الجمعة، 24 يوليو 2009

تأرجح الأعراب مابين الحساب والعقاب


تأرجح الأعراب مابين الحساب والعقاب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

أذكر مقولة لأحد الأقرباء أتحفنا بها وصفا لواقع قائم وهو انه ان كان للعباد رب يحاسبهم وكل حسب نيته وماجنت يداه فان للعربان حسابان حساب في الدنيا الفانية بين بعضهم البعض وحساب في الآخرة أمام رب الأنام
وبالتالي وبحسب الاستنتاج السابق فان حساب العربان مضاعف يعني وخير اللهم اجعلو خير حساب مدوبل مابين الدنيا والآخرة
وأذكر هنا قصة أحد الاخوة من الفلسطينيين من المهجرين في مناكبها بعد رحيله عن الضفة الغربية عبر الضفة الشرقية أو مايسمى اليوم الاردن أو متصرفية هاشمي هاشمي منذ ثلاثة عقود عانى فيها الأمرين من فئة صبرك ياعبد الودود
المهم وبعد أكثر من 30 عاما في الاغتراب ونتيجة لاصابته بأحد الأمراض العضال ظل الرجل على اثره مقعدا ينتظر فرج الكريم مكابدا المرض والفاقة عائشا ومتعيشا في بلاد الاسبان بفضل جود وجهود بعض من أهل الكرم والأجاويد من العرب وأغلبهم من المغاربة والأعاجم من الاسبان وكان ياماكان
وفجأة وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير طفا وظهر على السطح أحد الصناديد من هواة الشعارات والديباجات من ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية فقام بنتر هذا الدرويش درسا في الوطنية والعاطفية وحب الوطن من فئة ياخسا وياباطل رشا ودراكا عالواقف والمايل حتى سقط وهرهر صاحبنا بعد اصابته عاطفيا بالضربة القاضية حشك لبك وحشره في خانة اليك فانتفض وهب ونهض متحمسا للرجوع الى ربوع الوطن حيث تم اقناعه بأنه ما أن تطأ قدماه حتى تنفتح في وجهه جنات الاله وسيتحول الى ملك زمانه من فئة الشاه وستهطل عليه الزغاريد من الشفاه مع كم موال وياليل وآه
يعني من لحظة وصوله الى مطار متصرفية هاشمي هاشمي سيتم استقباله استقبال الأبطال وبعد يوم أو بعض من الزمان سيدخل الضفة الغربية كبطل من هذا الزمان وكان ياماكان
طبعا كان أخونا من اللذين يعيشون على فيض الكريم لامال ولاأوراق ثبوتية انما مجرد وثيقة ستنقله بالمعية الى الديار الاردنية

وكما يعرف الكبير والصغير والمقمط بالسرير أنه في عالمنا العربي بالصلاة على النبي دخول الحمام مو متل طلوعه يعني الداخل مفقود والخارج مولود
وان كان الخلاف الجوهري في عالم العربان أنه ان دخلت حاملا الملايين والألوف فانهم سيحملونك على الأكتاف وعلى الراحات والكفوف وستهاجمك الألوف طمعا في مافي الجيوب مما يحمله الثري الحبوب
أما ان كان القادم خالي الجيوب وخاوي الكفوف يعني بالمشرمحي معتر ومنتوف ومبهدل عالمكشوف فهنا تتساقط عليه السيوف والسكاكين من الأغنياء والمساكين ويتم طمره بتسونامي من القهقهات والسهسكات والآهات من فئة نامي جموع الشعب نامي والله لا كان جاب الغلا وبلاها هالشوفة بلا
المهم وبلا طولة سيرة وهوبرة ومسيرة دخل أخونا الى بلاد هاشمي هاشمي متل صبي الحمام يد من ورا ويد من قدام
وبعد السلام عليه ناوله أحدهم خمسين دينار قائلا له هاي خمسين ليرة ودبر حالك
طبعا الرجل عندما كان في بلاد الاسبان كان الدواء والغذاء يصله مجانا من قبل أهل الخير ناهيك عن الطب المجاني المدعوم حكوميا من قبل الحكومة الاسبانية حيث العناية الصحية تشمل الجميع من الكهل حتى الرضيع
لكن أن يضل النفر ويضيع كما حصل لصاحبنا حيث أغلقت الأبواب البشرية في وجهه بل على العكس ومن باب ياغافل الك الله جاء دور الجهات الأمنية في متصرفية هاشمي هاشمي هنا بمحاسبته على ذنب اقترفه منذ 30 عاما من باب وراك وراك ومهما بعدت مش حاانساك حيث اقتادوه الى النظارة وشرشحوه بين أهل الديرة والحارة بسبب تزوير تاريخ صلاحية جواز سفر من فئة هاشمي هاشمي استخدمه الرجل للرحيل بعيدا عن ديار القال والقيل
يعني الرجل كما ذكرنا كان مقعدا ومريض وبحاجة للدواء وهنا العباد لم ترحم ولم تترك رحمة رب العباد تصيب هذا الصابر الكئيب حيث تم دعسه وفعسه في بلاد النشامى وتحول من شيخ الشباب أيام وجوده في ديار الاسبان الى مجرد سيخ كباب في بلاد الأعراب
لم يحتمل الرجل الفاقة والمرض والقهر واهانات ونهر القريب والحبيب الى أن وافته المنية في المتصرفية الهاشمية بعد اقل من 4 أشهر على وصوله الميمون الى بلاد السلام وغصن الزيتون
حقيقة الأمر كلما ذكرت الرجل رحمه الله تمر وتقفز الى مخيلتي آلاف من المشاهد واللقطات للمعذبين والمشردين والتائهين في مناكبها في بلاد العربان بدءا من البدون وصولا الى آخر وجبة من العالقين على الحدود السورية العراقية من الفلسطينيين اللذين تكرمت دولة سلوفاكيا الشقيقة بعد البرازيل الشقيقة بالتقاطهم وانقاذهم من براثن وأنياب الأشقاء في مايسمى بمتصرفيات العربان التي تحولت ومن زمان الى مصانع للذل والهوان وكان ياماكان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فانه وبعيدا عن تفتيق وفتق الجروح والقروح فان الانسان المدعوس والمجروح في بلاد العربان والذي يتمنى فيه الدرويش أن ينبت له الريش مسابقا الطيور والخفافيش طافشا وهاربا من بلاد القمع والتفتيش أو أن تنشق الارض أو السماء أو المحيطات والماء أن تبلعه وتنقذه من بلاوي ومصائب الحاضر والغايب بلاد من راقب الناس مات هما بلاد البصاصة ومصاصة الأخبار والأسرار بلاد الحساب والعقاب حيث يسهل نسيان مقدسات ومغتصبات وحقوق وكرامات أمة بكاملها ولايمكن البتة ولا حتى مع صحن فول وفتة أن تتناسى أو تنسى هفوات أو زلات حصلت من أكثر من ثلاثة عقود تماما كما حصل مع صاحبنا المغفور له باذن الله تعالى بعد وقوعه في براثن العربان بعد تركه لبلاد الفرنجة من الاسبان حينما دب فيه الحماس والعنفوان بالرجوع حنينا الى هكذا أوطان حيث يدعس فيها الانسان وتتحول الكرام الى مجرد قطعان تتناوب عليها الضواري والحيتان في بلاد دخلت فيها ومن زمان حقوق الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

د.مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: