الخميس، 15 مايو 2008

دهشة المحتار في أصدقاء الليل وأعداء النهار



دهشة المحتار في أصدقاء الليل وأعداء النهار
منذ أن أقحمت نفسي وخير اللهم اجعلو خير في عالم السياسة ذلك العالم الذي يتأرجح بين الكياسة وسحب الشباري الكباسة وينتهي في مرحلة مايسمى بالتياسة أي سياسة الهتافات والحمل على الأكتاف وتحرير الأوطان بالصياح والولاويل وشوية أنغام ومواويل ونشر الملصقات والشعارات في الحواري والبراري وحرق الأعلام وادخال العدا في الحمام وتحويلهم الى نعام وياسلام
المهم وخير اللهم اجعلو خير بعد تلك المقدمة المختصرة في سياساتنا أستدرك أمرين
1-الصدق معيارا ومنبرا في التعامل والتداول هو أقرب الطرق والوسائل لتحقيق الغايات وان كان أكثرها ايلاما في بعض الحالات وان كنت لأعتقد جازما بأن الصادق لايمكن بأي حال أن يكون طرفا في مؤامرة وانما قد يتم اقحامه اما غدرا أو قسرا
2-ان مانراه في وضح النهار من أهل السياسة والكياسة لايعني في أغلب الأحوال أنها الحقيقة وانما أغلب الحال والظن هو للاستهلاك المحلي أو الجماهيري والذي يتبع مقولة كلام الليل يمحوه النهار ومهما صار
وان كان لمنطقيات الأمور ومنهجياتها في تعامل أعدائنا معنا في مقابل تفاهمات مبطنة وعداء ظاهري انفعالي الطابع للاستهلاك الجماهيري من طرفنا هو الذي يجعل الكفة تميل لصالحهم بينما تبقى لنا التبعية وبالمعية
وأستذكر أن لبنان الحديث عرف رجلين أثراومازالا يؤثران وبشكل منقطع النظير ولحد اللحظه
الأول هو رفيق الحريري والثاني هو حسن نصر الله
الأول هو رجل مال وأعمال أي رجل بناء
والثاني هو رجل حرب وقتال وتكتيك عسكري بحت ومناور سياسي
وان كانت اسرائيل والتي تعتمد كما ذكرت على مصداقية داخلية وشفافية حديدية في الداخل تضمن بقاء الدولة لأنهم يعرفون أن أي فساد داخلي سيؤدي لانهيار الدولة وعليه فان محاكمة أي سياسي اسرائيلي عن أي تقصير أو فساد هو واجب مقدس لبقاء الدولة
أما مايتعلق بسياسة الدولة مع دول الجوار العدوة نظريا الصديقة باطنيا هو مبني على سياسة فرق تسد وأفسدوا تبعدوا وتسعدوا
لكن هناك حالات لم تستطع اسرائيل السياسية أو الرسمية الا أن تقف أمامها في حيرة مابين اعجاب حينا وحقد أحيانا
باعتراف القادة الاسرائيليين والذين كانو يتابعون وبدقة بالغة أعمال رفيق الحريري في اعمار لبنان ومصداقية حسن نصر الله كقائد عسكري في ادارة الأمور باعتراف هؤلاء القادة أن الرجلين كانا صادقين وكانت خطابات حسن نصر الله ومازالت تتابع وبشكل فوري من جميع القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين كذلك يفعلون متابعة لما أنجزه رفيق الحريري
لذلك فليس عجبا أن نجد تربصا بهما من ناحية اسرائيل وأعوانها المحليين والاقليميين والدوليين
ولا عجب ان كانت هناك صداقة قوية وحميمة بين الرجلين
مالاحظناه في أحداث بيروت الأخيرة من ازالة لصور سعد الحريري والابقاء على صور والده والابقاء على مطار بيروت باسم رفيق الحريري ونعته وبكل احترام من قبل حزب الله قيادة وأتباعا بالشهيد رفيق الحريري هو دليل على أن الصديق الصدوق كان ومازال في نهج حسن نصر الله الشخصي والقيادي
أما وكما ذكرت فان مايتسم به شخص ما من صدق ومصداقية قد يصبح عبئا وخاصة أن صداقات الليل وعداوات النهار التي ذكرتها سابقا حول عداء ايراني ظاهر لاسرائيل وأمريكا وتفاهم باطن جعل من اقصاء رفيق الحريري ممكنا تمهيدا لتوسع ايراني باتجاه البحر المتوسط بعد اقصاء صدام حسين أيضا في العراق
وهذا مايذكره كتاب التحالف الغادر لكاتبه الايراني الأمريكي تريتا بارسي الذي يرأس المجلس القومي الايراني الأمريكي وصاحب مؤلفات شتى حول الشرق الأوسط وهو أيضا بروفسور في العلاقات الدولية والاقتصاد في جامعة جون هوبكنز
هذا الكتاب يتناول التفاهم الأمريكي الاسرائيلي الايراني الباطن ومايرافقه من عداء ظاهر للاستهلاك الجماهيري
لذلك فان دور حسن نصر الله حسب تلك المخططات قد أشرف على نهايته
وكما ذكرت فأن تكون صادقا فمن المحال أن تكون طرفا في مؤامرة ما لكن مايحصل هو أن يقحم الشخص قسرا في مالايرغب فيه أو في فعله
ولم يكن استهداف عماد مغنية رجل التكتيك العسكري في حزب الله وصديق حسن نصر الله الشخصي وعلاقتهما الوطيدة لم يكن استهدافه الا رسالة لتحويل المسار والتوقف التدريجي عن المقاومة وتوجيه السلاح المباشر باتجاه اسرائيل لأن تفاهم الوصول الايراني الى المتوسط قد تم على أفضل وجه ولا حاجة بعد اليوم لضرب اسرائيل انما ليبقى السلاح ضامنا لهدوء تلك الحدود تماما كما يفعل النظام السوري في حدود الجولان التي دخلت موسوعة غينيس في طي النسيان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنبطح والمنجعي فان في متاهات السياسة مابين الكياسة والتياسة ومابين مخططات الليل وعاطفيات النهار واستعراضيات تبادل الغمزات والهمزات والهمسات ناهيك عن علامات الاستفهام والاستبهام المرافقه لنظرات الاندهاش والاستحشاش لهي مايميز مراوغات السياسة ومنظريها وطابخيها
أما الحالات التي يغلب فيها صدق الانسان على مايرسم ويحاك فمن الواجب تسليط الضوء عليها حفاظا لكرامة ومكانة الصادق الصدوق في تاريخنا المعاصر
وما كانت من سيرة علمي لبنان وأكثرهم صدقا من الناحية الشخصية والمنهجية وهذا باعتراف الأعداء وبكسر الهاء وأقصد هنا الراحل الحريري والسيد حسن نصر الله وصداقتهما الصادقة وتفاهمهما في سبيل لبنان بعيدا عن مايحاك لأعتبره وساما لكل لبنان والعالم العربي بعيدا عن أي عاطفيات وهوبرات لأن مايحاك ليلا من مؤامرات ينعكس نهارا الى عداوات ومسيرات ومن كلو هات
أنصح بقراءة الكتاب المذكور لنميز بين الضحية والجلاد افادة للبلاد والعباد
دام لبنان وسائر بلادنا العربية وليكن الصدق منهجا لكل شريف عل وعسى أن نرى زمنا أفضل هذا والله أعلم
حركة كفى
د.مرادآغا

ليست هناك تعليقات: