الجمعة، 5 مارس 2010

الواردات والشاردات في حكاية الحقوق والواجبات


الواردات والشاردات في حكاية الحقوق والواجبات

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

كان لدينا أحد الأصدقاء من الذين احترنا وخير اللهم اجعلو خير في تصنيفه وحشره في خانة الورع والديانة أهو في خانة المتدينين أو المتدروشين أو المجاورين أو المتقربين أو المتضرعين والمتمرغين... طلبا لرحمات رب العباد عبر تذكير الأنام بأهوال القيامة وعلامات الساعة الصغرى منها والكبرى ومقارنة مايجري اليوم بما هو آت عبر ماتنبأت به شرائع وقوانين رب الأنام والأرض والسموات
وكان أخونا من الصنف المتمسك بظواهر وقشور الأمور محاولا طمس الافعال بماتيسر من أقوال مدخلا عقول البرية في نزال وحيرة في تفسير المقال مدخلا الحكمة في ستين حيط ومدندلا ماتبقى منها على خيط في محاولة تفسير هبات قيل وقال أخونا فخر النشامى والرجال.
كان صاحبنا يهب ويقفز ويطير ويقمز كلما رأى منكرا ويرتفع معه الضغط والسكر والكولسترول مايصيب المحيطين بحال من الذهول والخبول انتظارا لماهو قادم ومهول ناهيك عن قلقنا على صاحبنا أن تصيبه الجلطة أو يبطحه الفالج والعبطة فكنا نتناول ماتيسر من طاسات رعبة تحاشيا لمهول وضخامة ماقد يصيبنا ناهيك عن ذعرنا لماقد يصيب صاحبنا نتيجة لفزعته وهبته مترنحا بين ضروب المس ومتأرجحا في دروشات التجلي والللبس.
أنوه في بداية الحكاية أن الموضوع لايتطرق بأي حال لضروب الوعظ ولاحتى أبواب الالف باء في سيرة الاجتهاد والافتاء تاركا المهمة للمشهود لهم بالصدق والأمانة من فقهاء وعلماء انما يتطرق الى حالات تأرجح الأنام مابين الحقوق والواجبات وماينجم عن ذلك من حسنات وسيئات نتيجة اعتماد الدين الحنيف للمبدا الرياضي الصرف في حساب وتقييم ووزن ماللعباد وعليهم من حسنات وسيئات تبعا لأدائهم للحقوق والواجبات.
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
فكر أحد الموجودين بامتحان ايمان صاحبنا بطريقة بسيطة وميسرة كاشفا المستور عبر تذكيره بماعليه من واجبات وفواتير متراكمات وضرائب مشفوطات وديون فائتات وحقوق غائبات فما كان من صاحبنا وخير ياطيرالا أن انتفض وهب وصاح ومن باب كل مين صاح راح وكل مين حرك برك وكل مين قام نام وانفرد وابتعد وخود زاوية ولاتقول غادرة طافحا في وجه غريمه ماتيسر من مجاري وبلاعات هجائية على شكل معجم محولا كرامة ضحيته الى عدم ناشرا وناكتا كرار وأسرار أهل العشيرة والدار وناشرا أعراض العباد مع أو بدون ميعاد.
طبعا كان هدف السائل بريئا ومن باب المداعبة مخلوطا على نكش ونبش حقيقة ايمان المسؤول يعني ومن باب داحنا دافنينة سوا وخليها مستورة ياقمورة.
المشهد السابق في سيرة صاحبنا والذي وصلنا الى حد تسميته بالساعاتي نتيجة لتذكيره الخليقة كل ثانية ودقيقة بقدوم الساعة متناسيا حاله وصالح أعماله وماله وعياله فاصلا القول عن العمل وكأنه قد عمل له عمل.
لن أطيل في حالات انفصام الاقوال عن الأفعال وتدرجها بحسب ثقافة النفر مابين المؤمن ومن كفر قولا وعملا لأن رب الأنام هو الفصل والحكم في تصنيف وتقييم ماللعبد وماعليه لكن دقة الحسابات الشرعية وربط الظواهر بالبواطن يجعل من المشهد أكثر من ظاهر وبائن.
لكن رهزهة المشهد وطرافته هو عندما يتم اسقاطها على عالم السياسة حيث تتطلب المصلحة أبوابا في التنميق والتحايل والتلفيق مع مايرافقها من قبلات وحبور وتصفيق في خزعبلات ومهرجانات نفاقية وبهلوانيات خلبية أذهلت البرية وحشرت الحكمة والأمانة في الطراوة والمهلبية.
فمن ظواهر الكيل بمكيالين وتحويل الأبيض الى أسود وبالعكس وتشقلب الأصدقاء الى أعداء والمبطوح الى مهرول وعداء ولحس التهديدات وبلع التمنيات وسحلبة المخططات وتلميع النكبات ومكيجة النكسات وتزويق الوكسات في مظاهرات وعراضات واستعراضات أدهشت ذوي الالباب وحششت الأصحاب والأحباب.
لكن مايثلج الكثيرين من ضحايا ومعذبي السياسة في أكثر أطوارها الوحشية وأكثر مراحلها القمعية في مايسمى اليوم بالأنظمة الديكتاتورية حيث تدعس وتفعس البرية مع أو بدون وصية هو تساوي الظالم والمظلوم في أن لكل منهما قدر معلوم ومقدار محتوم وأمد مختوم لتواجده على ظهر البسيطة يعني وبالمشرمحي لكل منهما صلاحية ومفعول وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقد تكون هذه النقطة في التساوي امام المصير المحتوم مايثلج صدر كل مقهور ومظلوم بأنه لاشيئ يدوم مهما دفع في تحاشيه من فلوس وبلع في تجنبه من معلوم ومهضوم.
ولاتجدي امامه نفعا محاولة مطمطة البقاء بقصف المصمود بالدعاء مع أو بدون كسر الهاء ولاحتى تزويق النفر بأجمل المزخرفات والصور ولاحتى ترقيع وتشقيع العيوب في محاولة لتحويل المعطوب الى محبوب ومطلوب.
أما من ناحية مايسمى بالسياسة الدولية وهندسة حياة البرية من كائنات بشرية تدب على ظهر البسيطة فالقصة والرواية سهلة وبسيطة وقد تتمثل بالمختصر المفيد ومع شديد الأسف في تنافس بشري أزلي يتخذ من ماهب ودب من الذرائع والدوافع للكر والفر واختلاق النزاعات وتبادل الغزوات وتناطح الهجمات وتباطح الحضارات
وقد تكون الأديان والشرائع هي أكثر دوافع وذرائع من يسيرون مجمل النزاعات العالمية بحجة تفوق ديانة على أخرى في حالات كر وفر تستخدم فيها مقدرات وخيرات البشرية في حروب أزلية لادخل للأديان والشرائع في تأجيجها اللهم أنها تستخدم ظلما وعدوانا مطية لتفسير وتعليل أسباب ماكان ويجري من فئة مطرح مايسري يمري.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ولعل صاحبنا في قصتنا السابقة يكون محقا في أن علامات الساعة قد اقتربت والقضية قد نضجت لكن اتعاظ أو ارتداع العباد عن الظلم والفساد قد يكون آجلا وليس عاجلا ومن باب أنه ان لم يصب العبد شخصيا وخص نص بالكوارث والنكبات طامرة صاحب العلاقة بالمرض والفواجع والفاقة فان فنون اللباقة في تحويل النملة الى ناقة تجعل من العقل البشري قاصرا عن رؤية ماهو أبعد من حواسه وماهو منظور ويكفي هزلا خوف العباد من منظر مجرد رجل امن أو من جحافل العسكر بينما يتم انتهاك القوانين والشرائع عالنازل والطالع.
بل ومن باب الاصطهاج والنغنغة في تقفي المصالح والمنفعة فان تحريم الكحول مثلا من قبل المسلمين يقابله تحليل المسكرات من قبل الفرنجة بينما يحارب التدخين مثلا في تلك البلاد بالرغم من أن مصائب الكحول مابين حوادث واصابات وأمراض وسرطانات قد تفوق بأضعاف بلاوي التدخين لكن باعتبار أن الكحول محرم اسلاميا فهو محلل قانونا في بلاد الفرنجة ولاتتم مكافحته في الغرب كما يكافح التدخين.
وعليه فان أردنا أن نحلل استخدام المخدرات والمحششات مثلا في بلاد الفرنجة زيادة في الفرفشة والبهجة فماعلينا الا أن نحرم وبقرار ديني وشرعي المخدرات في بلاد المسلمين حيث يسود الهارج والمارج في تفسير ماهو محرم وماهو نص على نص
يعني بينما نترت بعض دور الافتاء العربية ذات الطلة البهية التدخين فتوى من كعب الدست في أنه حرام ليس رغبة في تحريمه على أساس ديني بحت باعتبار أن كل ماهو ضار ومعيق للعبادات فهو محرم لكن من باب اللحاق بالغرب في تقليد اعمى بينما لاتوجد لحد اللحظة نصوص افتائية واضحة وبينة في تحريم كل مايخل بالتوازن العقلي والتركيز مايعيق العبادات أصلا وفصلا وبالتالي يزدهر استخدام المخدرات تناوبا مع تحريم الكحوليات في بلادنا العربية محولة الكثير من البقاع الى محششة من الأنواع المفرفشة والمنعشة في ثقافة تحارب الكحول وتسمح بأدوات الترنح والتحشيش والخبول في ظاهرة أدهشت المبطوح والمخبول وحششت الأهرام وابو الهول.
وعليه فان تحريم الغرب للمخدرات والمحششات قانونا قد يتحول الى موضة قديمة ان حرم الاسلام المخدرات شرعا وليس قانونيا فقط وبالتالي فان الغرب ومن باب عكس الآية والحكاية والرواية تماما كما هو الحال في الكحول سيحلل المخدرات ماسيزيد في حفلات الفرفشة والآهات وترنحات الخود والهات.
هي بعض من حقائق هزلية في التنافس الأزلي المخملي بين الشعوب والحضارات عبر اتخاذ الشرائع كذرائع تنافسية هي منها براء براءة الذئب من دم نبي الله يوسف عليه السلام.
قصة صاحبنا -الساعاتي- هي نقطة في بحر النفاق الآدمي وترنح العقل البشري في متاهات وآفات آدميات قد تكون قد دخلت طور الخواتم عالواقف والنايم باعتبار أن تتالي التخبطات الكونية واللخبطات المناخية وزلازل القشرة الأرضية في علامات ماعاد ينفع معها التنميق والفبركة والتزويق.
وان كنت لأتمنى السلامة لعباد الرحمن أعاجما وعربان لكن سيرة الزمان والأوان قد دخلت في مرحلة من الفوضى والضيعان ماعاد ينفع معها التنميق والتزويق أشكالا وألوان وماحملات الفرنجة على أحفاد بني عثمان في تركيا المعاصرة الا بداية لقلاقل نتمنى لتركيا العثمانية تجاوزها بحنكة وحكمة ومهارة نجحت لحد اللحظة في تجاوز المصاعب والمحن أملا في تحاشي مفاجأت وهفوات نحن في غنى عنها لأننا وبالمشرمحي من دون دف عم نرقص.
رحم الله العباد من عبادة العباد محررا الخليقة من الفساد والأصفاد وعاتقا العقول من صراع الأضداد في زمان وأوان دخلت فيه البرية والشرعية موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: