الثلاثاء، 29 مارس 2011

باب البيان في كيف تحرر الجولان باعتقال الصبية والنسوان


باب البيان في كيف تحرر الجولان باعتقال الصبية والنسوان

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أبدأ بالترحم على أرواح شهداء الحرية من الظلم والقمع والعدوان في سوريا والأمة بعد تقبيل رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم الطاهرة داعيا لهم بفسيح الجنات ورفقة الأنبياء والصديقين آمين
كما أنوه في بداية مقالي هذا أن عنوانه اشتق من تعليق أحد الأخوة على مايجري في سوريا ناصحا النظام القائم قائلا أليس تحرير الجولان أهم من اعتقال الصبية والنسوان مجددا شكري البالغ له ولكل من ساهم ولو بكلمة صادقة في دفع عجلة الحرية للخروج من نفق الظلم والظلمات وانتهاك الكرامات والحرمات الذي حل بالبلاد والعباد في ديار شام شريف أو مايسمى بالجمهورية السورية كما أخص كل من ساهم في نقل المعلومة الصادقة عبر كسر حاجز التعتيم والصمت الذي يفرضه النظام وأخص بالشكر شبكة شام عبر الانترنت وقناة بردى الفضائية وقناة ألشرق -أورينت- ومالكها السيد غسان عبود على تحمله وقناته بامكانياتها المحدودة مقارنة بالأقنية الاخبارية مشاق وصعوبات البث الحي والمباشر لمايجري داخل سوريا وتعرض محطته للتشويش المتعمد ممن لايعرفون ولايريدون أن تظهر الحقيقة كالنور ساطعا يقض مضاجعهم من الذين حولوا البلاد والعباد الى مجرد حظيرة ومزرعة خاصة لايخرج الانسان فيها في نظرهم عن مجرد رقم في قطيع لين ومطيع يسير خاضعا وخانعا ذعرا وخوفا على مستقبله ومن حوله بعد ترويعه وتخويفه وتمييعه الى أسفل درجات الذل والهوان الذي عرفه ويعرفه الانسان السوري منذ انقلاب مايسمى بحزب البعث على مقدرات البلاد في عام 1963 ومن ثم انقضاض العائلة الحاكمة حاليا على الحزب والبلاد معا سيرا على خطى ومخططات سايكس بيكو في انقلاب عام 1971 حيث شكل قيام حزب البعث والجامعة العربية ودولة اسرائيل وجميعها تقريبا في نفس التوقيت مثلثا قسم وبنجاح بقايا الخلافة العثمانية في قسمها العربي الى دويلات وكيانات دفع ويدفع ثمنها الانسان العربي غاليا لحد اللحظة.
ان حقيقة مايجري في سوريا وخطورته التي توازي بل قد تزيد عن خطورة تغيير نظام الحكم في مصر تجعل من الضروري التوقف عند النقاط التالية لفهم مايجري بشكل مختصر ومقتضب
1- انتصار الثورة في سوريا سيعني القضاء كليا على مايسمى بحزب البعث أحد اركان اتفاقيات سايكس بيكو التي هدفت الى تحويل الاهتمام من العالمية الاسلامية الى القومية العربية وفصل العالم العربي عن محيطه الاسلامي وهو ماعجزت عن تحقيقه مجمل الأنظمة العربية لحد اللحظة وان كان أشرسها وبحسب وظيفته نظامي حزب البعث في العراق وسوريا حيث كانا من أشد دعاة الوحدة نظريا ومن أشرس ممارسي الانفصال عمليا بعد تسلط عائلات وطوائف بعينها طبعا بمباركة قوى سايكس بيكو بحيث تحولت الجمهوريات الى ممالك للعائلات والطوائف تبث الفرقة والتناحر تماما كأيام ملوك الطوائف في فترة انحدار الحكم العربي الاسلامي للأندلس ومن سمح بتحول الملكيات في بلاد الرافدين والشام وحوض النيل الى جمهوريات ومن ثم تحولها مجددا الى ملكيات جمهورية وراثية هوعارف ودارس جيد للتاريخ العربي بالصلاة على النبي وبالتالي فان سقوط الحكم الوراثي في سوريا سيشكل ضربة كبيرة لمخططات سايكس بيكو وخاصة أن تركيا الاسلامية اليوم تختلف عن تركيا العلمانية بالأمس وبالتالي فان سقوط مخططات سايكس بيكو في فصل العرب والأتراك عن هويتهم الدينية ستسقط بسقوط نظام محرر الجولان ومعتقل الصبية والنسوان.
2- سقوط النظام السوري سيشكل بحسب ماسبق سقوطا للغطاء والحماية العربية لاسرائيل ودائما بحسب مخططات سايكس بيكو ويعرف أبسط المطلعين على الحال السوري أنه لم تطلق منذ هدنة 1974 بين سوريا واسرائيل رصاصة ولاحتى نقيفة أو مصاصة باتجاه حدود الجولان بل اقتصر استخدام بقايا بالجيش السوري النظامي الذي انهكت قواه ونخر فيه الفساد بشكل متعمد لضرب المدنيين من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين وعليه فان سقوط النظام سيوقف أيضا أو سيؤخر في أسوأ الاحتمالات مسيرة تفتيت الدول العربية المحيطة بها بل وحتى البعيدة ممن تسمى بالعمق الاستراتيجي كما حصل عند فصل مصر عن السودان وتفكيك السودان الى دولتين وتفكيك العراق الى قوميات ومذهبيات وخطط اقامة دويلات طائفية في سوريا ونقل العاصمة من دمشق الى حمص وهي مخططات يجري التحضير لها ببطئ ودائما تحت شعارات الصمود والتصدي والوحدة العربية والكبة بلبنبة والقشطة والمهلبية والحروب بالنيابة عبر استخدام الاراضي اللبنانية والفلسطينية التي لم ولن تمنع من التساؤل عن استخدام مقاومة شريفة أقل تسليحا بكثير من اسرائيل وزجها بالرغم من كفاءتها القتالية وروحها المعنوية العالية في حروب غير متكافئة وبالنيابة بينما تبقى حدود الجولان صمة عمياء وخرساء لايحرك فيها الجيش السوري ساكنا .
3- الحالة الطائفية الهشة التي غذتها فرنسا في النسيج الاجتماعي في سوريا ولبنان بعد فصلهما الذي تلى احتلالهما عام 1920 والذي استمرت تغذيته وتأجيجه على يد النظام السوري في البلدين يجعل من زوال النظام أمرا حتميا ان أردنا حل الخلافات الطائفية المدسوسة وعليه فان دستور لبنان الفرنسي الطائفي والحكم العائلي تحت غطاء قسري طائفي في سوريا هما وجهان لعملة واحدة ستنتهي ان زال النظام السوري الحالي
ومنه يمكن فهم واستنتاج ان انتهاكات حقوق الانسان الشنيعة والفظيعة التي جرت في الجمهوريات الداعية نظريا الى الوحدة والحرية والاشتراكية اي جمهوريات البعث كانت الأعلى والأكثر دموية على مستوى العالم العربي برمته والتضحية بشعب بأكمله من أجل التمسك بكرسي السلطة من قبل عائلات مغمورة وفقيرة وكانت ترفق عادة والى حد اللحظة بصمت عالمي مطبق لم يكن عفويا بل كان صمتا سرمديا يدخل في حالة التعتيم المرافقة لتنفيذ مخططات سايكس بيكو الهادفة الى تفتيت واضعاف العالم العربي وفصله عن محيطه الاسلامي وهو مايفسر الحملات الشرسة والدموية على الاسلاميين في كلا البلدين المطبلين بالحرية اضافة للوحدة والاشتراكية وهما سوريا والعراق وهو مايفسر احتواء واحتضان العديد من الدول الغربية لزبانية وسفاحي تلك الأنظمة كما هو الحال بالنسبة لرفعت الأسد شقيق حافظ الأسد وعم الرئيس الحالي الذي يتجول ويجول ويتفتل بحرية في العديد من الدول الأوربية بالرغم من معرفتها بمسؤوليته المباشرة عن مذابح مدينة حماه وسجن تدمر وباقي المدن السورية في عام 1982 وأكثر من 40.000 شهيد من أحرار سوريا وجلهم من المدنيين العزل الذين سقطوا في شهر شباط فبراير 1982.
وبناءا على ماسبق وعلى تطورات مايجري على الارض السورية لابد من لفت النظر الى مايلي
1- ان من مصلحة النظام الحالي التخلي عن الحكم طواعية والكف عن التلاعب بالألفاظ والجمل والمفردات وتجنيد وتسيير العباد كرها فرادا وزرافات في مسيرات وعراضات واستعراضات أصبحت قديمة ومتعفنة ومقززةعفا عنها الزمن والكف عن اراقة المزيد من الدماء السورية لأن وجوده الغير شرعي كوريث قسري لحكم غير شرعي اصلا يجعله وريثا حتميا وحصريا للتركة الدموية للنظام السابق يضاف اليها التركة الدموية التي يحصدها يوميا عبر حصده لارواح الشباب السوري وأية مناورات اعلامية وسياسية واقتصادية ووعود وفبركات لم ولن تنطلي على الشعب السوري لأن النظام هو نظام قمعي ودموي ماضيا وحاضرا ومستقبلا وماتأخر بشار الأسد عن مخاطبة الشعب السوري مباشرة الا علامة واضحة على مدى الاستخفاف بالانسان السوري وبأرواحه ومصيره حيث مازالت تسود روح الراعي الذي يسير قطيعا من الأغنام وليس شعبا كريما ذو حضارة وتاريخ تشهد له الأمم وأي تأخير من قبل النظام في ترك الحكم سيزيد من الاحتقان في البلاد وسيزيد من ملاحقة أفراده وأعوانه عبر المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وهي تهم يتم التحضير لها بالقرائن والوثائق والمستندات والأدلة مضافة الى الوثائق المتعلقة بالمذابح السابقة للنظام وتاريخه الدموي مع تذكير النظام بأن تنقل المعلومات وسقوط المنظومة الشيوعية السوفييتية قد قلب الظروف رأسا على عقب وظروف وملابسات مذابح النظام في حماة 1982 تختلف تماما عن ظروف وملابسات مذابح درعا 2011
2- من مصلحة اسرائيل الاعتراف بالشعب السوري والتنصل من النظام الحالي وهذا ماسيحصل عادة عند رجحان كفة الشعب السوري مع التذكير أنه عند الحديث عن السامية فان الشعب السوري هو من أكثر الشعوب السامية قدما وعراقة وحسبا ونسبا والاعتداء على هذا الشعب هو بحد ذاته اعتداء وعداء للسامية
ولعل التباين الصارخ في أوضاع حقوق الانسان بين اسرائيل وسوريا لم يعد مقبولا حيث يتم الحكم في اسرائيل مثلا بسجن رئيس البلاد السابق كاتساف لمدة سبع سنوات بتهم التحرش الجنسي بينما يفترس الأسد شعبه لمدة سبع سنوات أيضا وهي الفترة الدستورية للحكم الرئاسي في سوريا والتي يتم تجديدها عبر انتخابات هزلية تفوق نتائجها عن ال 99.9 بالمائة من عدد المصوتين مايجعل من مهزلة التباين الصارخ في حقوق الانسان في المنطقة غير مقبول على الاطلاق وهو وضع بدأ بالتهاوي في باقي الدول العربية بدءا من تونس وعليه فان حقوق الانسان السوري لايمكنها أن تكون بعيدة وخارجة عن امتداد الثورة العربية على أنظمة القهر والاستبداد.
وبالمختصر المفيد فان الظلم والعدوان والاستبداد والهوان واذاقة الانسان الذل أشكالا وألوان واعتقال الصبيان والنسوان لم ولن يحرر الجولان ولااي مكان مهما ادعى أحدهم الصمود والعنفوان وقصص الكان ياماكان ولن ندخل في خفايا وحكايا وعود ومنجزات دخلت من زمان في طي النسيان.
3- أما بالنسبة لأحرار واشراف سوريا شبابا وشيبانا نساءا وأطفالا فلكم جميعا كل التحية والتقدير وبكم ومعكم سيبزغ نور الحق والكرامة والتغيير نحو غد أفضل ولن تذهب دماء شهدائنا الطاهرة هباءا لأنها هي وقود ثورة الحرية والعزة والكرامة والمستقبل المقبل لأجيال سوريا القادمة.
قريبا باذن الله سننعم برؤية معتقلينا يتحررون من الأغلال والأصفاد بعد انهيار الظلم والاستعباد وقريبا بعونه تعالى سيرجع المنفيون والمهجرون الى أهلهم وأحبائهم وقريبا ان شاء الله سنرى البسمة على شفاه أطفال سوريا الذين سجنوا مع نسائها وعذبوا بقلع أظافرهم والاعتداء على براءتهم متمنين لهم جميعا الحرية العاجلة بعونه تعالى وأخص بالذكر شموع سوريا وازهارها امثال طل الملوحي وسهير الأتاسي وباقي فتيات وبطلات التغيير السلمي في سوريا
رحم الله شهدءنا وألهمنا جميعا الحكمة والسداد لمافيه خير البلاد والعباد
الحرية لسوريا والكرامة والعزة لشعبها العظيم
الله أكبر ولله الحمد
مراد آغا
www.kafaaa.blogspot.com
www.kafaaa.maktoobblog.com





ليست هناك تعليقات: