الاثنين، 30 يونيو 2008

سياسة العجائب والرد في الوقت المناسب


سياسة العجائب والرد في الوقت المناسب

من عجائب وغرائب صندوق العجائب العربي بعد سيرة ألف ليلة وليلة وألف حيلة وفتيلة هو أن تراكم الأسرار وخير اللهم اجعلو خير يضع مخططيها ومصنعيها في مجاهل المجهول ومتاهات الغير معقول ويجعل الطبخة تحترق بين طناجر الحمص والفول
من عادة اسرائيل مثلا التهديد والوعيد لكنها تتجنب عادة التلميح الى مكان الضربة التالية سواء جزئية أو قاضيه
وماضرب المفاعلين النوويين العراقي والسوري الا مثال على الضربة المناسبة في الوقت المناسب أما كلام الحبايب كما هو معلن ومتقن عن استهداف النووي الايراني فهو واعتيادا على كشف النوايا والخبايا لايخرج عن كونه تلويح لحل سلمي أو بالمليح مقابل تنازلات ومفاوضات وتقسيمات وتنغيمات
أما بالنسبة لسياسيينا وخير اللهم اجعلو خير وكلما أصيبت كراماتهم وانهزت أبدانهم فيصبون جام وحمم غضبهم وينزلون الآلاف الى الشوارع ويقومون بحرق الأعلام وصور أولمرت وشارون وبوش وكلو بدون نتيجه أي كلو فافوش
وأما الرد المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب واظهار الشبريات والنقافات والمخالب لم يؤدي حتى اللحظة الى أي تغيير في معادلة تحويل المغلوب الى غالب
فبالرغم من تجول وسيرنة وكزدرة الطائرات الاسرائيلية مثلا فوق الأجواء السورية لم تحن بعد ساعة الصفر بالرغم من عدد طلعات الطائرات فوق البلاد في الفجر والظهر والعصر واصطحاب الطيارين الاسرائيليين في سيرانهم للفستق والبزر
لم يحن هذا الرد المناسب على الأقل بالمعايير المحلية والدولية لكنه كان أكثر من مناسب على البلاد والعباد عبر سلاسل ومسلسلات ومخططات الاضطهاد والفساد والاستعباد
كان الرد مناسبا على اسرائيل في حماة وتدمر وجسر الشغور ومخيمات تل الزعتر والبارد والبداوي ومارافقها على أرض لبنان من بلاوي
كان الرد أكثر من مناسبا ضد الصهيونية والرجعية عبر تجويع العباد وتحويلهم الى قناصة للخبز والمازوت وتحويل الطبيب والمهندس الى شفير تاكسي وبائع بسكوت
كان الرد ومازال مناسبا عبر انزال الطائرات على رقاب العباد وتحويل المدارس الى سجون وتخريج أجيال من خبراء في السجون والمعتقلات والقواويش والمنفردات ومن كلو هات
كان الرد مناسبا ومازال عبراعتقال الطلاب ومضايقاتهم أثناء الامتحانات بينما نتشدق بدمشق عاصمة للثقافة العربية والتي تحولت فعلا من منارة للثقافة الى مجرد آفه وزاد فيها الدهاء والداء وبكسر الهاء حتى وصلت المهزلة مرحلة اللارجعة خوفا من الشرشحه والسيرة والسمعه
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي
هل كان الرد المناسب عبر الركوع المفاجئ والطارئ عبر فصل مايسمى المسار الواحد وقسم الأدوار والمقاعد وتحويل صناديد الصمود الى مجرد كم واحد متقاعد
حقيقة الأمر أنه وبالرغم من التضحيات الجمة والجسيمة للشعب السوري وبعض شعوبنا العربية والتي دفعت المكيال مكيالين والصاع صاعين عبر صمود مفقود ومن ثم تطبيع مسدود حتى أصبحت الهياكل والأجسام أرفع من العود والعامود
اذا كان هذا هو الرد المناسب فانه وبكسر الهاء صندوق العجائب الذي لا ولن ينفع معه حك أو فرك مصباح علاء الدين السحري ولا حتى تمنيات علي بابا والأربعين سياسي
لعل مايلي من محاولة شعرية توصل المعنى والله أعلم


الرد المناسب

أيا أيها الطالب
من تطالب

البلد الحاضر
أم الشعب الغائب

أرض العراقيل
وملتقى المصاعب

وكل منافق
ذو رأي صائب

أين الوحدة والحرية
وأين الواجب

أما كفانا كلاما
وجوعا ومتاعب

أما آن الأوان
لطرد الهوان والغاصب

والكل خاضع ومغلوب
والحاكم الغالب

على الضعيف قوي
وفي الرحى هارب

سئمنا صفوف الكلام
سئمنا المصائب

مللنا رد النعام
في الوقت المناسب

د.مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: