الأحد، 21 ديسمبر 2008

الركن الأساس في تأرجح العواطف والحماس



الركن الأساس في تأرجح العواطف والحماس
لعل تأرجح وتمرجح العواطف الانسانية في متاهات وآهات عالمنا العربي الكبير وخير اللهم اجعلو خير قد تميزت دائما بعنفوانها وغزارتها وتميز شحذ الهمم والذمم وتحويل الحبة الى قبة حينا وتحويل المنفوش الى فافوش أحيانا الى صفة ومعلم من معالمنا الجلية وبالمعية
كأن يتحول في غمضة عين الجمهور من حملة للزهور الى حملة للشرور وعظائم الأمور ومابين حملة للورود الى حملة للشحاحيط والشباشب مابين صغير وشائب وقذفها يمنة ويسرة أصيلا وبكرة في عالم من تبادل لقصف العواطف عالمايل والواقف وعالمبلول والناشف مابين مجرد الحب الأخوي مرورا بالعذري وعبورا الى الحب الجماعي العقائدي والالهي والوطني حتى الوصول الى أكثرها تنميقا ومكيجة وهو من فئة عواطف التملق ومسح الجوخ والتشحيف عالناعم والخفيف بعد قبض المعلوم أو حتى تبرعا وتطوعا ظريفا ومهضوم
ولعل اكتشاف الغرب من زمان لخصائص وخفايا عواطف العربان سهل ويسر التعامل معهم وافتراسهم حلالا زلالا من قبل القراصنة والغزاة والحيتان بعد رفع وقلع غطاء خلافة بني عثمان وكان ياماكان
قد يكون تقلب العواطف وتحول الحبيب القريب في لمح البصر الى عدو غريب ومن ثم يتم ارجاع المياه الى مجاريها وعمار والله حاميها عبر تبادل لقصف القبلات ومصمصة الخدود وتبادل لنقر الأنوف والدفوف من عمان والهفوف وصولا الى وهران وتندوف مع كم نغم وسلطنة وياليل وياعين ويا أووف
ولعل سياسات الجرعات البطيئة والمطبقة اعلاميا عبر مايسمى علم النفس الدعائي والمتمثل في سياسات التدرج والدرجات الذي يستغل خاصة ميزة النسيان واخماد الغليان بأن يكون تكرار الأمر يجعل من كبيره عاديا وروتينيا حتى لو كان ماظهر منه يخبئ ماكان أعظم ومخفيا
كلنا يعلم كيف بدأ قصف العباد في فلسطين والعراق وكيف كانت ردود الفعل الأولى وكلنا يعي كيف أصبحت اليوم تلك المشاعر الروتينية حيال نفس المآسي
ردود الأفعال تلك التي قضت مضاجع وملتقيات ومرتكيات النشامى عندما هبت الصناديد وحملة الشباري والشباشب والشواريخ وهددت بمحو العدو من الأرض الى المريخ
نفس المشهد السابق الذي كان مأساويا بالأمس أصبح أكثر من عاديا اليوم
حصار غزة مثلا وتحويلها الى أكبر بدونستان في العالم العربي بالصلاة على النبي حيث يشارك الأعراب اليهود في حصار اخوانهم أصبح اليوم أكثرمن اعتيادي بغض النظر عن ماهو الحال المزري من أن لاحول ولاقوة وأن الفجوة والهوة تتسع يوما بعد يوم تذبذبا حتى تصبح أمرا مفعولا وعلى الدوم
الكل يتذكر مثلا كيف كانت الأغاني الوطنية والحماسية التي أعقبت النكبة ون ثم النكسة وبعدها النكبات والوكسات العربية حتى تحولنا اليوم وفي قفزة نوعية أذهلت البرية الى أغاني الهشك بشك ورقصني ياجدع باعتبار أن العيد قد هل بعد تحرير المغتصب من المحتل
لذلك فان سياسات الترويع والقتل والاحتلال والتجويع مهما كان وقعها في مراحلها الأولي مروعا وفظيع فانها مع التقادم تصبح أمرا عاديا وروتينيا بل حتى تتطوع وتتبرع العباد للدفاع عنها باعتبارها أصبحت هي الواقع وكأنها بلاء الهي لامرد له ولا دافع
قد يكون المثال الصارخ الأكبر هو أن تقمص شراذم العالم العربي وفتات خلافة بني عثمان بعدما غدر بهم العربان وكان ياماكان بحيث يقارن فلان وعلان مابين مايسمى بلد عربي مع بلد آخر وتتم المقارنات مابين ترفع وازدراء وتبادل للوطنيات والمشاعر الجياشة وتعزيز للحدود وحفرللخنادق والاخدود بل وحتى قصف للأنفاق والمسارات وتنقلات البدو الرحل والمهربين والمتعيشة والسعاة في مناكبها من على أطراف الحدود العربية العربية والتي تزداد يوما بعد يوم ونيقة عن الخليقة رسوخا وعمقا واتساعا بينما تتقارب باقي دول العالم وتتجانس وتتناغم
بطبيعة الحال ماكان هذا ليحدث لولا تطبيق سياسات الجرعات ومن كلو هات مابين ترهيب وترغيب وأن التكرار يرسخ الفكرة في عقول النشامى والأحرار ويجعل ماعداها مولدا للفتن وعدم الاستقرار
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لعل ماحصل مؤخرا من هطول للأحذية والشباشب والشحاحيط في انتفاضة شعبية واعلامية فضفاضة أعقبت هبة الحذاء المنتظر والذي انهمر تجاه متصرف بلاد العم سام بوش مكيع السلاطين والحكام وقرقوش وبالرغم من الدلالات والنتائج والتي وان لم تحرر فلسطين والمغتصبات لكن عمق المشهد وارتداداته ستحتاج بعضا من الوقت لامتصاصها باعتبار أن ادخال ماحصل في موسوعة غينيس في طي النسيان سيحتاج وقتا طويلا نوعا ما نتيجة لعالم العولمة من جهة ونتيجة لتكدس الحقد العربي والعالمي على الرجل نتيجة لسياسات خاطئة وفرضيات ومؤامرات ومخططات أضرت كثيرا في العالم العربي والاسلامي وأركعت الاقتصاد الأمريكي والعالمي
الا اذا كان هناك تذكيرا معنويا بالحدث تأكيدا على هدم حدود نفسية وشلل واحباط عانى منه الانسان العربي ويعانيه يوميا عبر عجزه عن تحصيل رغيفه وكرامته التي تداس يوميا بالأحذية والجزم في دول تحولت من زمان الى جزمستانات تتساقط فيها الأحذية والكنادر على رؤوس العباد في مشهد يومي وعفوي نادر
ولعل ماقام به حزب الله مؤخرا بالتذكير بمعاناة غزة -وللعلم فان الجهاز الاعلامي لحزب الله اللبناني هو الأكثر توجيها وتركيزا في المنطقة العربية في صراعها مع اسرائيل ويعتمد ببراعة على علم النفس الدعائي بمهنية عالية
وتذكير قناة الجزيرة المتكرر بمعتقليها من الصحفيين تيسير علوني وسامي الحاج هي مع الأسف حالات نادرة وغير منسقة ومنظمة في العالم الاعلامي العربي للمطالبة بالحقوق الضائعة والتذكير بها ناهيك عن فقدان أي تأثير على مستوى الاعلام العالمي أمام جبروت الآلة الاعلامية الغربية وتابعاتها من الاعلاميات العربية نتيجة للمليارات التي تضخ يوميا تبنيا لآراء واتجاهات أدخلت العباد في ستين حيط وأصبح مصير العباد متأرجحا على خيط
ولعل أكثر مايؤلم في الأمرهو أن معظم وسائل الاعلام الرسمية العربية وحتى مؤتمر وزراء الاعلام العرب الأخير كان موجها ومتجها الى سياسات حجب وشطب وطمس ودعس وفعس الحقائق ناهيك عن الامناع عمدا عن التذكير بها حتى ولو من أول السطر أوحتى بمجرد أل التعريف
حتى معظم المواقع الالكترونية العربية السياسية التي تبث من داخل بلاد العربان والتي قد نلتمس لها العذر لأسباب يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير لكن ماهو عذر المواقع التي تبث من الخارج بعد أن طفشنا وهربنا وفركناها ناجين بماتبقى لنا من كرامات الى ملاذات الغرب حيث يوجد الى حد ما مايسمى حرية الرأي والتعبير المعاكسة لحرية الشرشحة والتعتيم والتعتير في عالمنا العربي الكبير عالم النخبة والصفوة والمعترين والمنبطحين عالبلاطة والحصير
هذه المواقع سواء كانت الكبيرة منها والمدعومة والمسنودة ماديا من أشخاص أو هيئات أو حتى حكومات غربية أو حتى منها البسيط والمجاني من فئة صنع في منازلهم أعزكم الله وأعزهم والتي تكفي فيها بعض من العبارات التذكيرية حتى لاتتبخر الذكريات ويتم ركنها في الدرج والدكونة والنملية
كلها تقريبا قشة لفة تخلو اما سهوا واما لأمر في نفس يعقوب من التذكير بانتهاكات حقوق الانسان في عالم الأعراب أو حتى عبارة لن ننسى فلانا أو علانا أو لن ننسى ماحصل في كذا أو ماحصل لكذا وحيثما ولعل وهكذا
الانسان في عالمنا العربي بالصلاة على النبي انسان عاطفي بطبعه وصنفه ونوعه وتقلبات العواطف والحماس مابين هبات ونخوات على مبدا -خسى وياباطل- وتبادل لقصف الزهور والورود والذي قد يتحول بقدرة قادر الى تبادل للرصاص والبارود يجعل من حالنا العربي نيقة عن الخليقة يصيب العدو بالعين والحسد والصداع والشقيقة وتبادل الزهور تارة والشباشب والشحاحيط تارة منظر أكثر من مألوف في عالمنا العربي الغامض علينا والمكشوف لغيرنا والذي تكفي فيه متابعة مجرد مباراة أخوية لكرة القدم مثلا حيث يتم فيها تبادل للقبل بدءا وللجزم والشواريخ لاحقا بحيث تتحول عددا وعدة الى مباريات علي بابا والأربعين جزمة ولحن ونغمة
عالمنا العربي عالم العواطف الجياشة والذي أصبح عاريا بعدما سحب من تحته البساط ومن فوقه القماشة ودخل من زمان مابين فكي الكماشة هذا العالم الطيب بأهله وأصله وفصله عالم نتمنى له الخير بعواطف صادقة شفافة ومتجددة تأبى النسيان خلافا لماحصل ويحصل لحقوق الانسان والتي دخلت عبر سياسة الجرعات من زمان غينيس في طي الذل والفاقة والهوان وكان ياماكان
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: