرج الى حسابات سويسرية وأوربية وأمريكية يصل عنفوانها الى حسابات في جزر الباربادوس والأروبا والكيمان حيث تختبئ مدخرات مفسدي عربان الكان ياماكان.
رحم الله البوعزيزي وكل من ضحى بنفسه في سبيل اعادة الحرية والحق والعدل في آخر حلقة وفصل من فصول ثورة الجياع ضد الجوع والخنوع متمنين أن تكون انتفاضة البوعزيزي رادعا لبقايا فساد الأعراب وحافزا لشعوب وبلدان دخلت ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.
مراد آغا
www.kafaaa.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

david santos يقول...

Waw!
Great!!!
Congratulations!!!
Have a nice weekend!