الخميس، 29 يوليو 2010

باب البيان في تبيان خفايا العربان وأقرانهم من الاسبان -القسم الثاني-


باب البيان في تبيان خفايا العربان وأقرانهم من الاسبان -القسم الثاني-

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

بعد المقدمة الأولى شديدة الاختصار في تفسير ماتيسر من خفايا وأسرار تداخل وتمايل الحضارتين الجارتين العربية والاسبانية أستذكر سؤالا أتحفنا به أحد الأخوة والسؤال دائما لغير الله مذلة.
لماذا بقي العرب والمسلمون وخير اللهم اجعلو خير تلك الفترة الطويلة يعني ثمانية قرون تنطح بعضها ناطحين نوايا أعدائهم من المتربصين بهم من الفرنجة من حملة المفاجآت والبهجة.
ولعل ماسبق ذكرني بأحد الفقرات الفكاهية لأحد الكوميديين الفرنسيين من أصل جزائري من الأخوة البربر حيث أشار في فقرته مشيرا الى البربر لقد غزانا الاغريق فانتصرنا عليهم ومن ثم غزانا الرومان فانتصرنا عليهم ثم غزانا العربان فانتصروا علينا مشيرا ومن باب الفكاهة أنهم أي العرب أتوا ليلا فغطى عتم الليل على سمارهم وكان ماحصل وكان.
لكن الحقيقة في أن العرب عندما أطلقوا على شبه الجزيرة الايبيرية مصطلح البرية بتشديد الياء وتعني البر ومنه اشتق مصطلح ايبيريا كما اشتق من المصدر نفسه مصطلح البر بر ويعني أهل البر اشارة الى شعوب مسالمة تاريخيا لم تغزوا أحدا الا ماندر بينما تعرضت لكل من هب وكان مابين يونان ورومان وعربان حتى وصول الاسبان من الملوك الكاتوليك حيث أمعنوا الفرك والدعك والتفريك بعد اطاحتهم بحضارة عربية سرمدية كانت الأطول تاريخيا في تاريخ الغزوات والتزاوجات الحضارية باضرامهم النار بكل ماكان وصار من آثار وتركة عربية أبت أن تذوب بالرغم من محاكم التفتيش وملاحقة الضواري للدراويش.
ولعل الصبر العربي بالصلاة على النبي كان ومازال على مر الأزمان والأوان هو من أكبر معالم الغزوات والصولات والجولات العربية فما ان وصل العرب الى الأندلس حتى طاب بهم المكان والمجلس فارتكت العباد وانغرزت في المضاربها الجديدة تحفر وتكبس وتبيض وتفقس مسابقة الأنام في التزاوج وحركة الأرحام وطاحشين يأجوج ومأجوج والدجاجة والفروج في التناسل والفروج بحيث امتزجت الحضارة بالتكاثر ونشر الدين بالتناثر في صبر وجلد ساهم فيه سلام ومسالمة أهل البلاد الأصليين من برابرة شمال أفريقيا وجنوب اسبانيا وعليه فصمود واستمرارية الحكم العربي الاسلامي في الأندلس يرجع الى عامل حضاري وتمكن تقني وعسكري من جهة ناهيك عن مسالمة ووداعة شعوب المناطق المسيطر عليها من جهة أخرى.
ولعل ماسبق نجده شاهدا في أن أهل الأندلس وذعرا من محاكم اللتفتيش مازال أغلبهم يحملون ألقابا وأسماءا عائلية فرضت عليهم بالقوة ومن باب شعب واحد كنية ولقب واحد
فبالرغم من بقاء عائلات اسبانية بكنيات ذات أصول عربية مثل عائلات مدينة وخلف ومدرى والمدور وربى الكعبة وقصر النار والى آخرلقبين يرجع لقبا وزير الداخلية الاسباني ألفريدو بيريز روبا الكابا-ربى الكعبة- ورئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار -قصر النار-
لكن ماتبقى من العباد -ياعيني- تم لصقه والصاقه والباسه بأسماء وألقاب مفروضة عنوة مثل
GONZALEZ,SANCHEZ,PEREZ,RODRIGUEZ
وتحديدا هذه الأسماء تجمع جميع عائلات الأندلس تقريبا اضافة الى أن عادات أكل لحوم الخنزير وشرب الكحوليات والمسلطنات والمحششات وكل ماكان ممنوعا شرعا أيام الحكم الاسلامي هي الأكثر رواجا في الأندلس من باقي أصقاع البلاد وهو دليل على شراسة محاكم التفتيش حينها ووداعة وبساطة الشعب بطبعه وأصله وفصله .
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
ورجوعا الى عالم اليوم وعلاقة اسبانيا الحاضر بعالمنا العربي المعاصر فيمكن تلخيصها وعلى السريع وبدون ماندور ونضيع في أنها اجمالا وعلى مستوى العالم كانت ومنذ الحرب الأهلية وحكم فرانكو بأنها علاقة ودية وحميمية اجمالا ومسالمة وحيادية على المستوى الدولي.
لكن مانغصها وينغصها لحد اللحظة هو بقايا عقلية وحنين تاريخي وديني لأمجاد سابقة وغزوات لاحقة بحيث مثل طرد العرب من اسبانيا سابقا وانتداب اسبانيا لاحقا على أراض في شمال أفريقيا كالصحراء الغربية وشمال المغرب وبقاء مدينتي سبتة ومليلية تحت الادارة الاسبانية هي مايشكل اليوم العائق الأكبر في قيام اسبانيا بأي دور فعال وبناء على مستوى البحر الأبيض المتوسط وخاصة في قسميه الجنوبي والشرقي
وان كنت لأعتقد شخصيا أن اسبانيا الى جانب تركيا يمكنهما أن يكونا البلدين الوحيدين المؤهلين للعب أكبر الأدوار في سياسات الكبار في عالمنا العربي بالصلاة على النبي
لكن دخول اسبانيا في الاتحاد الأوربي وبالرغم من فتح أبواب ايجابية كثيرة أمام اسبانيا الحديثة والنهوض بها فانه كان بوابة اعتراف اسبانيا باسرائيل كشرط أولي وأساسي لدخولها الاتحاد الأوربي وهو مافعلته البرتغال واليونين وكل دولة أوربية تترشح لدخول الاتحاد الأوربي.
لكن من أكثر عثرات وهفوات اسبانيا ولحد اللحظة هو في طريقة ادارتها لمدينتي سبتة ومليلية وتشقلب المدينتين بين عند وتصلب اسباني في مجال ادارتهما والسيطرة عليهما ومرجعه اليوم على الأقل الى أسباب عدة منها
1-المسيرة الخضراء والتي استفاد فيها المغرب من فترة غياب السلطة في اسبانيا في آخر عهد فرانكو في محاولة لاسترداد الصحراء الغربية سلميا عبر جحافل بشرية اقتحمت سلميا معاقل الحامية الاسبانية للصحراء الغربية في منتصف السبعينات.
2-سيطرة الانكليز على مدينة جبل طارق وهو ماشكل ويشكل لحد اللحظة اهانة كبيرة لاسبانيا وتاريخها الاستعماري بعد هزيمتها مسبقا أمام الاسطول الانكليزي في القرن الثامن عشر أثناء محاولة السيطرة على الأمريكيتين مع التذكير دائما بأن البلدين عضو في الاتحاد الأوربي يعني ماعم تزبط ياحبي.
3-أسباب تاريخية ودينية يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير وهي أسباب غير معلنة لكنها ظاهرة وبائنة وتطغى بحد ذاتها عن أي مكانة استراتيجية للمدينتين ولسبب بسيط وهو أن عدم تحولهما الى عملاق اقتصادي على غرار هونغ كونغ وبانما بل وحتى ظاهرة مثمرة ومزدهرة مثل جبل طارق كله يشير الى ضعف الاهتمام الاقتصادي أو سوء الادارة الاسبانية تجاه المدينتين يانور العين.
4-السبب الرابع وأعتقد أنه أشدها تأثيرا في القصة والرواية وهو الصراع الخفي بين اسبانيا من جهة وفرنسا والولايات المتحدة لاحقا على تقاسم النفوذ في المنطقة ولعل صدامات المغرب من جهة مع اسبانيا والجزائر من جهة أخرى حول الصحراء الغربية مثلا تلعب فيها فرنسا دورا كبيرا خفيا ومن وراء الكواليس جالبة ماتيسر من كوابيس الى منطقة المغرب العربي النفيس.
وعليه فان نوبات التشاحن والتوترات الاسبانية المغربية الظاهرة والتي تخفي وراءها صراعات دولية على النفوذ في منطقة المغرب العربي هو ماينغص اجمالا قيام اسبانيا بدور فعال معتدل وجدي في المنطقة سيما وأن هناك انتهاكات حقيقية لحقوق الانسان في مدينتي سبتة ومليلية لاتخفى على المتابعين لادارة المدينتين يمكن تلخيصها في مايلي
1-حجب اللغة العربية القسري عن التداول في مدينة سبتة والتي يبلغ عدد سكانها من المسلمين العرب من أصول مغاربية النصف رسميا وأكثر من ذلك بالشكل الغير الرسمي بافتراض أن العربية هي لغة عالمية يتم تداولها من حدود سبتة مع جارتها المغرب حتى الخليج العربي شرقا أما مليلية ونتيجة تركيبتها السكانية الأمازيغية فان المطالبة بالعربية من قبل سكانها المحليين بقيت امرا مبهما بينما تسمح اسبانيا لمقاطعات كتالونيا والباسك وغاليثيا باستخدام لغاتها رسميا الى جانب الاسبانية مع التنويه الى أن اسرائيل مثلا وبالرغم من حالة العداء مع العرب فانها تسمح باستخدام العربية رسميا الى جانب العبرية في العديد من مجالات الحياة اليومية في مناطق الخط الأخضر مايجعل من حجب العربية انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الانسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية والأوربية والدستور الاسباني معا.
2-تبديل أسماء عائلات سكان المدينتين بعد منحهم الجنسية الاسبانية اثر دخول اسبانيا في عضوية الاتحاد الأوربي عام 1986 حيث تم الصاق اسم الأب أو الجد من طرف الأب لاعطاء ألقاب وأسماء عائلية للحاملين للجنسية الاسبانية من سكان المدينتين
يعني بالمشرمحي من كانت كنيته تهامي أو وزاني على سبيل المثال لا الحصر تحولت الى أحمد أو محمد أو حسن وحسين يعني يخزي العين استعدنا بعون الله وبقدرة لا اله الا الله وفي عز القرن العشرين كوابيس أيام محاكم التفتيش وبطش وتبطيش القرن السادس عشر حيث فرضت المحاكم كما ذكرنا على سكان الأندلس كنيات وألقاب مازالت معهم الى حد اللحظة ومن باب شعب واحد لقب واحد هذا الباب أو الباشتان هو بحد ذاته انتهاكا من فئة الأبارتهايد يقوم به الاسبان ضد العربان في آخر الزمان والأوان وكان ياماكان .
3-استهتار السلطات المحلية في مدينة سبتة بحقوق المواطنين المسلمين من أصول مغربية كما حدث على سبيل المثال لا الحصر مع السيدة زينب أحمد -ولقب أحمد هم ماتم فرضه بعد الحصوول على الجنسية الاسبانية عام 1986- وهذه تم التحرش بها جنسيا من قبل رئيس حزب الشعب اليميني الحاكم في سبتة وهو قسيس سابق استغل مكانته وحاجة السيدة المذكورة ليصل الى غايته المستورة وفرفشته المغمورة ومن باب خليها مستورة بجبلك حريرة ونمورة.
طبعا تكاتفت سلطات سبتة المحلية ضد السيدة المذكورة وقاموا بتهديدها ووعيدها وبتواطؤ مع الكثير من الأعراب من سكان المدينة من فئة كلنا معك تسلم النفر عندنا بدرهم وشبيك لبيك عربرب بين ايديك.
ناهيك عن اغلاق مركز طبي يملكه طبيب مسلم في المدينة لأنه اشتكى أمام الادعاء الاسباني لمكافحة الفساد حول بناء غير شرعي من بين مئات الأبنية غير الشرعية في المدينة حيث يوجد مقر حزب الشعب الحاكم حيث تصنع المؤامرات وتوزع المغانم في فساد سابق في عنفوانه فساد العربان ومن لف لفهم من اسبان وكان ياماكان.
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ولعل الفساد المستشري في المدينتين وخاصة في سبتة والذي حولهما سوء الادارة الاسبانية الى ظاهرتين طفيليتين حيث تمثل حالات الفشل الدراسي والاقتصادي والاجتماعي الأعلى على مستوى اسبانيا والاتحاد الأوربي بحسب الاحصائيات الرسمية يعني العوض بسلامتك تسلملي قامتك وعليه فان سوء ادارة الاسبان يتناقض مع المشاريع الطموحة في شمال المغرب بادارة الملك محمد السادس والتي حققت الى حد كبير غاياتها بحصار وخنق المدينتين اقتصاديا حيث تتشقلبان بين سوء ادارة اسبانية وحسن ادارة ونهضة اقتصادية تدريجية مغربية يجعل من استمرارية بقاء المدينتين ومستقبلهما مرتبطا بغلبة أحد عاملين أو تيارين
1-عامل اقتصادي حيوي وسلبي جدا في المدينتين حيث عجزت الادارة الاسبانية عفوا أو قصدا عن النهوض اقتصاديا بالمدينتين تاركة اياهما كظاهرتين طفيليتين تعتمدان حصرا على المساعدات والمعونات الاسبانية حيث يبلغ عدد الموظفين الحكوميين والمحليين في مدينة سبتة مثلا 47 بالمائة من القوى العاملة بينما يرزح 23 بالمائة من سكانها في صفوف العاطلين عن العمل يتلقون ماتيسر من معونات ومساعدات يتم سرقة وشفط الكثير منها عبر مشاريع وهمية من فئة الكبة والملوخية ويكفي ذكر أن أحد الأبنية الرسمية في المدينة وهو بناء صغير نسبيا مؤلف من ثلاث طوابق يضم مسرحا وبعض مكاتب تكلف انشاؤه لحد اللحظة أكثر من 41 مليون يورو ينطح يورو حسب التقارير الرسمية بينما الغير رسمية تشير الى تكلفة تصل الى 70 مليون يورو بعيون الحاسد تبلى بالعمى مايجعله الأغلى على مستوى افريقيا بل وربما على مستوى العالم ناهيك عن أن أيام عز تهريب المخدرات والممنوعات قد ولت وتقسيم الغنائم والمشفوطات قد ذهبت نتيجة لتركيز العاهل المغربي على المناطق الشمالية تطويرا وتعميرا ونتيجة لفرض قيود مشددة من قبل الاتحاد الأوربي على المعابر الحدودية الأوربية الجنوبية تحت مايسمى بمكافحة الارهاب وعبور النشامى والأحباب.
2-عامل نفسي تاريخي وديني غير معلن اضافة لباقي الأسباب السابقة التنافسية وخاصة منها سيطرة الانكليز على مدينة جبل طارق والتنافس الاسباني الفرنسي الغير معلن في السيطرة على المنطقة سيان أيا كان في المقدمة أو في المؤخرة.
هي عوامل يلعب حلها دورا كبيرا في صفاء ونقاء أية علاقات ومناورات سياسية اسبانية على مستوى العالمين العربي والاسلامي والتي بدون حلها سيكون من الصعب أن تلعب دورا محايدا ونزيها في فك نزاعات وخلافات مايسمى بقضية الشرق الأوسط بدون أن تقع في هفوات تتزحلق فيها أو تزحط.
أخيرا ومجددا فان علاقة العربان والاسبان قد تكون من أكثر العلاقات بناءا وازدهارا بين العالمين الاسلامي والمسيحي ان أحسن الطرفان استخدامها لمافيه الصالح العام لأن الاسبان عموما وأهل الأندلس خصوصا هم شعب طيب وبسيط وهفوات وكبوات سياساتهم الخارجية والداخلية والاقتصاديت تذكرنا وخير ياطير باستعراضات سياسات عالم عربان آخر زمان وكان باماكان .
منوها في نهاية المقال أن ماورد فيه هو نتيجة لدراسات ومشاركات في أبحاث جرت وتجري على مستوى اسبانيا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة والتي أسهم ويسهم فيها الفقير الى ربه في مقالاته وتحليلاته الموجهة حصرا وخص نص باللغة الاسبانية باتجاه عالم الاسبان من المتواجدين في أوربا والأمريكيتان وكان ياماكان.
رحم الله أمجاد عربان أيام زمان ورحم الحنان المنان الحكماء والعقلاء في عالمي الاسبان والعربان بعدما دخلت العباد في حائط التوهان وضروب اللف والدوران وكان ياماكان.

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: