الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

بيان حول مايجري في سوريا


بيان حول مايجري في سوريا
نظرا لتزايد همجية ووحشية مايسمى بالنظام السوري ضد العزل من أبناء الشعبين السوري والفلسطيني ونظرا لتوجيه الاتهامات المتكررة لتركيا بالتواطئ والتآمر على الشعب السوري فلا بد من توضيح مايلي
1-مايسمى بالنظام السوري هو جزء من منظومة تم انشاؤها وتوجيهها للمحافظة على مخططات سايكس بيكو وزيادة الانقسام العربي العربي عبر ماسمي بالقومية العربية وعلى رأسها المنتجان الانكليزيان بامتياز وهما مايسمى بحزب البعث والجامعة العربية كما أوكل الى تلك المنظومة الحفاظ على أمن اسرائيل وحدودها وهو مافعل مايسمى بالنظام السوري العائلي الى حد اللحظة مستترا بأقنعة القومية والصمود والتصدي وانهياره سيعني حتما انهيار منظومة سايكس بيكو وانهيار أمن الحدود الاسرائيلية وهو مانلاحظه اليوم في عمليات انشاء جدار عازل وزرع ألغام أرضية على حدود الجولان المحتل وهو يعني تراجعا للحلم الاسرائيلي بالتوسع جغرافيا على حساب اراض عربية وهو تماما ماتفعله اليوم على حدود سيناء بعد انهيار نظام حليفها السابق حسني مبارك ومجرد البدء في انشاء الجدار العازل على حدود الجولان يعني انهيارا مؤكدا ومستقبليا لمايسمى بالنظام السوري
2-تركيا ومنذ تولي العدالة والتنمية الحكم في تركيا سعت للانفتاح على محيطها الاسلامي وخاصة الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى المتحدث أغلبها بالتركية كأذربيجان وتركمانستان وطاجاكستان وأوزبكستان وكازاخستان سعيا لاقامة وحدة مستقبيلة مع تلك الدول بالتزامن مع استخدام مايسمى الانضمام للاتحاد الأوربي كذريعة للسيطرة على الآلة العسكرية الحامية للعلمانية وهو مانجح فيه السيد أوردغان مؤخرا عبر ازاحة الحرس القديم وتعيين حرس جديد موال له في الآلة العسكرية التركية
أما اهتمام تركيا بجنوبها العربي فهو نابع من أمرين
أ-السعي لوقف الهجمات الكردية المدعومة خارجيا والمنطلقة من أراض العراق وسوريا والمتزامنة مع تنامي النفوذ التركي المقلق لاسرائيل عبر التقرب من حكومات تلك الدول يضاف اليها معرفة تركيا لمقدار عدم استقرار تلك الدول وتبعيتها وتقلب سياساتها بحسب الأوامر العليا والأهواء الشخصية وهو ماعرفه الأتراك عن جيرانهم العرب منذ ماسمي حينها الثورة العربية الكبرى والى اليوم وبالتالي كان واجبا التقرب منهم لفهم نواياهم ودرء شرورهم.
ب-الانفتاح على العالم العربي جنوبا من أهدافه وصل طرفي العالم الاسلامي المتاخمين لتركيا الشمالي والشرقي من جهة مع القسم الجنوبي والغربي من جهة أخرى وهو مايعارض جملة وتفصيلا مخططات ومؤامرات سايكس بيكو ووقف مايسمى الهلال الشيعي من التوسع غربا ليقطع تواصل العالمين الاسلاميين المتاخمين لتركيا ومعظهم من أهل السنة.
وعليه فان مواقف تركيا العدالة والتنمية كانت ومازالت موازية ومؤازرة لمايسمى بالهوية الاسلامية العالمية المعتدلة وهو منهج حزب العدالة والتنمية التركي وتعاليمه وما موقف تركيا من فك الحصار على غزة وارسالها لأكبر اسطول مدني لفك هذا الحصار وسقوط العديد من الأتراك في حملة فك الحصار الأولى وطريقة تعامل تركيا مع اسرائيل عقب الهجوم على اسطول الحرية الا مؤشر ضمن العديد من المؤشرات على اهتمامها بالعالم الاسلامي عموما وقضيته الفلسطينية خصوصا يضاف الى ذلك فتح تركيا أبوابها لجميع المؤتمرات الاسلامية ومؤتمرات المعارضة السورية وغيرها اضافة لبناء مخيمات للاجئين السوريين الفارين من بطش مايسمى بالنظام السوري مؤخرا.
لذلك فان الهجوم على مواقف تركيا وتباطئها تجاه محنة الشعب السوري نجد فيه موقفا متعجلا وعاطفيا تنقصه الدراية الحقيقية ببواطن الأمور
تركيا كانت ومازالت البلد الأكثر شفافية بالتعامل مع الشأن السوري لكن هناك حسابات تؤخذ بعين الاعتبار وأهمها نأي تركيا عن الوقوع بفتنة مذهبية قد تدخلها مع ايران في حرب اسلامية اسلامية مماثلة للفخ الذي نصب لنظام صدام حسين في العراق وماسينتج عنه من دمار للبلدين طبعا مع وقوف العالم العربي متفرجا كما عهدناه ناهيك عن أن اضعاف العالم الاسلامي هو مايصبوا اليه المتربصون بالأمة وهم معروفون وتركيا أكبر من ذلك ولولا تلك الحسابات وتحديدا الاسلامية منها لكان انهاء النظام في سوريا مسالة ساعات قليلة بالنسبة لتركيا عسكريا تدعمها رغبة الشعب السوري في زوال مايسمى بالنظام السوري بأي ثمن وترحيبه بالتدخل التركي خصوصا والذي لايمكن اعتباره تدخلا خارجيا نظرا لروابط الدم والتاريخ والدين
أتمنى على كل من هاجم ويهاجم الشقيقة تركيا أن يتفهم دوافعها ونظرتها المستقبلية للأمور مع فهمنا وتألمنا وحزننا جميعا لكل قطرة دم سقطت في سبيل ارجاع كلمة الحق والعدل الى سوريا الحبيبة لكن المخاطر التي تحيق بتركيا وحكومتها والمخططات التي تحاك لها من داخل وخارج البلاد بمافيها الطرف العربي تجعل من تدخلها السريع والعاطفي لتحرير الشعب السوري أمرا محفوفا بمخاطر قد تجلب من الويلات أكثر مما جلبه مايسمى بالنظام السوري لحد اللحظة.
ومن العلامات المبشرة بزوال مايسمى بالنظام السوري مايلي
1-انشاء الجدار العازل الاسرائيلي هو قناعة اسرائيلية بسقوط النظام والتضحية به وهو ماسنراه قريبا
2- عجز النظام ماديا بالرغم من المعونات الخارجية له والتي تتم سرقة أغلبها سيؤدي قريبا الى عجزه عن تأدية مستحقاته من رواتب وأجور وانقطاع للخدمات الأساسية وهو مانراه منذ اليوم وهو مؤشر على انهيار النظام القريب
3-تزايد النقمة الدولية العلنية بالرغم من شدة التطمينات والمؤازرة المبطنة للنظام لأن لدى جميع مايسمى بالدول الديمقراطية رأيا عاما تخشاه وهو مايرجح كفة الضغوط تدريجيا لصالح الشعب السوري وهنا تكمن نقطة الضعف التي يجب العمل لديها عبر نشر مجازر النظام عبر كل الوسائل المتاحة وبمختلف اللغات العالمية ومن بينها التركية والعبرية
ولعل تمسكنا بمبادئ ثورتنا السلمية وتنوعها ونأيها عن الطائفية والردود العاطفية والارتجالية وعدم التفاوض هو ماأكسبها الدعم الدولي وعلى رأسه الدعم التركي والمسالة هنا مسألة القليل من الصبر وسنرى بعدها سوريا حرة محررة بعونه تعالى متمنيا على كل شريف من أبنائها وضع سوريا فوق كل اعتبار بعيدا عن أية مهاترات ومآرب خارجة عن الصالح العام والله من وراء القصد.
الرحمة لشهدائنا والحرية لمعتقلينا
د مرادآغا

ليست هناك تعليقات: