الثلاثاء، 19 مايو 2009

مابين الحاجة والسذاجة في عقدتي النقص والخواجة


مابين الحاجة والسذاجة في عقدتي النقص والخواجة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

أذكر أن أحد الأخوة المهندسين العرب وصل بمعية وفد هندسي انكليزي الى احدى دول الخليج البهيج للاشراف على مشروع هندسي من فئة الخمس نجوم حيث لاتتم مثل تلك المشاريع وخير اللهم اجعلو خير بدون لمسات سحرية أمريكية أو انكليزية أو اوربية بينما يناط بالأعراب التهليل والتأهيل والتسهيل ونقر الأنوف والدفوف حتى ولو كانوا من حملة أرقى وأثمن وأتخن الشهادات العلمية والفنية حيث تتحول شهاداتهم وخبراتهم في بلاد العربان مقارنة بأقرانهم من الانكليز والأمريكان الى مجرد سيخ كباب مع كاسة عيران وكان ياماكان

المهم والحاصل أن المهندس المذكورتم تقديمه كرئيس للوفد المذكور نتيجة لمكانته العليا في شركته الانكليزية وبالمعية

المهم وبعد فلفلة وفصفصة أصل وفصل المهندس الهمام من قبل أزلام المسؤول العليم العلام واكتشاف أن المهندس المذكور وان كان من حملة الجنسية الانكليزية هو من أصل عربي بالصلاة على النبي تغيرت المعالم تحول المرتكي والمنجعي الى قائم وتطايرت النظرات والغمزات وتم قصف المهندس الهمام بنظرات من الاستعلام والاستبهام مخلوطة بعبرات الاندهاش والاستحشاش

بعد فترة الحبكة والحشكة واللبكة عرض على المهندس المذكور راتب شهري لايكفي الطيور يعني بالمشرمحي أقل من ربع ماسيتقاضاه أقرانه الانكليز في بلد الخليج البهيج

طبعا أبى الرجل من باب الكرامة والكبرياء أن يعامل معاملة مهينة فلعن الطينة والعجينة وتنحى عن منصبه المسنود في بلاد الحاسد والمحسود مع شوية بخور وطيب وعود

احتجت الشركة الانكليزية على الاهانة ودخلت في مرحلة مفاوضات وجولات ولكمات من فئة ذات الصواري في ترويض النشامى والضواري انتهت برضوخ العربان لشروط البريطان وكان ياماكان

عندها لم يكن من صاحبنا المهندس الهمام الا أن يضع ويبصم شروطه بالعشرة ومنها تعيين مترجم له من العربية الى الانكليزية وبالعكس لأن كونه عربي بل حتى مجرد الكلام بالعربية قد جلب له المصائب عالمايل والصائب وأبعد عنه الحبيب والصاحب

وذكرني الحال المذكور بموعد رجوعي الى بلاد الفرنجة بعد شوية سياحة وفرجة في أحد بلداننا العربية من مستعمرات الانكليز السابقة حيث كنت في الطابور انتظارا للعبور الى صالة المسافرين

كان هناك أحد الأمريكان يتكلم مع مسافرتين عربيتين من المقيمات في بلاده لأجل الدراسة من حملة الغرين كارد مع كراسة

لاأعرف كيف دخل الفقير الى ربه على خط الحديث وتبادل أطرافا منه مع الصنديد الأمريكي والطالبتان المتحلقتان

طبعا لحد اللحظة كان ظنهما أن الداعي يعني العبد لله هو من بلاد العم سام مكيع الأنام والنعام لكن عندما تم سؤالي والسؤال لغير الله مذلة من أي ولاية أجبتهم بأنني عربي بالصلاة على النبي

الأمريكي لم يتأثر ولم يتغير لأن كل البشر لديه سواسية حتى ولو كان بشكل الدجاجة الحافية بلا قافية

أما الحرمتان-الطالبتان- فعينكم ماتشوف الا النور والبنور حيث انتفضتا واهتزتا بعد كشف المستور ورميتاني وقصفتاني بنظرات تقدح شرر وعبرات جلها ضرر وتحولت البسمات الى نظرات هي أقرب الى الطعنات واللكمات من فئة رية وسكينة والله يصبر كل حزينة

طبعا ماكان مني الا أن تسمرت واندهشت من منظر ولاويل الولايا بعد كشف المستور والخبايا

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

كنت أتصور أن معاملة الانسان العربي حسب أصوله وفصوله كان مقتصرا على مطارات وحدود العربان حيث يتم عزله وفصله ومعاملته -طبعا بعد كشفه- معاملة الصيصان مهما حمل من جوازات وجنسيات ويخضع للتنبيش والتفتيش والتطنيش والتطبيش ويعامل معاملة المصابين بالجذام والبرص حتى ولو غنى ورقص

لكن الحادثتين السابقتين ان دلتا على شيء فهما تدلان على أن معاملة البشر أنفسهم لأبناء جلدتهم لاتقل حدة وشدة عن معاملات أنظمتهم معهم في مختلف نواحي الحياة

يعني أنه لاقيمة لك ولاراي ولا حيلة ولافتيلة مهما كانت منزلتك ومكانتك ان كنت عربيا أو من أصل عربي عند التعامل مع أبناء جلدتك من العرب لأنك ستعامل-الا ماندر- كالمصاب بالجرب ضرب من ضرب وهرب من هرب

طبعا المعاملة لن تخلو من تمسيح الجوخ والنفاق من باب تقليب الأرزاق خاصة ان كان العربي المهاجر من حملة الدولارات والدراهم والفلوس حيث ترق النفوس حتى يتم تحويله لاحقا الى منحوس وموكوس مع أو بدون فانوس

لن أدخل في مجلدات وروايات استعراضات كيف تركنا بلادنا بل وكيف زمطنا وفركناها وشمعنا الخيط لكن مايهم اليوم أنه بعد وصول العربي الى أعلى المراتب والدرجات فان اول مايفكر به هو- لو- وأعوذ بالله من كلمة لو سنحت له الفرصة للرجوع الى بلده على مبدأ فيد واستفيد ياعبد المفيد لكن أرض الواقع كالبلاء ماله من دافع تثنيه عن الحلم المذكور لأنه ان نفد وتخطى عائق التطفيش والتطنيش والتطبيش الحكومي في بلاده على مبدأ موناقصنا مصايب

فان وصوله الميمون الى أحضان الجموع وتخبطه بين المسموح والممنوع وتناثر الأحضان والدموع وقصفه بروايات عن الفاقة والجوع ومن ثم تبدأ معارك من فئة كتاب الضارب والمضروب في تحرير العقول والجيوب يعني يتحول الى فريسة تتقاذفها الأيادي وخمسة وخميسة بعيون الاعادي بحيث لايستغرق طويلا ثنيه عن فكرته بالبقاء والطفشان مجددا من بلاد الأجداد والآباء لأن البلاد والعباد درجت على عقد نقص من فئة الخواجة يعني يتم فعس ودعس العربي مقابل الاحتفال والاحتفاء بالفرنجي وخاصة حملة جنسيات الخمس نجوم حيث تنصب له المناسف والمعالف عالنايم والواقف ويتحول من جاهل الى عالم وعارف في عقد نقص لايعرف ضراوتها الا من جربوها على مبدا جربوني مرة لن تنسوني بالمرة بينما يعامل العربي بتجاهل ينطبق عليه وحوله وحواليه مبدأ باب وكتاب زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة

ان مايتم هدره من طاقات وخبرات وعقول عربية تم الاستخفاف بها في أوطانها فوجد بعضها في الغرب ملاذا آمنا وطريقا للابداع بينما يعاني من بقي الأمرين على مبدا الشقى لمن بقى في أمة تتفنن في تطفيش أبنائها بينما تتفنن احتفاءا بأعاجم يتم تأليههم من باب دعس القريب وتأليه الغريب في منظر أدهش الخواجة والديك والدجاجة وأوجد الحاجة الى مراجعة شاملة وكاملة لعقد نقص العربان قبل دخول ماتبقى من الربوع والمضارب غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

ولعل في مايلي وصفا للحال هذا والله أعلم

أمة العجائب

عجبت لحال أمة صارت............................تأبى في مصيرها انفراجا

بأن ضاقت بأهلها البلاد........................وأبت ضمائر نيامها الازعاجا

فأضحت أمة تلفظ الخيرات.........................وتلتقط الفتات ملحا اجاجا

بعد أن قسمت اربا قبائلا.........................أوكلت ديوكا تلاحق الدجاجا

فرضيت العباد القسمة بمصابها................صاغرة تخفي نكباتها ابتهاجا

فخدرت بآمال عريضة رفرفت...........وطارت بها العقول طربا وارتجاجا

فنامت العباد بعد ثمالة........................بأحلام اليقظة بهجة واصطهاجا

تكابد سكرات الموت بهمة.................وتناطح النكسات اسراءا ومعراجا

مهللة لكل ذو باع وذراع.......................وكل من ولي سلطانا ومهراجا

قبائل بأحجام الطبول مدملة.......................بجروح تفوح ثقوبا وانبعاجا

تساق في ركب البشرية قربانا.................مجانا أدهش الأكباش والنعاجا

بمدارس نفاق ذاع صيتها......................فأضحت للفساد منبرا ومنهاجا

فضاهت الأمم بالقشور تطاولا............بشباشبا ودشاديش تنشئ الأبراجا

أبراج كبيوت العنكبوت واهية................تطويها هبات الرياح هشا زجاجا

تعانق الجهل والنفاق بترف...............يغني كل ذو مسالة ومظلمة وحاجة

بعقول من ادعوا الحكمة باطلا...............متأرجحين ترنحا تلويا وانعراجا

يحملون الجهل بيرقا ناصعا..................لايعرفون منه مهربا ولا احراجا

كفانا الله عقدة الجاهلية نقصا..................وكفانا عقدة الغريب والخواجة

سقا لله ذكرى أشراف أمتنا..............ونور ابن سينا والبخاري وابن ماجة

وسقا الله أيام خير الأنام.........................وأبعد عنا رياح الظلمة ادراجا

د مرادآغا

www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: