الخميس، 22 سبتمبر 2011

الفريد والمفيد في حكاية التابعين وتابعيهم من العبيد



الفريد والمفيد في حكاية التابعين وتابعيهم من العبيد

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

الرحمة دائما لشهداء سوريا والأمة آمين
أما بعد فقد تبادر الى ذهن الفقير الى ربه مشهد طفا في احدى الفضائيات وروى حكاية بائع جرائد من الساعين في مناكبها ومن المقلبين في مجاهلها من المتمركزين والمتمترسين على رصيف احدى ساحات بيروت اللبنانية
وكان الرجل ومن باب وكتاب المشتاق في سبر الأنفاق بحثا عن الأرزاق كان يقصف كل من يشتري منه جريدة أو مجلة بكتلة من جمل الكلام المعسول حتى ولو كان الشاري مزعزعا ومخبول بكلمات من صنف حبيب قلبي...عيوني...روحي...يخليلي ياك.. وصولا الى عبارة من صنف.... ابن عيلة...
وهنا وتحديدا وبعد عبارة -ابن عيلة- التي هبطت نهفة على خيلة على دماغ الفقير الى ربه على غفلة بحيث وقفت وتسمرت وتلعثمت طويلا وترنحت قليلا الى أن تمالكت اعصابي ورجعت الى صوابي وعاودت الحديث مع أحبابي من معشر المبحلقين والملتصقين على شاشة تلك الفضائية التي بثت المشهد فأيقظت كل منجع ومنبطح وممدد
المهم وبلا طول سيرة ومهرجان ومسيرة
حقيقة التزويق والالصاق وصولا الى مصافي النفاق بحثا عن المغانم والأرزاق هي أمر واقع من باب المجاملة والمناورة التي يستخدمها الجميع في بلادنا بدءا من شهبندرات تحصيل الغنائم والليرات وكنز اليورو والدولارات وصولا الى معترين وبائسين من فئة صاحبنا البيروتي الحزين بحيث يمكن أن يتم ايصال النفر بسعر جريدة الى القمر يعني يصبح باشا ولورد وابن عيلة وبرنس حتى ولو كان نصابا ونمس المهم ينتخي ويدفع ويفرجينا عرض كتافه ويخلع.
لكن ان بلعنا أنه بسعر مجلة أو جريدة وخليها مستورة يافريدة يمكن أن يتحول النفر بدوا كان أم حضر الى شخص معتبر بعد دفع بقايا ماتيسر من عملات أو فتات من ليرات أو دولارات.
فان كان الحال هكذا فما أدراك بنفخ ونفش من يحكمون البلاد والعباد مع أو بدون ميعاد سيان اكانوا من هواة السعادة والاسعاد أو من محترفي الاستبداد والفساد من مخربي البلاد وناهبي العباد
ومن باب التذكير يعرف الجميع قصة أبواق العقيد الخرافي معمر القذافي الذي انطلق زاحفا وحافي بعيدا عن صولجانه وسلطانه وعنفوانه حاملا معه أكياس الفلوس وكل راغب وطامع ومدسوس من ابواق ومبحبشين عن الغنائم والأرزاق
بل ويعرف الجميع المتحدث الرسمي باسم القذافي والذي كان يظهر على التلفزيون الى أن توارى مع القذافي كالحردون يردد هتافات الأخير الثورية عبر فضائية سورية بقيت وحيدة تماما كالبوق المرافق للقذافي في وقته الاضافي
طبعا قصة هروب القذافي والبوق وتواريهما بين الجحور والشقوق مع ماتبقى من مؤيدين للعقيد الحزين يذكرنا أيضا بوزير الاعلام العراقي الصحاف عندما كان ينعت الأمريكان بالعلوج وينذرهم بجحافل من فئة يأجوج ومأجوج الى أن فاجأته العلوج فحولت حظه الى حزين ومفلوج
وهو تماما مخلق منطق ماشاهدناه ونشاهده في أبواق جميع الأنظمة العربية التي تبث وتبخ وتنفث أشعارا في حب زعمائها وتقصف الأنام أنهارا في كرم حكامها وتطمرهم اعصارا بحكمة رؤسائها بل واكثر من ذلك تجمع جميعها على أن ماحصل في تونس ومصر وليبيا لا يمس اليها بصلة ولا حتى بقشرة بصلة
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
حقيقة أننا من أشد الشعوب نفاقا وخلافا وشقاقا هي حقيقة لايختلف عليها اثنان ولايتناطح في أمرها نفران من بلاد الموريتان الى جمهورية جزر القمرستان بحيث يمكننا بقدرة قادر تحويل -أجلكم- أشباه البهائم من ثنائيات القوائم الى أساطير ومعالم وتحويل أشباه الدواب الى أكارم وأحباب وخير ماجادت به مضارب الأعراب
بل قد وصلنا -ياعيني- الى مايسمى بظاهرة التلميع وهي ظاهرة فريدة من النوع الفظيع تقوم به وسائل اعلام وفضائيات بسحب النفر المغمور وتحويله الى شهير ومشهور بل وتنقيته من الشوائب والقشور وتحويل المترنح والشاحب الى سيد الحبايب والله غالب
قصة التلميع السياسي التي نشأت وقفزت ونبزت بعد سقوط حكومات وأنظمة الخود وهات في جمهوريات الزكزك وزكازيكو والتوكتوك وتكاتيكو هي وسيلة يتم فيها تلميع نفر على حساب نفر سيان بدوا أو حضر وسيان أكانت الفضائية سعودية أو من دولة قطر وهي طريقة فريدة وموجزة في باب وكتاب المنير البديع في أساليب الطلاء والتلميع عبر فضائيات الدهان او تندرا -قنوات البويا - حيث تتم مكيجة وتزويق وكربجة النفر الحبوب عبر بويجية الفوتوشوب بحيث يصبح زعيما محبوبا ومطلوب تحبه الجماهير وسائقي الطراطير وشفيرية الهوب هوب
حقيقة هبات التهليل والتبجيل للحكام التي تتحول الى هجاء وشتائم ودعاء بمجرد سقوط وطيران الزعيم والسلطان وشقلبتها بعواطف جياشة الى مديح للجديد المليح في مظاهر أدهشت الحشاشة وأهل الترنح والبشاشة هي من مقومات وأسس ومرتكزات عالم اعلام نفاقنا العربي بالصلاة على النبي
ولعلنا والحال هكذا نتساءل والسؤال دائما لغير الله مذلة
هناك من الحكام من بقايا المتشبثين والمتبسمرين على ماتبقى من كراسيهم وصولجاناتهم تماما كما يتشبث مالك الحزين على غصن التين الى أن تكحشه جموع الصابرين وتدفشه جحافل المعترين هناك من يتخوف من نهاية فظيعة وحساب عسير ان أمسكت به الجماهير أن يتحول الى طعام للقطط والعصافير بحيث يدعسه الكبير والصغير والمقمط بالسرير
لكن الحقيقة المرة والدقيقة أنه وباستثناء حالة سحل واعدام وقتل وحيدة قام بها انقلابيوا العراق على ملكهم وحكاية اغتيال الرئيس السوري الأسبق أديب الشيشكلي على يد أحد الدروز السوريين في البرازيل انتقاما لقصفه جبل العرب وحادثة اعدام الرئيس العراقي صدام حسين بأوامر أمريكية وأياد عراقية فان التاريخ العربي الحديث لايذكر حالات اعدام وتصفية لحكام من قبل شعوبهم حصرا ولا يوجد حتى من تجرء على مس اظافرهم ولاحتى من دس اصبعه في حوافرهم طبعا بعد التمييز بين الشعب المجرد وبين انقلابيين من عسكر يخشون أن ينقضي العسل والسكر فيقومون بتصفية سلفهم المعتر الى أن يجلس زعيم العصابة ويتسمر على كرسيه المبسمر كما راينا ونرى في مضارب جمهوريات وجماهيريات عربان آخر زمان وكان ياماكان.
وعلى العكس يزخر التاريخ العربي بتاريخ قتل الحكام العرب لشعوبها ومقابلة هذه لتصرفات حكام العربان بالصبر والسلوان حيث لاحقوق ولا كان ياماكان بل وأكثر من ذلك فان كل أعوان ومقربي تلك الأنظمة من الجلادين الذين قتلوا المساكين ودعسوا الصابرين وسحلوا المعترين والذين تخلت تلك الأنظمة عن خدماتهم اما خوفا من غدرهم أو من باب تبييض صفحاتها في مجال حقوق الانسان فهاجرهؤلاء أو تم تهجيرهم الى الخارج حيثعاشوا بسلام وطمئنينة ووئام بل تحلقت حولهم جوقات ضحايا الأمس تطبل لهم وتزمر وترقص لهم وتفرفر مادام في جيبهم كمشات من فلوس من التي تشتري -ياعيني- الضمائر والنفوس وتكحش الكرامات والناموس وهؤلاء عددهم كثير ويعرف مكان اقامتهم الكبير والصغير والمقمط بالسرير
وعليه فان هروب زين الهاربين ومحاكمة مبارك المتين ومطاردة العقيد الحزين لامعنى لها لأنه لاتوجد في أدبيات مضارب الخود والهات والعواطف والعاطفيات ومن باب حرام خلي الظالم ينام لاتوجد ثقافة الانتقام لانها وبالمختصر المفيد ثقافة التصقت حصرا بالحكام في ديار اتفرج ياسلام على الشاطر حسن وعروسة الأحلام.
الحكام هم من حفروا لبعضهم ولأعدائهم وقتلوا وسحلوا منافسيهم وأقرانهم ولاداعي لسرد قصص الف ليلة وليلة في كيفية تصفية الخصوم وجعلهم يعدون النجوم في عز الظهر اما عبر حادث اليم الله به وبالنوايا عليم أو بعد دك الخصم في السجون والمعتقلات وحشره في القواويش والمنفردات وتحويل جلده الى دربكات وماتبقى الى نقانق وسجقات تسلطن عليها زبانية المصائب والآفات.
طريقة تنصيع وتبييض وتلميع الحاكم الفظيع والخلف البديع تيمنا بمسرحية سمير غانم -عبد السميع اللميع- عبر تزويق صورة فلان وتنميق سحنة علتان من الانس والجان حكاما كانوا أو خلان من فئة خود حاكم وهات اثنان هي طريقة كنا نتمنى عدم حدوثها هذا ان افترضنا -ياعيني- ان هناك شعوبا ترغب حقا وحقيقة العيش بسلام بعيدا عن الطغاة والظلام وان هناك من يبحث بعد معاناة أزلية عن بصيص من حرية أو فتات عدالة وديمقراطية وخليها مستورة يافوزية
ألم تكفينا عقود من نفخ وتضخيم وتلميع الحاكم الفظيع وتطويع مالديه من قطيع خانع ومطيع لندخل اليوم في مرحلة تلميع من سيخلف الزعيم البديع على ادارة ورعاية نفس القطيع بمظهر جديد وهندام فريد عبر تقديمه اثر تلميعه على أنه المنتظر وهو من سيضع المبتدأ أمام الخبر في رعاية حقوق الأنام من البشر
أما كان أحرى بنا ترك تلك الشعوب تختار من سيخلف الزعيم المنهار وأن تتغلب على خلافاتها وشقاقاتها بدلا من تلميع خليفة من النوع المتسلق والمدسوس بأعاصير من فلوس من النوع المنحوس يبهر الضمائر والنفوس يدور حول الخلق ويدوس كل ذو ضمير وناموس عبر فضائيات الطلاء و قنوات البويا وتحويل الكافيار الى صويا من باب وكتاب المفيد الزين في كيف تطرد حاكما وتصنبع اثنين .
الى متى سنبقى في هارج ومارج عبيدا لديار الخارج تابعين لكل متأرجح وحزين يهبط بخطى الواثق المتين فوق رقاب المعترين من المنتصرين والمنتظرين ليوم عربي مبين تسطع فيه شمس الحرية واليقين على ديار العالمين من الصابرين والمعذبين.
ألا يحق لنا -ياعيني- ان نتشبه بالأمم ونخرج من حالة العدم وندير شؤوننا وآمالنا وشجوننا دون اياد خارجية وأصابع مخملية وتلميعات فضائية
وهل سنعيض النظام العربي المريض بأنظمة تلميع وتبييض تكذب علينا وتبيض محولة العبيد الى بيض بحيث ما ان نخرج من الوحل حتى نقع في الحضيض.
رحم الله الانسان في مضارب عربان آخر زمان بعدما دخلت الحقوق ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.
مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
www.facebook.com/murad.agha

ليست هناك تعليقات: