الأحد، 15 نوفمبر 2009

الايجاز والافاضة في حكاية الملاعب والرياضة


الايجاز والافاضة في حكاية الملاعب والرياضة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

حقيقة الأمر ترددت كثيرا قبل التطرق الى موضوع يتعلق بالرياضة بشكل عام ولسببين لاثالث لهما خير اللهم اجعلو خير وهما
1- انني من هواة التمتع بالرياضة واستخدامها ان سنح الحال لفائدة الجسم والعقل وماعدا ذلك فاعتقد انه أمر موجايب همه على حسب القول المصري الشهير وعليه فان رياضتنا المفضلة اليوم هي في أدغال عالمنا الراهن يعني الركض وراء بعض من علم ينتفع به لمن سنحت له الفرصة والهرولة واللهثان حتى الغثيان لتقليب وقنص ماتيسر من قوت ورمق يستر به انسان اليوم مابقي له من عمر وكرامة بشرية وعليه فان رياضة العصر من الصبح مرورا بالظهر والعصر هي الركض خلف الرغيف الخفيف تماما كما تجري الديكة والخواريف في المدن والريف وكل على طريقته وسيرته ونيته ومسيرته.
2-ان كان مايتم اتحافنا به في عالم السياسة والكياسة هو اقحام التفرقة الدينية والمذهبية والطائفية وصولا الى الشقاق والفراق الرياضي تماما كما حصل في مباراة الجزائر ومصر وأنوه أنني بدأت باسم الجزائرقبل مصر فقط مراعاة للترتيب الأبجدي ليس الا لألا يأخذ علينا مشجعوا فريق مصر المحروسة شي مأخذ لأنو موناقصنا مصائب ومن دون دف عم نرقص.
وعليه تنويها فانه ان أدخلنا مأساة ملاعب كرة القدم واقحامها في السياسة عبر تسييس وتكديس العباد ونشرهم في الشوارع عالنازل والطالع مع شعارات وأعلانات وهتافات وطنية تفوق انتصارات اكتوبر وتحرير فلسطين عبر تجنيد الدراويش والمساكين متغلبين على بلاوي ومصائب الفشل الكلوي والكبدي والمواسير الضاربة والمخلوطة بمياه المجاري تاركين ولو للحظات مآسي مطاردة الرغيف الخفيف صابين حمم غضبهم وشرارات نظراتهم الممزوجة مع حقد مسعور حتى ظنت الأنام أنه قد نفخ في الصور بعد أن ارتعش ساكنوا القبور وطلعت الجموع بصوت مخلوط على رعيد مع تهديد ووعيد قصم ظهر الحديد وأعاد للأمة أمجادها من جديد.
المهم وبلا طول سيرة وهوبرة وعراضة ومسيرة فانه ان ألقينا السياسة وماتحمله من مخططات تعاسة على تياسة فان عالمنا العربي بالصلاة على النبي بحد ذاته هو ملعب كرة قدم كبير يتناوب على الركض والقفز والقمز فيه 22 لاعبا ومتصرفا يسمون اليوم بالحكام العرب وطابتهم وكرتهم المفضلة هو الانسان العربي بعينه حيث يتم قذفه ونتره ودفشه وصده ورده ودعسه وفعسه عبر ركلات ورفسات ضاريات وقاصمات وهويطير تماما كالكرة -ياعيني- صامت وباهت لايستطيع الأنين ولاحتى بصوت خافت
قد تكون هذه الحقيقة وراء استخدام الأديان والمذاهب والطوائف والملاعب كلها قشة لفة مع كم عود وكمان ودفة في شق وفتق جروح ومآسي هذا الانسان الصامد والساكت والهامد على ضنك العيش وحنك السباع والضواري في معارك تقليب ارزاق فاقت بضراوتها معارك حطين وذات الصواري.
مباراة الجزائر ومصر رغم براءتها حاول وبنجاح من يهمه الأمر تحويلها الى مثال لفرقة وتنافر وحقد عربي وصلت فيه الحال الى رشق حافلة اللاعبين الجزائريين بالأحجار وكأنها دورية جنود اسرائيليين في عز ايام الانتفاضة في فلسطين المحتلة.
صحيح أننا قد بلعنا ومضغنا بل وهضمنا مع مشروبات غازية وطنية او مستوردة امبريالية تماما كماهو حال راع مباراة الجزائر ومصر بأن هناك أخوة عربية وأن هناك روح رياضية ظننا أن جمعهما أي الأخوة مخلوطة مع الروح الرياضية سنشاهد مباراة ودية وأخوية يفرح فيها اي عربي لفوز عربي آخر مهما كان وطنه وبلده لأنه وتحصيل حاصل يعني أن من سينتقل الى التصفيات والنهائيات هم عرب اولا وآخرا.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
الى متى سيتلاعبون بماتبقى من عقولنا وقلوبنا وماتبقى من كرامات ومشاعر بعد ادخالنا جميعا قشة لفة على شكل كرة يتقاذفونها ويشوطونها تماما ككرة القدم مع أو بدون فرفشة ونغم.
الى متى ستنطلي حيل ومناورات الخود والهات في بلاد الآهات والكلا والهيهات.
من سيكون الرابح ان اشتعلت وضربت وولعت الحال بين شعبين شقيقين وكأن حرب داحس وغبراء من نوع جديد قد باتت قاب قوسين أو أدنى وكأن العربي بالصلاة على النبي قد تحول الى العدو المفترض والبديل عن عدو حقيقي يقوم من خلف الكواليس بتجنيد كم شيطان وابليس جارين وراءهم جحافلا من الدراويش والموكوسين والمتاعيس في كوابيس حمانا الله منها وممن يقفون خلفها.
كفانا تحويلا للحبة الى قبة وتحويل صحن الكشري الى مهلبية أو كبة لأن الحقيقة أكبر من أن تبلع وأصغر من أن تقسم وهي أن هناك تاريخا واخوة ودينا يأبى أن تقسمه حدود وطوائف ومذاهب بل ولاحتى صخب الملاعب في عالم يابى الفرقة والهوان حتى ولو دخل بمن فيه قشة لفة موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان.

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: