الجمعة، 12 مارس 2010

الخبر الصادق في تلولح الألسنة والمناطق


الخبر الصادق في تلولح الألسنة والمناطق

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

كنت من المحظوظين في ليلة واحدة وخير اللهم اجعلو خير في مشاهدة فيلم ايطالي منتج بحرفية عالية حول المافيا الصقلية وتحديدا وخص نص حول شخصيتين تمثلان تناقض وتعارض الخير والشر وهما شخصية القاضي الايطالي جيوفانني فالكوني وهو أبرز مناهضي ومحاربي المافيا الصقلية والذي تم اغتياله على يد غريمه والذي يمثل صورة الشر وهو توتو ريينا الزعيم الأكبر للمافيا والذي اعتقل فيما بعد وشخصية زعيم المافيا باللغة الايطالية تعني

IL CAPO DELLA COPOLA DEL CLAN MAFIOSO

والجملة بكاملها مشتقة من أصولها العربية وتعني زعيم زعماء المافيا ومفردات الجملة تعني حرفيا

قبة قبلة القلة المخفية- بافتراض أن كلمة مافيا مشتقة من المخفية وكلمة كلان تأتي من القلة والكابو تعني القبة والكوبولا تأتي من القبلة

لكن وبغض النظر عن الاشتقاق اللغوي فان احترامي البالغ لذكرى الراحل فالكوني وشغفي باللهجات الايطالية والاسبانية بثرائها وتنوعها وتأرجح العقليات والعادات وتمرجحها بين مايسمى بالعصرية وبين تاريخها وعلاقاتها مع أصولها وتأثرها بجارتها العربية والاسلامية في جنوب المتوسط اضافة الى اشتقاقات واصول الكلمات والجمل والتعابير من باب الهواية لغرض المعرفة والدراية هو احترام اجمالي لكل معاني وأصول الخير والشرف والكرامة والأصالة في مدرسة هي منارة للحق والحقيقة ستذكرها البشرية مابقي هناك شريف على وجه البسيطة.

بعد انتهاء الفيلم الايطالي الرائع –بدون دبلجة والحمد لله- لأننا بعد دبلجة ومكيجة المسلسلات المكسيكية والتركية بدأنا نكبع ونبلع ماتيسر من طاسات رعبة مع رجفان الأذن والركبة حيث تصيبنا تلك الدبلجات وخاصة من فئة اللهجات بأصناف من الوكسات والنكبات من خانة فالج لاتعالج في علاج الجلطات والفوالج .

بعد انتهاء الفيلم الرائع قفزت مع جهاز التحكم عن بعد وبالصدفة الى برنامج استضافت فيه احدى القنوات المصرية الخاصة قسا انكليزيا كاثوليكيا اعتنق الاسلام على يد صبي لم يتجاوز ال 15 سنة من عمره وكان الرجل واسمه بعد اسلامه ادريس توفيق يتكلم عن الاسلام وحبه لرب العباد وللبشرية جمعاء ويروي مثابرته على الحوار مع الجميع بابتسامة عذبة وتسامح بعيدا عن العصبيات وهبات وعاطفيات الياباطل وياخسا وهيهات التي تعودنا عليها من قبل العديد من واعظي ودعاة العربان الذين يدخلون أفكارنا في خبر كان بعد قصفنا بمواعظ أشكالا وألوان رافعين في وجهنا السيوف في عبوس وتجهم مألوف يزكم الأنفس والأنوف و استعراضيات يتحول فيها أحدهم من مفتي الى فتوة وفتوات تطير مع تهديداته الأحلام والملذات وتنطعج أمامه الأماني والتمنيات ليس لخلل في مايقدمه انما لعطل وعطب في طريقة الأداء حيث لايضحك للرغيف السخن وكأنه قد زوغ وزمط من قاووش أو كركون أو سجن.

المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة

صحيح أن الموضوعين مختلفين في الكثير من النواحي لكن مايتفقان عليه هو الصدق والحق والحقيقة والاخلاص والشرف في الأداء والموضوعية في التعامل مع الأمور والأشياء والتواضع والتحبب والتقرب من العباد توخيا لمرضاة رب العباد

لكن مايتناوله مقال اليوم تحديدا هو طرق الالقاء والاصغاء وتمرجح الألسنة والمناطق –جمع منطق- يعني كيف تتارجح الألسنة وتتمرجح الأقلام وتتمايل المناطق مابين المتحدث والناطق في مختلف مضارب ومناطق العربان بدوا أو حضر من موريتانيا الى جزر القمر.

ولعل مايدهش ويجلط ويحشش بداية للمنظر العليل هو تسابق العباد الى طمس ودعس لغة الضاد متشبثين وملتصقين بلغات الفرنجة من باب التعلق بلغة الأقوى مع أو بدون ديباجة وفتوى

لن أدخل في أفضليات وكرامات اللغة العربية والتي فضلها رب الأنام وحفظها في خير كتاب أنزل للعالمين لكن دخولها وتغلغلها التاريخي في معظم اللغات العالمية المعروفة اشتقاقا وأصلا وفصلا يجعل تلولحنا اللغوي أمام لغات الأعاجم نطقا ولهجات وترنحنا أمام طبول وصاجات المستعمرين والغزاة ظنا منا أننا سنتحول بالتواء وانطعاج الألسنة الى خواجات وذوات يعني من علية القوم من فئة محدثي النعمة والنغمة وكأننا قد هبطنا –ياعيني- من هوليوود وترعرعنا مع شكسبير وروبين هود وأكلنا خبز وملح مع فولتيير وأفلاطون بعدما زرعنا الطبق والدش عالبلكون فصرنا نصدح بلغات الخواجات مسابقين البلابل وطاحشين الببغاءات دافشين وكاحشين لغة الحضارة والقرآن متحولين الى جوقات من فئة الغربان تصدح في خراب مالطا.

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

ولعل ماقد يلحظه الكثيرون من مستخدمي النت في عالمنا العربي أن الكثيرين من عرب الداخل لاتوجد لديهم لوحة مفاتيح باللغة العربية وكأن اللغة العربية نكرة لاتستاهل ولاحتى مجرد نظرة يعني دخلوا بعونه تعالى مرحلة الفرنجة مع كم جرص وعود وبهجة بحيث ان ارسلت لهم رسالة باللغة العربية يصلك الجواب باللغة الانكليزية او الفرنسية أو عربية مكتوبة بأحرف لاتينية لاتختلف بهجتها عن صحون البسبوسة والمهلبية .

لن أتطرق وخير ياطير الى عقد النقص والدونية والتي شفطها لغويا الانكليز منا مستخدمين كلمة دون محولينها الى

DOWN

وكلمة قب أو أب الى

UP

اضافة الى أبواب السلامات والتحية والتي حولناها زورا وبهتانا الى تحيات من فئة تحية كاريوكا مع دف ودربكة ومزيكا والتي نعرفها جميعا بكلمة أهلا وسهلا وهلا وياهلا وصولا الى هلا هالله وابشر وحيالله ومن هلا اشتقت

HELLO

وبالاسبانية

HOLA

وبالفرنسية

ALO

وحتى هذه –ياعيني- يقوم بعض من معشر العربان المتفرنجين والمفرشخين والراسخين ركوعا وخضوعا بلفظها على الطريقة الغربية متناسين أنها عربية بحيث تتم جعلكتها وطعجها بحنك عربي ملوي ومكوي عالقياس والريحة في تضارب الاشجان والقريحة.

ولعل أكثر منظر قد أثر بي هو منظر أحد الأتراك من أهل الاسلام والذي قد انحنى لالتقاط ورقة مرمية على ناصية الطريق في بلد عربي بالصلاة على النبي كانت مكتوبة بالعربية وقام يتقبيلها ظنا منه أنها سقطت من كتاب الله عز وجل بينما كانت ورقة من جريدة سياسية من فئة ودع واستقبل وانجعى وتدندل في عالم عربي هبط وتحول الى عالم أسفل بعدما شرد وشرشح وبهدل الكرم والكرامات في حالة ماعاد ينفع في علاجها ضرب الودع والمندل وخلطات الأعشاب والصندل ولاحتى جلسات دعك وفرك مصباح علاء الدين السحري بعدما تحولت مضارب مطرح مايسري يمري الى ضروب من التخلف والهذيان بعد تخليها عن لغة وضعت في قرآن ارسل ليمحو الجهل والهوان عن مضارب عربان تحاول عبثا ادخال لغة القرآن كما أدخلت الانسان ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.

د مرادآغا

www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: