الجمعة، 26 ديسمبر 2008

الفاعل والمفعول في سيرة الفول والبترول



الفاعل والمفعول في سيرة الفول والبترول
ان من صفاتنا الانسانية وخير اللهم اجعلو خير هو أن الانسان مخلوق بري يعني يعيش في البراري والجبال والوديان والصحاري وبالتالي فانه يعيش -وحمدا لله- قسرا وزجرا على أقل من ثلث الكرة الأرضية والتي تدور وتلف بصمت رهيب بينما يدور ويلف وينط ويحط الانسان بصخب وعجب عجيب
ولعل اعتمادنا بني البشر على الهواء ومن بعده الماء ومن ثم الغذاء يجعل من هذه الثلاثية ضرورية وأساسية لاستمرار البقاء
ولعل حضارات بأسرها وطولها وعرضها بنيت على أغذية بالغة البساطة ومنها بل ومن أشهرها وأكثرها انتشارا الفول بأل التعريف بعد طهيه وتقديمه في طبقه الشهي الظريف
وتحاشيا للدخول في متاهات عالم الطبخ والنفخ فان مقال اليوم سيتناول وبشكل نسبي فائدة الفول مقارنة بما أفادنا ماأتحفوننا به في عالم العربان من طفرة نفطية جعلت العباد تنتفض وجعلت وجوه البعض تبتهج وأخرى كثيرة تمتعض
عندما نبع ومن ثم طفح البترول في مناطق شبه الجزيرة العربية الشرقية وعلى اثره قام الانكليز من باب التخطيط والخبط والتخبيط بعيد المدى بتقسيم مايسمى بشاطئ الخليج العربي الغربي الى أمارات وممالك وسلطنات بحيث يسلطن كل واحد على ليلاه مع كم نغمة ونسمة وآه
بطبيعة الحال لم يصب بلاد الفرس المطلة على الشاطئ الشرقي للخليج العربي أي تقسيم وتنغيم مشابه لتقسيم بلاد العربان تقسيما منفردا على الدف والناي أدهش هولاكو وجنكيز خان وأميرلاي
المهم وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير بعدما طفح البترول تماما كما تطفح المواسير والمجاري في بلادنا العربية الفقيرة بلاد التعتير والفول والمستقبل المهول استبشر الأعراب خيرا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وخاصة فقراء القوم الذين قد تقلب بهم الزمان وقلبهم رأسا على عقب في كل حدب وصوب ودرب بعد شرذمتهم وتجويعهم من اليمن مرورا بالسودان ووصولا الى وهران وتان تان وكان ياماكان
طبعا وكما كان مقررا فان الأعاجم من انكليز وأمريكان ماتركوا صغيرة ولاكبيرة الا وفصلوها وقاسوها ودبروها بحيث يكون هذا البترول حلالا زلالا وخص نص لفائدة المستعمر الآمر الناهر في تلك البقاع
سياسة منع التملك والتجنيس وسياسات الكفيل بل وحتى الملابس الموحدة من شماغات وغترات ودشاديش وشباشب المعروفة والالزامية في تلك البقاع ماكانت الا توجيهات سامية ومرتفعة وعالية تمييزا لأهل البلاد عن جحافل الفقروالنقر التي ستغزو تلك البلاد لاحقا محولة الزي العربي الرسمي -المصنوع ترغيبا وترهيبا في انكلترا- الى زي للصفوة في مجتمع يتأرجح بين الهفوة وتعثر وكبوة
بطبيعة الحال لم تكن تلك التوجيهات حبا وحفاظا على تلك البلاد المقسمة والمشرذمة ولا حتى على سكانها لأن جعلهم وابقاءهم أقلية يجعل من افتراسهم والتهامهم مجدد نزهة تعادل تناول طبق الملوخية مع شوية مهلبية
بلاد مازالت لحد اللحظة تتمرجح حول خطوط حمراء تبدأ من تخفيض أصوات مكبرات المساجد عند الأذان لصلاة الصبح ان جاور المسجد سفارة أو قنصلية انكليزية أو أمريكية حتى تناثر وتكاثر القواعد الأمريكية والمراكز الاستشارية والتي تمثل عالما وكوكبا آخر لايمت بصلة الى قوانين وعادات المجتمع الذي تتصنبع وتنجعي فيه هذه القواعد والمراكز ناهيك عن جحافل الخبراء وكل من هب ودب من الذين يتقاضون مرتبات وحوافز لم ولن يكونوا ليحلموا بها في بلادهم ناهيك عن معاملتهم كأسياد مقابل دعس وفعس لماعداهم من العباد
حتى الصناعات الثقيلة والتقنيات العالية والتسلح وحتى مجرد التفكير في خطط علمية وصناعية اسراتيجية هي خطوط حمراء وصفراء وزرقاء وسكلما يعلم الجميع أين وحيثما وكلما دق الكوز بالجرة تذكرهم أنهم محصورون ومقهورون ومزجورون مابين مطرقة الأطماع الايرانية وسندان القواعد الغربية
كل ماتيسر من سماح وترخيص غربي لايعدو ولايتجاوز مظاهر وهوبرات ومشاعر البذخ الحاتمي من نطح للسحاب عبر رفع للبنيان في مضارب هلا هالله وابشر طال عمرك وحيالله ومزاحمة للأسماك والحيتان عبر زراعة البحر بجزر وامتدادات وألسنة اصطناعية قال فيها أحد المسؤولين الايرانيين تندرا وتهكما على النهضة والطفرة العمرانية لدى الجارة الدولة الاماراتية -نتمنى عليهم أن يتقنوا البناء جيدا حتى يتركونها لنا بأحسن حال-
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان تأرجح أسعار البترول صعودا وهبوطا مابين مايتم شفطه مفروضا أو مايتم بيعه معروضا فان الحقيقة أن العالم العربي من شرقه الى غربه لم يسعفه الحظ لاستغلال هذه النعمة المهدورة والتي تحولت مع مرور الزمن الى نقمة عبر أطماع وتدخلات وويلات كنا بغنى عنها لو لم يتم اكتشاف وطفحان البترول وكأن سحرا أو عملا له معمول
نعمة البتول التي أسعفت بلادا أخرى بنت حضارات ومصانع وطائرات بينما نحن ننطح السماء بعمارات ونقيم الكازينوهات والمحاشش والخمارات ونفرغ الجامعات وننشؤ السجون والمعتقلات ونحشر العباد في القواويش والمنفردات ونفنش-كلمة فنش وخير ياطير تأتي من فينيش بالانكليزية يعنىي انتهى الشيئ وهي تشير لطرد وتسريح العباد في دول الخليج كما يحصل اليوم بشكل جماعي نتيجة للأزمة العالمية- فلانا وعلتانا ونأكل الحقوق عبر سياسات القنص والفنص مابين هارج ومارج ودق ورقص
وهنا ورجوعا لطبق الفول الجميل الوديع والذي ماطمع به أحد يوميا-والحمد لله- وكان عنوانا للانسان البسيط ولجموع الفقراء والبسطاء وحتى الأمراء منهم والذي ان استمرت الأزمة العالمية التي أصابت في مقتل اقتصادات عربان البترول وهوت به أي البترول الى الحضيض بحيث لن يكون مستغربا ان سمعنا أن طبق الفول المحضر على الأصول والذي يطلق عليه في الخليج فول أو المطحون منه قلابة مرورا بالفول مع خبز العيش العربي بالصلاة على النبي في القاهرة وصولا الى البيصرة وهي صحن الفول المطحون في المغرب العربي كلها قد توازي يوما سعر ليتر المازوت
لكن مايشفع لنا ان بترولنا العربي الذيتم ابتلاعه حلالا زلالا دون تحقيق الرخاء الحقيقي المرجو منه قد استعضنا عنه بذلك الطبق الوفي العربي طبق الفول الذي اقل مايقال فيه أنه أقام عود وصلب وبنيان الملاين في عالمنا العربي والذي خلافا للبترول كان ومازال للجميع والذي تنطبق عليه حقا وحقيقة مقولة فول العرب للعرب على غرار تلك الأكذوبة العربية الكبرى- بترول العرب للعرب -والذي دخل من زمان موسوعة غينيس في التبخر والشفط والذوبان وكان ياماكان
ولعل مايلي قد يوصل المعنى هذا والله أعلم
أيا ذهبا أسود ضائعا..........................رجوناك خيرا رخاءا نافعا
يامن حرقوك والكرامات معا................قسرا وعهرا يخفي مطامعا
قربانا يهدى لكل طامع......................وشيطان رجيم يخفي دوافعا
يسرقوننا قسرا ويسمونه نصرا..............نهرا يذوب أمام أعين دامعة
ماعادت ترجع الحقوق أبدا..............قمم السراب تحت سقف الجامعة
وماعادت تنفع الهياكل بعدما............شفطوا الخيرات ووقعت الواقعة
من يعيد الآثار ويمحي الدمار..................أهي جوقات النفاق البارعة
أم جحافل المطبلين تقفز....................أفواجا وأرتالا عديدة ومجامعا
خدرونا أسكرونا وحششونا...........حتى تركنا العلم والحقل والمصانعا
مشردين نهيم في مناكبها......................نساءا وأطفالا وشيبا ويافعة
وننطح السماء بقشور حضارة............ونتناطح بقرون أكباش ضائعة
وأصبح الفراش حلو المعاش................وصناعة الأحلام أضحت رائعة
ومن بين الوسائد ننتصر.......................بهراء كل من استند وانجعى
غسلوا العقول والجيوب بهمة...................حتى صارت نظيفة ناصعة
ودعسونا بأحذية الطغاة مقيمة..................بعد ترويضنا قطعانا قانعة
وصرنا نمسح الحذاء والجوخ خوفا.......وطمعا فأضحت بفضلنا ناصعة
حتى أضحى من يقول لا........................ويضرب الشر بكعب قارعة
بحذاء من يأبى الهوان...........................أمرا مشينا وعارا وفاجعة
هذه هي أمتنا اليوم............................فمتى سنرى كراماتنا راجعة
ومتى سيعود للأوطان مجدها..............ويلوذ الطغيان مذلولا مسارعا
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
 
 
 

ليست هناك تعليقات: