الأحد، 7 ديسمبر 2008

المكنون في سيرة الطافشين والمفنشين والبدون



المكنون في سيرة الطافشين والمفنشين والبدون
أبدأ مقالي هذا بالتمنيات والتهاني لجموع المسلمين في عموم بلاد المعمورة بعيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير
أما بعد فان تمنياتي تلك لاتخرج عن تمنياتي وكل العرب تحديدا في عالم عربي بعيد عن الظلم والمظالم وبعيدا عن عثرات الجهل ومتاهات المؤامرات وقنص المحرمات والمحارم
قد يكون موضوع مقالي اليوم وخير اللهم اجعلو خير هو استدراك لظاهرة شديدة الخطورة قد بدأت معالمها وعلاماتها الأولى بالظهور وماخفي أعظم والله بعباده أعلم
امتدادات مايسمى اليوم بالأزمة المالية العالمية والتي قد وضعت اقتصاداتنا قشة لفة على رفوف النملية بالرغم من التطمينات والمهدئات والمحششات والتي ماخرجت يوما عن استعراضات باطل يراد به حق ومناورات هزائم يراد بها نصرا وغنائم تماما كما هو المضمار السياسي حيث الكل كامل ومتكامل بحيث لامكان للثغرات ولا للهفوات
لكن الحقيقة كانت ومازالت أكثر من مرة
بدءا من تداعي بنك الخليج مرورا بشركتي اعمار ونخيل الخليجية والعديد غيرها على صعيد مايسمى بشركات الصفوة والتي أثبتت أن الاقتصادات الخليجية في غيبوبة وغفوة فان مانراه اليوم من التخلص من الأعباء المالية عبر تأجيل انجاز المشاريع نتيجة لنقص السيولة وتدهور الأسعار العقارية المتناسب طردا مع انهيار سعر النفط كل ذلك سيؤدي حتما ومانراه اليوم أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم بأن عشرات بل مئات آلاف من الاموظفين والعمال الأجانب سيتم تسريحهم-تفنيشهم- وطردهم من دون سابق انذار وحتى ان وجد هذا الانذار فلن يتجاوز الشهر في أحسن الأحوال
بلاد الخليج البهيج عموما بلاد تزدهر فيها ظاهرة فريدة عالمية أدخلتها من زمان في تصنيف العبودية والرق الحديث بمايسمى بظاهرة الكفيل والذي لم ولن يتوانى عن افتراس ضحيته عندما تغلق المصارف والحسابات وتكثر حالات القنص والطفشان والويلات في بلاد تعيش بذخا آدميا ويسرة لم تواكبها أية طفرة تقنية وصناعية وحتى ثقافية تجعل من تلك البلاد تصمد وتجمد أمام أي انهيار اقتصادي كما نراه اليوم
المأساة اليوم هو أن غالبية العمالة العربية منها تحديدا هي من دول فقيرة تشبه حالها حالة التم المتعوس على خايب الرجا
يعني ان تم تفنيش وتطفيش العمالة العربية الموجودة والممدودة والمصمودة في بلاد العمامة والدشداشة عالية الجودة فان بلادها الأصلية لن يكون بمقدرتها امتصاص واستيعاب هذه الجحافل والتي لايعلم الا الله تعالى مدى هشاشتها ماديا على مبدأ ياساتر وياستار لاتكشف عن الجيوب الستار
وقد تكون الفئات الأكثر تخوفا وذعرا من الجميع في هذه المعمعة فئات المنفيين قسرا والطافشين أصلا من بطش ودفش أنظمتهم والذين لايوجد لهم مخرج ولانصف مهبط أو ربع مدرج ليتساقطوا فيه بعد تفنيشهم وتطفيشهم ودق فيشهم خروجا من مضارب هلا هالله وابشر وماقصرت وحيالله
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
هل سنرى ظاهرة هروب ونزوح وفتق للجروح والقروح ملاحقة تلك الجحافل أين ماتذهب وتروح
هل سيعلق من سيعلق وسيتأرجح ويتعلق الآلاف على جنبات الحدود في عالمنا العربي عالم البدون والطافشين ألوانا وفنون
هل سيتحول عالمنا العربي الذهبي المقسم أصلا وفصلا الى عالم آخر يكون لكل دولة على حدودها عالم قائم بذاته يمكن تسميته وحولو وحواليه بالبدونستان وكان ياماكان
هل ستزداد البدونستانات هروبا من التفنيش والتطفيش والمظالم والسلخانات
ولعل ذاكرة بدون الحدود العراقية الاردنية والتي تكرمت الشقيقة البرازيل باستضافتهم واكرامهم بعدما عجزت أشقاء بلاد المناسف والمعالف والبذخ الحاتمي عن ايوائهم مازالت ماثلة للعيان
لن نزيد الجروح فتقا ورتقا بالتذكير بأن أكبر بدونستان عربي بالصلاة على النبي اليوم يسمى غزة بحيث تحول أهله الى بدون لايعرف أو يعترف بهم أحد حتى أبناء جلدتهم من الأعراب حيث يتم طمرهم مع الأنفاق التي تصل غزة برفح بعدما زاد الطغيان والظلم وطفح
لن أستبق خراب المترنحين والمحششين من الأعراب لأن لغة الأرقام والاقتصاد العالمي لايقبل الأسرار ومناورات كلو تمام ياسادة ياكرام لكن الواقع بقضاء ماله دافع الا الحسابات الصحيحة والمصداقية والشفافية التي تفتقر اليها أغلب اقتصاداتنا تمام كما هي سياساتنا كلها قشة لفة مع كم نغم وعود ودفة تابعة وخاضعة تسسير في فلك من تحكم بالأمم وملك ولن ينفع هنا فك ودعك وفرك مصباح علاء الدين والمارد الجبار لمعالجة تدهور الاقتصاد والعمار
كان أحرى بمن بحتر وتبحتر وتبهنك وبذر أموال البترول وعرق الدراويش من العمال الأجانب بصورة ذلك الكفيل ممن ليس له ذمة ولاصاحب أن يفكروا جميعا في مقولة من جد وجد ومن ارتكى وشخر قعد ومن ثم شحد وخبي دولارد الأبيض ليومك الأسود في بلاد أصبحت على كف عفريت وأصبحت مصائر الملايين فيها على علبة كبريت
أتمنى أن أكون مخطئا لكن أرض الواقع مع شديد الأسف تشير الى ماهو أسوأ نتيجة لسياسات اقتصادية هشة لاتعتمد على قواعد مستقبلية مدروسة لم تخرج يوما عن قشور استعراضية وبذخ من فئة السبع نجوم من صفوة الجيوب الرخوة دون أي بنى تحتية تحمي من عاديات الزمان والمية بتكدب الغطاس هذا والله أعلم
ولعل مايلي وصفا للحال
عبد الدرهم والدينار
أيا عبد الدرهم والدينار.............................ماذا أبقيت للأهل والدار
يامن عشقت الحياة ببذخ..................سارقا متعمدا الخيرات والأمطار
هل أضحى للثروة حلاوة...................تسرق الخلوة والروح والأفكار
وتسرق الضمير والمشاعر...........وتخطف الخيرات والثمرات والأنهار
ياحامل الأموال هما كالأثقال..............أما أوشكت الجيوب على الانفجار
أما كفاك جشعا وطمعا.............................أما كفاك سلبا ونهبا ودمار
أما كفا البطون تخمة........................مسابقين المواشي نهما واجترار
ألا من رأفة بالفقير................................والضعيف أمام هكذا اعصار
أين هي الصلاة والزكاة..........................وأين هي الابتهالات والأذكار
أم أن النفاق بالدم يسري...........................آكلا الشرائع بذرائع التجار
ملتهما الضعاف والمساكين.........................والأخضر واليابس والثمار
ماذا ستقولون لرب العباد..........................يوم الحساب والجنة والنار
وهل ستفيد الظالم نفعا...........................كنوزه والتذلل خوفا والاعتذار
وأن تفدى المظالم بالمضرج...................بدم الضعفاء والفقراء والأحرار
فوالله القوي بعرشه..................................على كل طامع ومتكبر جبار
سيتم جمعهم قطيعا واحدا.............في زمرة اللصوص والقراصنة الأشرار
خالدين في العذاب أبدا.............................لامهرب من جحيمه ولا فرار
لمن نسي امتحان ربه.................................متعاليا بغفلة عن كل انذار
متعمدا عبادة الدينار وحده..............................ممعنا بالعباد نهبا وافقار
لأن الأرزاق لله وحده.................................الغني الكبير المتكبر القهار
فطوبى لكل كريم صالح........................بدراهم الخير والبركة والاعمار
مبشرين بجنات الخلود دوما............................كبيرة بقدر أهلها الكبار

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: