الأحد، 8 مارس 2009

الخلاف والاتفاق في سياسات التعيش والاسترزاق


الخلاف والاتفاق في سياسات التعيش والاسترزاق

لعل من أكثر المصطلحات تداولا وتناولا في مجتمعنا العربي اجمالا والشرقي منه خصوصا مصطلح الترزق أو الاسترزاق ومنه مصطلح عم يترزق ربه ومنه وبعيدا عن فزلكيات بحر لغتنا العربية الجميلة مصطلح المسترزق أو المرتزق
والمصطلح الآخر في وصف الحال هو مصطلح الباحث عن العيش وفي المصطلح الشامي المتعيش يعني الذي يقلب رزقه أو يسعى في مناكبها من أعاليها الى أسافلها وان كان عادة يطلق على جمع البسطاء والدراويش من محدودي الرزق يعني كلمة متعيش أو من المتعيشة هو التعيش والعيش كل يوم بيومه أما في حوض النيل ومصر تحديدا فكلمة العيش قد ارتبطت بمختلف نواحي الحياة وعلى رأسها رغيف الخبز ومنه اشتق والله أعلم مصطلح رغيف العيش وان كان المعنى أوسع
أما في مغربنا العربي فهناك مصطلح تقليب الرزق للعامة والسعي ومنه كلمة ساعي للاسترزاق من فتات الأرض وحسنات العباد ومنه يطلق مصطلح الساعي على من يستجدون الهمم والجيوب والذمم طلبا للرزق
المهم وبعد السيرة والفزلكة والمسيرة والحاصل أنه مهما توسعنا وتمددنا وانجعينا تفصيلا وتتبيلا لهكذا مصطلحات فانه وخير اللهم اجعلو خير للسياسة في بلاد العربان مدارسها ومعاهدها ذات الشهرة والنبوغ والانبهار والبهرة في تحويل البلاد والعباد الى بقرة حلوب تحلب وتجلب المطلوب والتي لاتنفع معها مصطلحات -لابينحلب ولابينجلب- وهنا الاشارة الى البخل والشح ويباسة الرؤوس والجيوب حلبا وجلبا للمطلوب
كما يوجدأمام مقلبي الأرزاق والمتعيشة من السياسة في عالم العربان مجالات أكثر من واسعة وآفاق أكثر من شاسعة لتقليب الأرزاق وكل حسب مهارته ومرونته وتمدده وانكماشه في الوقت المناسب تماشيا مع المتغيرات تأرجحا بين التصلب حينا والتمرغ أحيانا ارضاءا لأوامر ورغبات عليا أو جريا وراء شهوات سفلى تجعل السياسي الصنديد يتحول من قزم سعيد الى مارد من حديد ومن موال ومؤيد الى معارض ومهدد يعني بالمشرمحي من حامل للزهور حينا الى حاملة للصواريخ والشباشب والشواريخ حسب المكان والمهمة والزمان
ولعل أكثر البقرات الحلوب درا وادرارا كانت ومازالت قضية الصراع العربي الاسرائيلي أو على الاقل كما درج عليه المصطلح وان كنت لأعتبره أوسع بكثير مماسبق فان تلك القضية وماتم صرفه وبخه وفته من ترليونات وصلت الى 12 ترليون دولار ينطح درهم وليرة ودينار في فترة لاتزيد عن 18 عاما يوضح صورة ماتم شفطه وشحطه عالهامش مابيت مدفوش ودافش بحيث تضخمت وانتفخت حفنة من العباد بعد بيع الذمم والبلاد والعباد في مسيرات من المؤتمرات والمؤامرات ومفاوضات المفاوضات وقصف للعباد بتسونامي من الشعارات وتخديرهم بسيول من الكلمات والديباجات أداختهم وأسقطتهم من زمان بالضربة القاضية في أصقاعنا العربية الدانية منها أو القاصية
لن أدخل في مقارنات وسجالات لماذا هم أفضل منا ولماذا نحن أكثر تأخرا وتقهقرا وتجرجرا منهم لكن تكفي هنا مقارنة أنه بينما اسرائيل وهي البلد العدو علنيا لمعظم الدول العربية على الأقل ظاهريا والتي يفترض بمسؤوليها أن يترزقوا ويتعيشوا من وراء قضية العداء مع العرب والدفاع عن النفس في حصد وتحصيل الأموال الخفاف والثقال بل ويجب في هكذا حال نتيجة لضخ الترليونات في تأجيج صراع يتم اضرامه اصطناعيا وانجعائيا منذ عقود كان الأحرى بهؤلاء أن يكونوا الأكثر دلالا وتخمة وجمالا من الناحية المادية على مبدأ آخر العنقود في تحصيل الأرزاق والنقود
بمعنى أصح يجب أن يكونوا السباقين في التشبث والتمسك بالحكم حتى آخر رمق عاش من عاش أو نفق من نفق كما يحصل من الغسق الى الشفق في دول الجوار العربية
لكن هذا لم يحصل ولن يحصل ابدا لسببين
1-شفافية الحكم والحاكم ومايرافقه من حاشية مرتكية أو ماشية هو الأساس وعماد مقومات الدولة لذلك فالتمسك بالحكم والسلطة وخزائن المال والأعمال المرافقة هو مجال لانتقاد وعقوبات رادعة لأن اي فساد مالي وسياسي هو عامل مخرب ومفكك للدولة وأسسها
2-لايمكن لأي انسان أو مواطن أن يدافع عن شبر من بلده الا اذا كان مقتنعا بمن يحكمه ويوجهه ويتمتع بمساواة تامة بينه وبين الحاكم يعني بلغة أصح وبالمشرمحي وبلا مانستحي لايمكن لأي انسان في أي بلد أو كيان أن يدفع عنه أي عدوان أوبلاء اذا كان متصرفوه وبكسر الهاء هم البلاء والابتلاء من الألف الى الياء
لايمكن لأي كيان تحصيلا واستنتاجا أن يدفع نهش العدو والغريب اذا كان الأخ والصديق والحبيب ينهش بعضه البعض تماما كدود الخل بحيث تتحول المجتمعات الى بؤر فساد وديدان تتنازعها الضواري والحيتان بحيث تفقد أية قدرة على ردأي غزو أوعدوان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لعل طلب الأرزاق وتحوله الى الشغل الشاغل لسياسيي اليوم في عالم العربان الا مارحم ربي وحسنا فعلنا بتقسيم الجوقات الى ثلاث فئات بحسب ماتيسر من شفط وشحط للثروات في بلاد خود ومن ثم هات
1-سياسي من فئة أبو شنطة وشفاطة وهو الأكثر ضراوة وتمسكا بالكرسي
2-فئة أبو بقجة ومخاطة وهو من فئة خير الأمور أواسطها
3-فئة أبو شبشب وشحاطة وهو اقلها ضراوة وأكثرها لينا وطراوة في تحصيب وتقليب الأرزاق
وان كانت مدارسنا في الفساد والاستفساد قد أثبتت فشلها في تحرير أي شبر أو حتى نصف متر من ماهو مغتصب بينما مدرستهم في تحصيل الأرزاق هي الأكثر نزاهة حيث يقدم اي مسؤول الى أول نظارة أو محكمة كما يجري الآن مع رئيس الوزراء الذي مازال يقوم بتصريف شؤون البلاد والتحقيق مازال معه مستمرا في قضية الفساد المعروفة
بينما يقيم مسؤولونا ماأقامت الأهرامات وابو الهول على كراسيهم ومصائبهم ومآسيهم مقيمين كالعود في عين الحسود يتم تبديل الطاقم السياسي بالكامل في اسؤائيل بعد انتهاء المدة الدستورية أو يتم الاطاحة بالحكومة اثر أية فضيحة سياسية كانت أم أخلاقية أم مالية
عماد ومكونات الدولة العبرية قد بنيت بعناية ولعل أهمها هي
1 الثقافة والديانة اليهودية وتأسيس الجامعة العبرية يفوق أهمية تأسيس دولة اسرائيل بينما يعرف الكبير والصغير والمقمط بالسرير ماذا يجري لجامعاتنا ومجامعنا العربية والاسلامية وعلى رأسها الأزهر على سبيل النمثال لا الحصر
2-الوضوح التام والشفافية المطلقة في تحديد معالكم الدولة والحكم وتقاسم وتتابع السلطة وهنا بدأت تظهر معالم انشقاقات لكنها تبقى أفضل بعشرات المرات أداءا مقارنة بمتصرفيات العربان
3-العامل البشري والديموغرافي يعني التكاثر وهنا يكمن التفوق العربي وباعتراف أكبر مهندسيهم وعلمائهم الديمغرافيين حين أشار أن الفلسطينيين سيتفوقون على اليهود في مجالين أولهما عدد الحاصلين على الشهادات الجامعية وهذا مابدا يحصل فعلا وثانيهما هو تفوق الفلسطينيين وحسب تعبيره - في غرف النوم- اشارة للتكاثر السكاني الأعلى على مستوى العالم
ولعل هذه المقومات الثلاثة والتي قد نتفوق بثالثهما لسبب بسيط وهو ان للحكام والحكومات في بلاد العربان تأثير محدود في الغاء صفة التكاثر والغاء ميزة البحث عن العلم والتعلم داخل وخارج بلاد العربان والتي وان هجرتها أغلب أدمغتها لكنها تبقى كما وكيفا في تفوق على الجانب الاسرائيلي
لكن مايمنع أي تأثير لتلك القوة العلمية وحتى البشرية هو عدم توافر العاملين الأساسيين الأولين وهما ترسيخ الثقافة واللغة ومقومات أية حضارة ثقافيا -وللتذكير فان ترسيخ القوميات الضيقة كما حصل بعد القضاء على الخلافة العثمانية كترسيخ القوية التركية عبر الاتحاد والترقي وترسيخ القومية العربية عبر تيارات خطط لها مسبقا بمافيه الجامعة العربية والتي أثبتت فشلها الذريع لحد اللحظة في أن تكون بديلا وطمسا للقومية الاسلامية-
وثانيهما هو ضراوة الفساد المرافق لتحصيل الأرزاق في سياسات هي أقرب الى مدارس في المؤامرات والنفاق في سياسات عقيمة وعديمة الجدوى والصلاحية وبالمعية تمشي فيها البلاد والعباد على خطا الآية الكريمة -قل مايصيبنا الا ماكتب الله لنا- بحيث نجد أن العقم السياسي العربي يدفع فيه الانسان الضريبة الكبرى حيث دخل في متصرفيات العربان من زمان موسوعة غينيس في طي النسيان ولايعلم مايلم أويحيط به الا الواحد القاهر المنان وكان ياماكان
ولعل في مايلي وصف للحال هذا والله أعلم
الغربة

أما وقد حولنا الآلام الى أنغام
وحولنا المصاعب الى أحلام
وجعلنا من النصر أوهام
وعانقنا العذاب والآهات

أما وقد تركنا الأوطان والبلاد
وهجرنا الحنين والعباد
ولذنا فرارا من هكذا استعباد
بعد أت تحولت الأعناق الى مطارات

ماأجمل ذكريات الطفولة
وماأروع البسمات الخجولة
وأهازيج الأنوثة والفحولة
تزين البيوت والدروب والحارات

ألا فسحقا لهكذا زمان
وماأبشع عتمة المكان
أن يصبح العبد سجان
وتغدو المدارس معتقلات

زمان عم فيه الجوع
وساد الصمت الجموع
خلف جدران الأسر والممنوع
في بحر ذعر وظلمات

أماسئمنا هكذا منظرا
تراكم الغزاة وماأكثرا
وأن نسينا أننا بشرا
لنا الحقوق ثم الواجبات

أما كفاكم أيها الأعراب
لظى الشقاق والعتاب
وتوسل الغزاة والذئاب
أحادى وزرافات

أماكفاكم دسا للرؤوس
وتملق الأمريكان والروس
وبيع الأوطان للمجوس
في أبخس المزادات

أما تبا لهكذا كراسي
وماأورثته من مآسي
بظل النفاق السياسي
وأنفاق ومظالم المؤامرات

أماكفانا ضربا بالصرامي
من كل جلاد وحرامي
وياجياع الشعب نامي
مابين الأحلام والدبكات

أين هي المشاعر المهتزة
بل أين الكرامة والعزة
في أوطان حولت خمارات

لك الله يافلسطين
وأحفاد الفاتح وصلاح الدين
هو نصر ولو بعد حين
مهما باعو الذمة والرايات

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com







ليست هناك تعليقات: