الأربعاء، 7 مايو 2008

حيرة الجموع بين التكتم والممنوع



حيرة الجموع بين التكتم والممنوع
ان مايميز عالمنا العربي الشاسع والمترامي الأطراف أنه منذ عهد علي بابا والأربعين حرامي وعلاء الدين وحك وفرك المصباح السحري وبساط الريح تلاشت أمام قصص ألف ليلة وليلة المخيلات والنوادر وتغلغل وتغلب الابهام والاستبهام على علامات الاستفهام لأنه وخير اللهم اجعلو خير أخذت الأسرار تتأرجح وتتمرجح في عالمنا العربي في دهاليز الظلام والظلمات مابين ستر للعيوب وتغطية للبلاء والآفات على مبدأ خليها بالبيت تطفح ولاتخرج برا وتفضح
المهم وخير اللهم اجعلو خير ومنذ بداية حكاية الوكسة العربية الكبرى أو ماسمي تنميقا وتلميعا بالثورة العربية الكبرى تم تقسيم العاهات والآفات بالخنادق والحدود والاخدود حتى يبقى لكل ديك فصيح مرتعا لكي يصرخ ويولول ويصيح وأصبح تبادل الأنغام والأحلام من على أطراف الحدود العربية ملاصقا وملتصقا بأسرارها الدفينة والرهينة بمشيئه الله والتي لايعلمها الا هو العزيز القدير والموساد والسي آي ايه ولا تسأل ليش ولماذا وليه
لأننا في بلادنا العربية ذات الطلة البهية تعودنا وتعلمنا بأن السكوت من ذهب حتى لو طارت الكرامات والضمائر ودعست الرؤوس وهبطت الطائرات على الأعناق وتم قصم وشفط الأرزاق وتجويع العباد في سائر الأصقاع والبلاد وجرجرة وشحططة القطعان ودخول الانسان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
المؤسف أن ظاهرة الأسرار وتلاحمها بالممنوع واستعراضيات الجوع والركوع تمشي بخطى رائدة وسائدة وتأبى الرجوع أو حتى مجرد أن تلف الكوع
فمن أصغر شرطي وعساس أو بصاص أو حتى صغار المتعيشة والتجار يوصون من حولهم بالتكتم والتلعثم والتشرذم ان سألهم أحدهم أين هو ولي الأمر والنعمة تحت طائلة النقمه وطيران اللقمه مع كم طيارة ونطحه ولكمة
يكفي أن تسأل أي تاجر أو موظف عن أن يدلك حتى على بيت الخلاء لكي تجد في عيونه نظرات الشك ويبدأ الحك والتفكير وعصر الأفكار والأسارير حتى يبيض الجوهرة وينطق الفكرة بعد أن يعاين السائل بشتى الطرق والمسائل ناهيك عن أنه يقوم باستجواب السائل الحباب ان كان يعرف الشخص المطلوب وهل ينتمي الى نسبه أو قومه أو الى آخره من ديباجات واستنطاقات تجعل من عالمنا العربي يدخل غينيس في عدد البصاصه والمستجوبين والمستنطقين والغامزين والهامسين والهامزين
حتى أن مجرد الابتسام الصامت أي بدون كلام وسبب وأنغام يثير الشكوك والظنون ويستدعي استخدام كل الفنون بمافيها قراءة الفنجان والكف والودع وضرب المندل والصندل لمعرفة مايدور في نفس المبتسم
هل مثلا يتمسخر ويتسهسك خفية على فلان أو النظام أو علان أوأنه يضحك عالريحه أو كيف له أن يبتسم في بلاد الممنوع والجوع كافر بين فلول المشردين والمشرشحين وفي خضم الصراع بين الظالم والمظلوم والحاكم والمحكوم
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي نصل الى الحقيقة المرة وهي أن بلادنا العربية العلية والتي تتأرجح وتتمرجح بين الممنوع وتراكم الأسرار وطمر الآهات والأفكار لتحتل الصدارة مع كم وسام ونيشان ودشداشه وصدارة في المرتبة الأولى على بلاد الأنام وسابقت البرية في مظاهر الغمز واللمز ونظرات التعجب والاستعجاب والاستضراب ناهيك عن اشارات الاستفهام والاستبهام وترويض الأحلام وتركيب المناظر والنظارات للصقور والنعام
ناهيك عن تبادل قصف نظرات الاندهاش والاستحشاش مع أو بدون قماش في الأصقاع والأحراش مع شوية حك وفرك وهرش وانهراش
هل فادتنا الأسرار وترويض الأفكار وتساقط تسونامي الممنوع كالأمطار في تحرير العقول والنفوس والمغتصب واسترجاع الحقوق والكرامات
هل أوصلت تلك المنجزات الرغيف الخفيف الى بطون الجياع أم أن أول الرقص حنجلة وأول المعارك مرجلة
ان كان الغرب يعرف عنا كل صغيرة وكبيرة ويحصي أنفاس الكبير والصغير والمقمط بالسرير بينما نحن ننهمك في مظاهر مراقبه سيقان النمله وأجنحة النحلة على مبدأ من راقب الناس مات هما وسيتبهدل وسيتشرشح حتما
أين نحن من الأمم وكله ممنوع التصوير والنظر والتنظير ممنوع الجوع وممنوع اللمس وممنوع الاقتراب من الباب الى المحراب حيث الكل يراقب الكل على مبدأ دود الخل منه وفيه والله يخليه لنشوفه ونشوفيه
وان كنا لنأمل ويأمل كل شريف في عالمنا العربي أن تهتم بعض دولنا العربية بأمنها الخارجي وأمنها الغذائي بدلا من مطاردة وقنص أخبار العباد وفصفصة وتحليل وتأويل أفكارهم وهمساتهم وأنفاسهم
عفا الله عنا وأبعد هكذا آفات لم تبقي ولم تذر من ماء الوجه الا قليله وجعلتنا عبرة بين الأمم
وحمى الله مساكين وجياع بلادنا العربية من غدر الزمان آمين
ولعل بعض مانظمت من محاولة شعرية قد توصل الغرض هذا والله أعلم
ممنوع
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع
ممنوع الضمير
ممنوع التصوير
ممنوع اللمس
لا للكرامة
تبا للاستقامة
سحقا للانس
ممنوع الصدق
وقول الحق
ونقاء النفس
ممنوع الجوع
والآهات والدموع
ممنوع الحس
ممنوع الرغيف
والقوت النظيف
ممنوع الهمس
ممنوع السكر
ومخاطبة العسكر
وضوء الشمس
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع
هل سيحمي البلاد
من جوقة الأوغاد
جياع الجنود
هل فرق تسد
وخرج ولم يعد
وحفر الاخدود
لم تعد الأسرار
تكره الأمطار
وتخشى الشهود
وكرامة البشر
تعانق الحجر
تعانق الوجود


فمهما طال العذاب
وشحذت الأنياب
وصالت الأسود
ستضاء الشموع
وبراءة الدموع
ستغسل الحدود
ممنوع ياوطني ممنوع
وماذا بقي فيك
بعد الخنوع


د.مرادآغا






ليست هناك تعليقات: