الأحد، 24 مايو 2009

دهشة العربان في سيرة نتنياهو وليبرمان


دهشة العربان في سيرة نتنياهو وليبرمان

بسم الله والصلاة على رسول الله

كلما دق الكوز بالجرة ومرة تلو المرة تتم فيها الانتخابات الاسرائيلية الديمقراطية مقارنة بأساليب الحكم العربية المبنية على حكم الفرد ومتاهات التوريث قديما كان أو حديث ملكيا كان أو جمهوريا فان الوارث والموروث والخليفة والمخلوف في متصرفيات -أنظمة العربان- ينتفضون ويرتعدون ويرتعشون خوفا ورعشة وحيطة من القادم الجديد من باب وخير اللهم اجعلو خير المثل الشامي كل ماذكرتك ياسفرجل كل عضة بغصة
ولعل مايميز متصرفيات العربان عن مايجاورها من قوى اقليمية ودولية هو أن هذه الأخيرة يتم تسييرها بشفافية ونزاهة وديمقراطية مازالت بعيدة المنال ولو حتى بمجرد الحلم عن عقول من يقومون بتصريف وتنظيف وتلطيف البقاع العربية بمعنى أن يفكر أحدهم بادخال ديمقراطية حقيقية -الا ماندر- الى بلاده معطيا العباد والبلاد بعضا من الحقوق والحريات أو حتى مجرد الرمق للتفكير بتصريف وتنظيم مسارهم أو حتى الدفاع عن حقوقهم الشرعية والمشروعة
الانتخابات الأمريكية والاسرائيلية والتركية والايرانية والفرنسية والانكليزية وهي دول تتدخل مباشرة أو غير مباشرة بالشأن العربي هي انتخابات ديمقراطية الى حد كبير وتتراوح فيها المصداقية بين بلد وآخر لكنها تبتعد بعدا صارخا عن مايسمى بالعربقراطيات في البلدان العربية ذات الطلة البهية
فمنذ حروب داحس والغبراء مرورا بغبار صراعات الضواري وحروب ذات الصواري في قنص وافتراس الحكم وتصيده ومن ثم التصاق الحاكم جالسا كان أو منجعيا و نائم على الكرسي جميل المعالم ظنا منه أنه دائم -والدوام لله- محولا الصراع الحقيقي الخارجي دفاعا عن البلاد ومصالحها الى صراعات داخلية في قسم وتقسيم المعلوم ومراقبة وتسيير الأنام قام من قام ونام من نام
وحتى وان أثبتت الأيام أن الحاكم الهمام مروض النسور والنعام غير مناسب اطلاقا وبكسر الهاء لهكذا كرسي فان من يحيطون به وبحركات دهاء يقومومون باستغباء البرية عبر ديباجات وردية ووعود مخملية بالتناوب مع القبضات الفولاذية بحيث يتم تاليه الحزين وتحويله الى خير السلاطين وفخر الأماجد والمكرمين
وتكفي ضراوة التشبث بالكراسي وخاصة في الجمهوريات ذات المستقبل الملكي لمعرفة لماذا هم يتقدمون ونحن نتأخر كل يوم أكثر فأكثر
فبينما تتسم ضراوة الصراعات في بعض الجمهوريات الملكية بشراستها وقساوتها عبر تأليه القادة حتى العبادة الأحياء منهم والأموات عبر نشر ونثر ولصق صورهم عالطالع والنازل وعالواقف والمايل في الحقول والمنازل وبين الحدائق والجداول وفي ثنايا الأزقة وأركان المنازل
وعادة يتم صمدهم ولصقهم بالكرسي الى الأبد عبر نتائج تفوق ال99.99 بالمائة في انتخابات صورية أذهلت البرية وأدخلت العقلاء في مصحات العباسية وصولا شرقا الى العصفورية وأدخلت مصائر الأنام في الطراوة وياحلاوة
وهنا يتم التخلص من الخصوم أو حتى من تسوغ نفسه مجرد الحلم في قنص الحكم بحيث يتحول ماسبق الى جريمة وجرم لايغتفر قد تقود صاحبها الى الانتحار السياسي عبر قصف نفسه بثلاث رصاصات وأربع نقافات وخمس مصاصات كما يحصل في بعض البلدان أو يتبخر المرشح الفهيم عبر مايسمى بحادث أليم وحده رب العباد بأسبابه وحيثياته عليم
أما في بقية الجمهوريات الملكية حيث تخف الضراوة أو على الأقل تنتهج منحى أكثر لباقة ونفاقا فهنا يتم التمجيد والتجديد للحاكم المجيد عبر انتخابات مزورة يعرف بطلانها الكبير والصغير والمقمط بالسرير وان كانت نتائجها عادة تلتصق بنسبة ال90 بالمائة وهنا يتم ترشيح أنفار من صنف المتردية والنطيحة وماأكل السبع عبر مرشحين ملفقين عادة لاتمام البهجة والسرور الا اذا ظهر مرشح حقيقي من فئة أيمن نور مثلا فهنا تدور الدوائر وتغلق المعابر ويتم استنفار الحاشية الجاثية منها والماشية لتلقين المرشح الدرس مع أو بدون سيف وترس
فمن تلفيق التهم مع أو بدون نغم مرورا بالتهديد والوعيد وتسخير النعام الزاجل والراجل وتسخير القضاء للقضاء على أحلام الراجل في منافسة شريفة نظيفة وخفيفة في مناورات ودوارات مخيفة بايد محترفين وحريفة
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لن أطيل في سرد فنون العربان في التناطح والتباطح طمعا في كرسي الزعامة والسلطان وتبادل اللكمات والصدمات مطاردة للصولجان والهيلمان في حروب أدخلت بلادهم في خبر كان ومن زمان وحولت البرية الى هياكل عظمية وماتبقى من أجسادهم النحيلة الى شيش طاووك وكباب مع شوية عيران ومهلبية
لكن مايقلق ويأرق هو أنه كلما ازدادت ضراوة الصراع على الكراسي والتشبث بالسلطة عندنا وكلما ازدادت النزاهة والشفافية والديمقراطية عندهم نجد أنفسنا أكثر ضعفا وتخلفا مسخرين وطائعين ومطوعين لهم بل وتزداد عبوديتنا حاكما ومحكوم قشة لفة مع كم عود ودفة للأعاجم بشكل مستمر ودائم في دروس وعبر يأبى متصرفوا بلاد العربان الأخذ بها ولا حتى بخيالها لأن مدارس النفاق السياسية العربية التي حولت وتحول المترنح والسكران الى فريد العصر والزمان وتحول المبطوح والمائل الى زعيم مناضل والمنجعي والمقوس والممدود الى مروض للضواري والأسود ومهندسا للنصر الموعود ويتم تنصيبه ولصقه بالكرسي مقيما ومصمودا كالعود في عين الحسود
حقوق الانسان في بلاد العربان تتراوح عكسا مع حقوق الحكام بحيث تصبح العباد والبلاد مطية ولقمة هنية للحاكم المقيم والقائم بينما يكون الحاكم وحكمه مسخرا لخدمة بلاده وساكنيها في تناقضات ترجح الكفة لهم وتجعلنا عبيدا حكاما ومحكومين لقوى ودول تتبع وتنتهج ديمقراطيات لانعرف منها الا الاسم فقط
لذلك فان الابتلاء بأشخاص من فئة نتانياهو وليبرمان لايخرج عن كونه عقابا للعربان على افتراسهم الحريات وحقوق الانسان بعد غدرهم بخلافة بني عثمان وتحولهم الى شراذم تتقاذفها رياح الهوان وتحول مصير الانسان الى مجرد فريسة تتقاسمها الضواري والحيتان وتحولت البلدان الى غابات لايعرف مايخبؤها لها الزمان الا الواحد الحنان المنان وكان ياماكان

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com


ليست هناك تعليقات: