الخميس، 7 أكتوبر 2010

الأخبار والأسرار في خبايا الدرهم والدينار


الأخبار والأسرار في خبايا الدرهم والدينار

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

يحكى أن أحد أحبابنا الظرفاء من هواة لعب الشدة والكوتشينة والشيش بيش والزهر صبحا وظهرا وعصر وكان اسمه أصيل وكان الفقير الى ربه يعتبر أن اسم صاحبنا طويل فقمت بقص آخر حرفين وخير اللهم اجعلو خير محولا اسمه دلعا وولعا الى أص تيمنا بالجواكر والأصوص لمن يعرفون ويمتهنون ويلتصقون خلف الطربيزات وطاولات الشيش بيش ولاتسألني ليش ياعليش.
كان أخونا أص من هواة بنات الديناري وكان ينتفض بشكل صاعق وناري كلما خسر رهانه على الديناري ليس حبا بالاسم انما لأنه كان يذكره بحكاية الدراهم والدنانير لأن صحبنا كان من النوع العاطفي والفقير يعني صابح ماسي على عاجه الماسي فكان نفر من النوع همام تتخبطه الأحلام وتتقاذفه الأوهام مترنحا بين مشاريع كرتون ومخططات برلون وآراء تلطمه على كل شكل وهيئة ولون.
كان أخونا أص يذكرنا كلما دق الكوز بالجرة مرة تلو المرة بأبيات الشعر التالية واصفا حال الخليقة بأبيات دقيقة تصف المكان والأوان في صراع الانسان مع أخيه الانسان تحصيلا للرزق بعد بطح الخلق في غابات الدراهم والدنانير والدولارات
وكانت أبيات شعره الجميل ثلاث يعني بالثلاتة ثباتا وتثبيتا نختصرها بمايلي
.
رأيت الناس قد ذهبوا الى من عنده الذهب
ومن لايملك الذهب فعنه الناس قد ذهبوا

رأيت الناس قد مالوا الى من عنده المال
ومن لايملك المال فعنه الناس قد مالوا

رأيت الناس منفضة الى من عنده الفضة
ومن لايملك الفضة فعنه الناس منفضة

طبعا أصاب أخونا أص الحقيقة بل لعله صفصف ورص الأنام عموما في خانة اللاهثين خلف الدرهم والدينار أخيارا وأشرار باعتبار أن الفلوس ترفع وتذل ماتيسر من نفوس بحثا عن اللقمة لدى من يسمى ولي النعمة والنعماء دائما لله تعالى.
المهم وبلا طول سيرة ومهرجان ومسيرة
حقيقة أن عالمنا اليوم برمته هو عالم طفحت فيه المادة وطغت ماسحة وطاحشة ماتبقى من ضمائر ونواميس محولة النبلاء الى مناحيس والأخيار الى مواكيس والأشراف والكرماء الى مدعوسين ومفاعيس.
ولعل تغنينا وترحمنا على الأيام الخوالي حيث كانت الأخلاق والقيم هي صاحبة المعالي أيام عزة الأمة وصولا الى صولجان وهيلمان الباب العالي في دولة علية عثمانية عليها وعلى قائميها ومنظرينها أعطر الرحمات والبركات
لعل تغنينا على ماسبق هو من باب الحنين في أوان بعنا فيه الدين وصلاح الدين وفلسطين بقشرة بصلة طبعا بعد هبات النخوة والمرجلة بائعين القضية والمسألة بماتيسر من فتاوى وفرمانات وماتلاه من مهرجانات ومسيرات نطحنا فيها الامبريالية وبطحنا الرجعية وطرحنا الزئبقية والانبطاحية بتسونامي مايسمى بالعلمانية والقومية والليبرالية ناترين الأنام أبواب تنوير صعقت الكبير والصغير والمقمط بالسرير وزهزهت المشاعر والأسارير وحششت كل متفائل بغد عربي كبير
حقيقة أننا في زمان بيع العربي للعربي بالصلاة على النبي بحفنة دراهم من نوع المراهم وطعن الأحرار والأكارم والأخيار بربع دينار في صراعات تقليب الرزق من فئة الخبط لزق بعد سحق ومحق كل ممن يقف في طوفان العار والذل والهوان
ولعل أبيات أخونا العزيز أص يمكننا أن نلخصها يومنا هذا من دون أن نتلعثم ونغص بمايلي هذا والله أعلم
أيا زمان العفن والمجاري تتعالى صغاره على الكبار
فتبا ياعبيدا وياجواري تلعقون الذل بدرهم ودينار
حقيقة أن تسعيرة وبازارات الأنفار والجماعات والهمم والكرامات والنواميس والخيرات والثروات والحضارات وتحويل ماتيسر منها الى محاشش وخمارات حسب القياس والمقاسات أصبحت اليوم أكثر من عادة بل قد وصلت الحال الى حد العبادة بحيث ماعدت تعرف لونا للمزادات ولالونا للهزات والشقلبات بحيث أصبح كله متاح في مضارب الزهزهة والأفراح والاصطهاج والانشراح.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ولعل المتابع لمايسمى بتزاوج السلطة بالسياسة والدراهم بالشباري الكباسة نتيجة لحاجة المال الى حماية ونفوذ بحيث اختلط الحابل والنابل عالطالع والنازل في عالمنا العربي بالصلاة على النبي بحيث تحول الساسة الى قبضايات تحمي الرأسمالات والدولارات وتشفط العمولات والكمسيونات بحيث صغرت الدائرة في زمرة ناهية وآمرة تحيط بها حلقات دائرة وطائرة من عباد جائعة وغائرة تدور في فلك الصولجان الحنون من فئة عم يتساءلون.
وعليه فان مقولة شبيك لبيك عربرب بين ايديك المقرونة بالفساد الاداري وطفحان ماتيسر من فضائح ومجاري قد أصبحت اليوم معلما وعلما مقيما قائما في مضارب تدعي الفضيلة والأخلاق الجميلة بعد طمر الأنام بفتاوى عليلة ومسابح بفتيلة وذقون طويلة عبر مطوعين متطوعين وطائعين لحملة الملايين من المنتفخين والمنفوخين الى أن يشاء رب العالمين.

رحم الله بني عثمان ورحم شعارهم الجميل -الله وطن ناموس اتحاد- بعدما تبخر الناموس وبيعت الضمائر والنفوس بطراب الفلوس ودخلت الفضائل ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.

مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: