الخميس، 26 مارس 2009

مابين الفاتن والمفتون في سيرة الشرائع والبطون


مابين الفاتن والمفتون في سيرة الشرائع والبطون

بسم الله والصلاة على رسول الله

رأيت في حلم الأمس وخير اللهم اجعلو خيرأحد المتصرفين العرب وهو يصافحني بحرارة وبتواضع شديدين لايمكن حتى تخيله بالنسبة لنا كمواطنين عرب من فئة المنسيين سواء من القابعين والمتصنبعين والصابرين الصامدين في أوطانهم أو من فئة الذين قد فركوها وشمعو الخيط طفشانا وهربا من مناظر من فئة أبو الغيط

بعد استفاقتي من الحلم المذكور وتناولي لأول طاسة رعبة كانت في متناول اليد وبعد قراءة ماتيسر من المعوذات والمسكنات رجعت الحال الطبيعتها وعادت العروق تصحو وتروق بعد أن رجع المارد الى الصندوق بعدما سببه من كوابيس وحروق وشقوق

طبعا لاأعني هنا هول المنظر لأن المتصرف الم>كور كان متواضعا وبسمته الندية وأسنانه الفضيوة كانت تلمع تماما عند تبادل الابتسامات والمجاملات مع الضيوف من فئة أعالي الصفوف من رؤساء وحكماء الغرب

ولعلي مثل الملايين من فئة المسحوقين والمنسيين والذين طمروا بصور الحكام الأحياء منهم والأموات علنا وعلى السكات بحيث تناثرت صور المتصرفين وبخيلاء في كل المعامر والأرجاء بمافيها أجلكم بيوت الخلاء

لعل ماأفرحني وأنا الفقير الى ربه وضعية المساواة والمخاواة مع ه>ا المتصرف في خطوة غير مسبوقة ولاحتى مطهوة ومسلوقة في كيفية أن يتواضع الحاكم لشعبه ولو حتى من باب تقليد الغرب في كيف تتقرب من الشعب من غير شجب وندب

ولعلي ذاكرا خصال التواضع أو على الأقل أشباهها في العلاقة بين الحاكم والمحكوم فان مصر قد تكون الأنسب نظرا لوصول العلاقة والصداقة مابين الحاكم والمحكوم الى مرحلة التخبط والتخربط بحيث ضاعت الطاسة وتأرجح المشهد بين الكياسة واللباقة والتعاسة في سابقة فريدة من نوعها في عالمنا العربي

لاأنكر حبي واحترامي الكبير لمصر وشعبها وهي التي ذكرت في القرآن الكريم -ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين-

بلد النيل الجميل والتي قد مر عليها كباقي المتصرفيات في عالمنا العربي الكبير كل ماهب ودب من مؤامرات وفتن ومحن لتفتيت النسيج الداخلي والاجتماعي للبلاد لكنها صمدت بفضل حنكة أبنائها وصبرهم الذي وصل الى مرحلة أيوب بالرغم ماتعانيه البلاد كغيرها من عيوب وذنوب

الحلم السابق والذي استيقظت عليه مبتسما وخير اللهم اجعلو خير نابع من تواضع راق يتمتع به الانسان المصري مهما كانت منزلته ومقامه والمقام الأول لله

مصطلحات بيه وباشا ولورد وبرنس لم تمنع الشعب المصري من تجاوز الممنوع والحواجز وبلباقة حينا وبالهزار أحيانا وبالعواطف الجياشة والدموع في أحيان أخرى

قد يكون لمصر الفخر في الوصول أولا الى مرحلة العربقراطية في أكثر حالاتها تقدما وهي كما نوهت الديمقراطية على الطريقة العربية سواء منها العاربة أو المستعربة في معالجة الشعوب المرتعبة أو المسترعبة وتقضي بأن

أرى وأسمع وأكلم نفسي. يعني يتم انتقاد الحكومة والنظام بالصحو والمنام ويتم شتم وقصم ظهر كل مسؤول صحيحا كان أو مترنحا ومخبول مع كم نغم وصحن كشري وفول ولايحصل شيء بطبيعة الحال يعني تيتي تيتي متل مارحتي متل ماجيتي

يعني بقاء المشاكل والصواعد والنوازل مقيمة ماأقامت الأهرامات وأبو الهول وهي حقيقة بات يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير في عالمنا العربي الكبير وخاصة عند التطرق الى ديمقراطيات الحصرة والتعتير

لكن مايؤخذ لصالح مصر وشعبها الطيب عدم تأثره على المدى المتوسط والبعيد بأي نوع من الفتن الممنهجة والمبرمجة والتي يتم صرف المليارات في سبيل تأجيجها سواء كانت الفتن من صنع محلي أو صنع في منازلهم أو من صنع خارجي مباشر حيث يعلو الصراخ والجدال والمناقشات وتبادل الاتهامات وتخرج البلاد من الفتنة بأقل خسائر ممكنة

هي حقيقة أعجزت بل وشرشحت كل من كان يتصور أن الجوع أو الفاقة يمكن أن تسهل دخول أية مخططات ومؤامرات لاثارة فتن سواء دينية أو مذهبية في البلاد لأن وعي الشعب المصري وبشكل تلقائي قد تجاوز العلاقة الحميمة بين الحاجة والرضوخ لابتزاز منظري وممنهجي الفتن ومن لف لفهم

قد تكون الصورة في مصر مغايرة للعديد من الدول العربية من الخليج الى المحيط حيث يظهر بوضوح تنامي بعض من توترات طائفية ومذهبية لم تكن معروفة من السابق

ولعل تأثر الدول الفقيرة منها أكثر من الدول الأعلى دخلا يظهر تلازما وتجانسا طرديا بين انتشار التوترات الطائفية والمذهبية في البلاد العربية أيا كان مصدرها ومنشؤها

في بعض الحالات حصلت وتحصل تدخلات حكومية لوضع حد لماتعتقده سلطات البلاد المعنية أنها زيادة في التوتر وتجاوزا لخطوط حمراء قد تهدد الأمن القومي

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

ان كان الكلام ومع مايرافقه من ألحان وأنغام عن الفتن والمحن فلم لاتعالج الأمور حسب مسبباتها

ان افترضنا مثلا أن حملات التنصير في أفريقيا قد نجحت في استقطاب عدد ما من العباد لصالحها فالمعروف والمكشوف أن هؤلاء العباد لايجدون الرمق ويحملون هياكلهم الخاوية بدلا من حملهم لأجسام بشرية متكاملة نتيجه للجوع والمجاعة المدقعين وبالتالي قبولهم بأي عرض مهما كان نوعه سهل جدا وينتهي عادة القبول بالعرض عندما يتم اطعامهم والباسهم

نفس الأمر ينطبق على مايحصل الى حد كبير في بلادنا العربية

ان كان الجهل ذنبا فان الجوع هو ذنب مضاعف لاناقة للمفتون فيه ولاجمل

يعني ان استمر الحال مابين فاقة وجوع بين الأنام والجموع فانه من غير المضمون بأن هؤلاء سيبقون منيعين على تأثيرات فلان وعلان من الانس والجان

وحتى في صفوف بعض المثقفين والذين قد يدفعهم الحقد على واقع البطالة وعدم تمكنهم من ترك الشقى لمن بقى والالتحاق بطابور المهاجرين والطافشين والفاركينها فان المغامرات والتحولات والاذعان للفتن والأشجان قد يصل الى قلوبهم نتيجة لماسبق

أستذكر مقولة للشاعر الكبير المصري وسفير الفقراء العم أحمد فؤاد نجم حين سؤل لماذا لاتستجيب الناس لدعوات المعارضة المصرية لعمل شيء ما لتغيير الوضع فأجاب

هل جلستم معهم وسمعتموهم بل هل وقفتم معهم على طوابير العيش وعلى عربيات الفول

الحقيقة سواءا كانت وضيعة أو فظيعة هي أنه ان كان المسؤول أو المفكر في واد والعباد في واد آخر فان الناس لاتعيره أي اهتمام حتى وان خرج لهم في المنام تماما كما حصل لي مؤخرا

لكن ان جلس المسؤول مع البسطاء كما فعل غاندي في الهند في يوم ما فان الشعب بكامله سيكون عونا وسندا ولن يؤثر فيه حتى فراغ البطون والعقول لأنه وبمنتهى البساطة يجد قدوته معه على نفس الطابور أو يجالسه الهموم والغموم

قد يكون هذا الترياق هو الذي جعل ويجعل من الشعب المصري كبيرا وعريقا عراقة الأهرامات والنيل وصلبا وان أظهر الحنية والعواطف الجياشة في وجه أكبر المصاعب والمصائب وماأكثرها

يوجد تواضع ملحوظ في الأداء مهما ارتفعت مكانة أحدهم وتأثيره العاطفي كبير على المواطنين عندما يجالسهم ويخالطهم وهذه ظاهرة موجودة في مصر بشكل أكبر مماعداها من الدول العربية وبخاصة دول المشرق

هي حقيقة بعيدا عن أي رياء في سيرة شعب فريد من نوعه شعب يمازح ويصافح العاديات والغاديات في هذا الزمان آخر زمان زمن الفتن والانفتان وينتصر عليها بالرغم ممايكابده ويعانيه في صبر لايعرفه الا أهل مصر

هل سنبقى نلعن زمان الفتن وأوان المحن دون التفكير الجدي في معالجتها واستئصالها

أليس الجوع والفاقة مثلا من أهم عوامل تغلغل وتسلل اية نزاعات وفتن

بل سنبقى نلقي بالتبعيات على مخططات الغرب على كل مفرق ودرب

ياترى لو تم تخفيض الفساد والرشاوى وشفط وشحط الأموال الدائم عالواقف والنايم من عالمنا العربي ولو بنسبة الربع أليس ذلك كافيا مثلا لاطعام الشعووب العربية برمتها

أم أن ترك العباد تعاني الأمرين وتتخاطفها رياح الفاقة وجحافل الحالمين والأفاقة

بل هل يجب التذكير بأن أغلب المتصرفيات العربية بحجة محاربة الارهاب هي التي أغلقت الباب في وجه التطور المنطقي والعادل للتيارات الدينية بحيث على الاقل وأضعف الايمان يمكنها الوقوف في وجه أية مخططات ومؤامرات بدلا من اسكاتها وكبتها بل وحتى تخدير وتحشيش العباد عبر مؤسسات اصطهجوا حتى تنفلجوا أو انبسطوا حتى تنجلطوا

المثال المصري قد يكون فريدا من نوعه لأن الوعي في مصر والطبيعة الاجتماعية للنسيج المصري الفريدة من نوعها قد منعت مؤامرات لايعلم ضراوتها الا سبحانه وتعالى لكن ماهو حال ماتبقى من البشر على امتداد بلاد العربان تتخبطها مطامع الانس والجان

رحم الله كل صابر وغلبان ورحم الله العباد من الفتن والانفتان وحما الله بلاد المسلمين والعربان ممايحاك لها في زمان دخلت فيه حقوق الأنام غينيس في طي النسيان وكان باماكان

د مرادآغا

www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: