الأربعاء، 3 يونيو 2009

لبنان المشهد الغريب مابين الترهيب والترغيب


لبنان المشهد الغريب مابين الترهيب والترغيب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

ان من معالم لبنان الطيب بأهله ورونقه هو ماألف أهله عل ى تسميته بأنه أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبلع
لبنان القريب من ابنائه والغريب في وطنه عبر أكبر هجرة عرفها العالم العربي كافة حيث يعادل تقريبا عدد مهاجري لبنان عدد ساكنيه أو قد يزيد قليلا فالهجرة نتيجة للقلاقل والاضطرابات منذ نهاية القرن التاسع عشر حين كان جزءا من بلاد الشام الموحدة تحت الحكم العثماني وبخاصة الهجرة الأولى نحو العالم الجديد يعني القارة الأمريكية بشمالها وجنوبها ناهيك عن هجرات متتابعة ومتنوعة باتجاه مجمل الكرة الارضية ويندر أن يخلو بلد ما من أهل لبنان 
ولعل صغر البلاد وهشاشة حكمها الدستوري المبني بحسب الوصاية الفرنسية على تقسيم وتداول للحكم على أساس طائفي جعل من البلاد فريسة لأطماع كل من هب ودب سواءا من دول الجوار حتى وخير اللهم اجعلو خير كل من تحلو له معمعة وجعجعة المسرح الهزلي الشرق أوسطي مابين منشق ومنبطح وشرطي
وان كنت لأذكر أحد مشاهد الأيام الغابرة أثناء الحرب الأهلية حيث كانت حواجز الميليشيات وحواجز الجيش السوري والمقاومة الفلسطينية متناثرة في كل مكان وكان يتم تنبيش وتفتيش كل داخل وخارج في هارج ومارج وتخبط بحثا عن المداخل والمخارج 
كان هناك حاجزا سوريا يقوم الجندي فيه بتسيير السيارات مشيرا لسائقيها بقدمه من باب التحقير والتصغير للعباد وكان يسال كل سائق سيارة سؤالين لاثالث لهما
أول سؤال كان انت جعجع ولا؟ والثاني كان واللا انت عون ولا؟
فان كان الصنديد من جماعة عون أو جعجع فان جلده سيتحول الى دربكات لامحالة آجلا أو في عجالة
أما ان كان النشمي من الفئات الغير عدوة يعني مو من فئة الزعران فان الجندي يسمح له ولسيارته بالمرور عبر الايماء ببسطاره العسكري أو شحاطته حسب المزاج أو حالة الاصطهاج
طبعا مرت الأيام ومرت التدخلات العسكرية وانسحب العسكر من شمال وجنوب البلاد لكن التدخل كما هو الاستعمار الجديد في معظم الدول العربية هو تدخل اقتصادي وفكري بل وحتى عسكري ممنهج لترجيح كفة على أخرى وان كنت لأميز تماما بين المقاومة الشريفة والتي أبلت بلاءا حسنا في تحرير الارض والدفاع عن البلاد لكن هناك من يسعى من الخارج وعبر التحكم عن بعد على اقحامها في مهام قد تختلف عن واجبها الوطني المقدس لكن قيادتها الحكيمة نأت بنفسها لحد اللححظة عن مهاترات وتشنجات الفتنة الطائفية المسلحة
لكن كم الأموال وطرق النصب والاحتيال في الوصول الى دفة الحكم في صراعات اقليمية فاقمت من التوتر الطائفي الموجود أصلا منذ تقسيم البلاد سياسيا ودستوريا منذ أيام الانتداب الفرنسي
تخبط الحال السياسي بين ترهيب وترغيب وتلميح وتلويح وتناثر الحيتان والتماسيح ارضاءا لمشاريع وقوى جعلت من البلد الصغير مسرحا ومرتحا لكل من يرغب في تجربة الفوضى السياسية ودخول حلبة مصارعة الاخوان في سبيل افتراس الحكم في لبنان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لعل في هشاشة الاقتصاد اللبناني ومعاناة أهله ليس ضعفا في مقدرات ابنائه لكن حالة الفوضى السياسية وتخاطف الأدوار والمسارات جعلت من الاستثمارات الحقيقية بعيدة المنال بسبب القلق والخشية من حالة حرب أهلية نجح أهل البلاد في تفاديها لحد اللحظة
انتشار وانتثار مخابرات وشبكات تجسس كل من هب ودب على كل مفرق وطريق ودرب يجعل من البلاد الأكثر تأثرا وتعثرا بمايخطط ويحاك
صحيح أنه قد ولت فترة التدخلات العسكرية المباشرة كمثالنا السابق حول جعجع ولا؟ واللا عون ولا؟ لكن حملات الترهيب والترغيب تجعل من الانسان اللبناني الخاسر الأكبر ومن اسرائيل الرابح الأكبر في أي فشل في تحقيق الاستقرار الحقيقي في البلاد ايا كان من سيحكمها لأن التقسيم كما هو جل المتصرفيات العربية قد حصل منذ الانتداب الفرنسي وسايكس بيكو وبالتالي كل ما يبقى هنالك أمام العجز في تغيير الحال هو البحث عن أفضلها أداءا وأكثرها سلاما 
سلام يتوق اليه أهل الوطن والمهجر في لبنان الزمان والمكان بلد الشجعان وكل من قاوم الطغيان والعدوان بلد يأبى التقسيم والنسيان وكان ياماكان

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
  

ليست هناك تعليقات: