الثلاثاء، 7 أبريل 2009

الوجيز المختصر في تقلب الشعوب وانقلاب العسكر


الوجيز المختصر في تقلب الشعوب وانقلاب العسكر
أولا أعبر عن تضامني الشخصي والانساني مع يوم الغضب المصري في 6 نيسان أبريل الجاري والذي يعبر عن وضع مزر اقتصادي وسياسي تعيشه مصر وأغلب المتصرفيات العربية.
وان كان الألم المصري بالغا لأن العارفين بمجريات الحقائق والدقائق في بلاد النيل يعرفون أن الهوان والفساد قد ساد الزمان والمكان من الاسكندرية الى أسوان
ولعل في اعتصام واضرابات الغضب المصرية مؤشرات لايمكن تجاهلها في الحركة المعارضة أو الرافضة العربية لمايجري ويحاك خلف الجدار والباب والشباك ان من يتابع توالي وتسلسل الحكم والتحكم في بلادنا العربية في تاريخها الراهن يعرف أنه لم يحصل منذ تقسيم تلك البلاد بعد القضاء على خلافة الباب العالي في دولت عالية عثمانية هو أنه وخير اللهم اجعلو خير لم تعرف تلك البلاد منذ تقسيمها واستعمارها وحتى استقلالها أي تبادل وتناول سلمي للسلطة من الخليفة الى المخلوف وصراع الضواري ومعارك ذات الصواري بين العالف والمنعلف والمعلوف لكن الواضح أن عقلية الزعيم العظيم والحاكم الحكيم والفاهم الفهيم والمتصنبع والجاثم المستديم الجديد القديم والذي تم اصطفاؤه من قبل المستعمر العليم بعقول العباد من رجال وحريم في بلاد العز والنعيم والحاكم المقيم ماأقامت الرياح والنسيم والمصمود كالعود في عين الحسود حتى يتم اصطفاؤه بقدرة الهية أو بارادة غربية. ولعل سؤالنا المتكرر والمستفهم والمستنور والذي قد انبرى لساننا وقلمنا من تكراره محاولة لزحزحة ولحلحة أسراره وهو السؤال لغير الله مذلة.
هو أنه وان كان من المعروف للكبير والصغير والمقمط بالسرير في عالمنا العربي أن الجميع هو زعيم حتى اشعار آخر وأن عظمة الزعامة وتهميش الأنام حتى يوم الساعة وقيام القيامة فانه وخير ياطير لماذا سمح لبلاد تم الباسها عمامة الملكية وتقسيمها على الوحدة ونص الى عائلات حاكمة سواء كانت مرتكية أو منجعية أو قائمة فان الصيغة الأحادية في الحكم تماما كالوضع والزعامات العشائرية والقبلية في نظام حكم لم يدع مجالا للشك يوما في أن تداول الحكم السلمي عبر انتخابات على الطريقة الغربية هو امر قد انقرض منذ القضاء على الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم جميعا هو مجرد خيال ولايعرف تطبيقه لاحراما ولاحلال ولايحتمل البت فيه حتى مجرد السؤال.
وعودة على السؤال نفسه وعذرا على الاطالة لماذا تم تحويل بلاد الرافدين والشام والنيل وهي المحرك الأساس للعالم العربي برمته عن مسيرة الملكية والحكم الاحادي عبر السماح للعسكر بقلب الأنظمة الملكية السابقة في تلك البلاد والاستعاضة عنها بأنظمة أثبتت مع مرور الزمان أنها لاتقل تحكما واستحكاما من البلاد الخاضعة لحكم الأفراد والعائلات. يعني بالمشرمحي تم تحويل الملكيات عنوة الى جمهوريات لم تعرف أي منها أي تداول سلمي للحكم عبر أية انتخابات نزيهة. بل حتى فترات الانقلابات في تلك الدول وخاصة التي ادعت التقدم والتحرر والحرية والوحدة وشعارات الوحدة ونص واسقاط الأنظمة الرجعية ونتر الامبريالية والصهيونية والانبطاحية والزئبقية والليلكية هزيمة من فئة الحشك ليك وحشر المؤامرات في خانة اليك. تراوحت دموية الانقلاب على الملكيات من أشرسها في بلاد ارافدين مرورا ببلاد الشام حتى الوصول الى أكثرها أناقة في بلاد النيل عبر ثورة الضباط الأحرار حيث تم قلب الحكم بشكل سلمي تقريبا ولعل من سخريات القدر أنه باستثناء استقالة الرئيس السوري شكري القوتلي تنحيا لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصرعام 1958 للرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي عرض استقالته بدوره بعد نكسة حزيران يونيو ولم تتم تلك الاستقالة لأسباب معروفة فانه لم يعرف لأي زعيم عربي من الذين وصلوا الى الحكم على ظهور الدبابات أية لفتة كريمة ولاحتى لئيمة لترك الحكم حتى لو هرهر وسقط وتجرجر وتم حمله ودفشه ودفعه على حمالات ونقالات وحامت حول صحته الشائعات وتناثرت في شأنه الشائعات تجمهرت حوله الحيتان والصقور بضراوتها وجحشعها المسعور عل وعسى يصيبها من عجزه الفتات وماتيسر من دراهم ودنانير وجنيهات وليرات ودولارات.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي.
فان التمسك والتبرك بالمنصب والزعامة حتى ولو حولت الزعيم الى فزاعة وترك البلاد على شفا الفاقة والمجاعة هي صفة ملاصقة لعقليتنا العربية في الصميم رجالا وحريم بحيث نجد مثلا أن مايسمى بالتجمعات المعارضة لأي نظام ما تتم عبر شخصيات ونوعيات لاتقل ضراوة تمسكها بدفة القيادة وبحثها عن الشهرة والسعادة عن تمسك الزعيم بالكرسي المستديم ولعل عرض زعيم الاخوان المسلمين في مصر مثلا نيته التنحي بعد وصوله الى مايزيد عن 80 عاما وهو من جيل المتصرف الحالي في مصر قد لقي ترحيبا شديدا من الكثيرين ليس فرحا بتنحي الرجل لكن لمجرد السعادة بحصول أمر غير مألوف يعني التنحي الطوعي عن الزعامة حيث يتبسمر الزعيم رغما عن الأنوف بلارهبة ولاخوف حتى تأتي العناية الالهية لتقوم بما يعرفه الجميع من بقية من نهاية حتمية.
حب الزعامة وتهميش الآخر هي أكبر آفات التداول لأي من المناصب العليا في المتصرفيات العربية ومنظر رواد المقاهي وحديثهم الباهي من فئة أنه لو أمسك أحدهم بالحكم في روسيا مثلا لمدة خمسدقائق لعمل كذا ولفعل كذا ولو تحكم الثاني مثلا في الحكم في أمريكا لمدة ساعة لقضى على المجاعة وهزم العدا بفظاعة.
وطبعا ينتهي مشروع الزعيم بعد شفطة الأركيلة والشيشة أو نهاية دق الشيش بيش بعد نتر العدا هزيمة حشك لبك وحشرهم في خانة اليك.
اذا كانت الجموع في بلادنا هي من هواة الزعامة الا مارحم ربي فبالله عليكم من أين لنا أن ننتخب فلان وعلان من الانس والجان ديمقراطيا بل وحتى كيف لاي حاكم ان يقنع الرعية بأنه عادل بعد أن هدم المدارس والمساجد والمنازل وشرشح العباد عالطالع والنازل بل كيف لأية معارضة من فئة الخمس نجوم وجحافل الخفافيش تحوم أن تشكل ضغطا على اي حاكم ان كانت تعاني هي من آفة الزعامات والكراسي ومايرافقها من مآسي وأفكرك ولا انت ناسي.
انتفاضة الغضب المصرية هي انتفاضة عفوية جماهيرية تم فيها استخدام الانترنت وكل حديث في مجال الاتصالات لشحذ الهمم والخروج بعفوية بعيدا عن شعارات جوفاء ومهازل الخلاء وتمرجح الخيلاء.
والخلاصة أنه ان لم يحس الانسان العادي والمسحوق بأن من يريد قيادته أو على الأقل أن يكون قدوته في التواضع والتعفف يجب أن يكون ويخرج من صلب الجماهير أمثال غاندي وأحمد فؤاد نجم على سبيل المثال لاالحصر متمنيا مرة أخرى للصوت الحر في مصر دوام التوفيق والتقدم على طريق تحقيق أبسط المطالب الآدمية في عيشة كريمة وهنية في متصرفيات عربية باتت فيها الحقوق مجرد أمنية ودخلت قشة لفة من زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان د مرادآغا www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: