الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

الصحيح المختار في وقف النار والحصار



الصحيح المختار في وقف النار والحصار
أتقدم أولا بخالص العزاء لكل شهداء غزة ولكل ضحايا اسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر على امتداد العالمين العربي والاسلامي متمنيا على تجمعات ومجامع النفاق والفساد المنتشرة والمنتثرة على امتداد عالمنا العربي تحديدا أن تكون أقل فسادا ونفاقا قدر الامكان حفاظا على ماتبقى من كرامات وخيرات كنا لنتمنى أن تكون حكرا وحصرا على أصحابها الشرعيين بدلا من بيعها طوعا وقسرا في أسواق النخاسة العربية والعالمية
وأعلن امتناني لكل شريف دافع ويدافع فعلا وقولا وعواطفا حقا وحقيقة عن بقايا ماتيسر من حقوق وضمائر مساندة ومؤازرة للمحاصرين في غزة تحديدا وباقي محاصري عالمنا العربي المحاصر أصلا وفصلا متمنيا زوال الهم والغم آمين
لن أدخل وخير اللهم اجعلو خير في بازارات أو تقييم وتسعير ضمائر من باعوها من زمان والتي تتراوح في عالمنا العربي وبامتياز مابين التبرع اي مجانا على مبدأ بدنا خدمة مرورا ببيعها بقشرة بصلة أو جناح نحلة أو قدم نملة الى كم ناقة ونخلة تجاوزا الى حسابات وهبات وعطاءات تتناسب طردا وفردا مع الخدمات المقدمة لمن يتربصون بالبلاد والعباد على امتداد هذا الوطن العربي بالصلاة على النبي
مأساة غزة الانسانية يجب أن لاتجعلنا نغفل أو نتغافل عن مجموعة من الحقائق أختصرها تجاوزا لفزلكات وفلسفيات أهل السياسة والكياسة والتي تحولت بفضل الكثيرين من متصرفي عربان آخر زمان الى غينيس في التياسة والهذيان وكان ياماكان
أبدء بالمقارنة بين ماحصل في حرب تموز يوليو في لبنان 2006 وحرب غزة كانون الأول ديسمبر 2008 على ضوء تقرير فينوغراد الاسرائيلي تحليلا لحرب تموز يوليو 2006 في لبنان فان مايدور في غزة يهدف وخير اللهم اجعلو خير الى ضرب عصفورين بحجر تحت نور الشمس وضياء القمر وهما
1-الانتقام عسكريا وسياسيا لفشل اسرائيل -حسب تقرير فينوغراد- في حرب لبنان بضرب الأضعف أي حماس والتي بالكاد تبلغ عددا وعدة 10 بالمائة من قوة حزب الله -على المثل المصري ماقدرش على الحمار قدر على البردعة- يعني أن أستعيض عن الأقوى بالأضعف تأديبا للاثنين واسترجاعا لماء الوجه والعينين تماما واستفادة من خبرة انتصارات أنظمة العربان على اسرائيل عبر تحرير رقاب الضعفاء من العباد وتحويل جلدهم الى دربكات وسوقهم الى مسيرات وهوبرات وقفزات بهلوانية خلبية تحرر فلسطين والمغتصبات عشرات المرات في مدارس صمودية وتحريرية أذهلت البرية وحولت مخططات اليهود الى مجرد صحن فول مع شوية مهلبية
ولعل اسرائيل قد استفادت من مدارس متصرفي العربان في تحويل الهزائم الى انتصارات لابل تستفيد من الهمسات والغمزات العربية الخجولة منها والعلنية المؤيدة لتأديب حزب الله عبر تأديب حماس وضرب المدنيين والعزل في غزة دون أن تتحرك مشاعر هؤلاء ولو لمجرد هزة على عكس هزهزة وترنح تلك المشاعر والعواطف أمام هزات واهتزازات عوالم وراقصات العار العربي في عز عصر فساده الذهبي
2-المسارعةبانهاء الحسم العسكري قبل الانتخابات الاسرائيلية التي باتت على الأبواب وتحديدا قبل التاسع من كانون الثاني يناير بحيث يتحتم حسم المعركة والا ستتحول الفضيحة الى شرشحة ويتحول مصير مدبريها السياسي الى ممسحة
ناهيك عن استغلال الانشغال الأمريكي وترنح ادارة العم سام بين خروج بوش وولوج أوباما ناهيك عن سمفونية وأنغام مايسمى بالأزمة الاقتصادية العالمية وانشغال العباد بتحصيل الأرزاق ناهيك عن ماهو جلي ومفروغ منه من حالة الشقاق والنفاق الرسمي العربي المنسجم أغلبه خوفا وطمعا ولغاية في نفس يعقوب مع الهجوم الاسرائيلي ناهيك عن المعرفة الجلية بأن مايسمى بالقمم العربية والمتعارف عليها بقمم العرب قمم من هرب هرب ومن ضرب ضرب قمم من حضر من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر والتي يتأخر ويتسمر انعقادها عادة الى فترات زمنية قياسية لايعرف الا الباري سبحانه وتعالى مواقيتها وموازينها في عالم توقف فيه الوقت والزمان من زمان ودخلت فيه الحقوق قشة لفة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
ناهيك عن نتائجها المعروفة سلفا بالرغم من مايتم فيها من تهليل وتأهيل وبذخها الحاتمي العربي ترفا وعلفا
لذلك وبعيدا عن عواطف وهوبرات ومسيرات تحويل الهزيمة الى نصر مع كم حبة بلح وتمر فان الحقيقة الدقيقة في مايجري هي أنه كلما استمرت المقاومة الفلسطينية صمودا من الناحية الزمنية بل وكلما ازداد اتساع دائرة صواريخ حماس والتي تتخذ من تكتيكات ومناورات عسكرية مماثلة لتكتيكات حزب الله بشكل مواز لماحصل في حرب لبنان لكن على شكل مصغر فان ذلك سيزيد احباط الناخب الاسرائيلي من الذين قد خططوا للهجمات العسكرية على قطاع غزة ناهيك عن الفضيحة العسكرية والسياسية والتي ستصبح بجلاجل عالطالع والنازل وعالواقف والمايل لحكومة أولمرت ليفني وحزب ايهود باراك اضافة لمعاونيها ومستشاريها من بعض متصرفي العربان وكان ياماكان
وهذا بدوره سيؤدي وخير اللهم اجعلو خير وخير ياطير الى تنحي الحكومة الحالية قشة لفة ناهيك عن تنحي ايهود باراك وحزبه تحديدا يعني تنحي حزبين بضربة حجر ويخزي العين
أما مستشاريهم ومعاونيهم من متصرفي العربان فلن يتأثروا جملة وتفصيلا لأن ماتعودنا عليه في عالمنا العربي بالصلاة على النبي من صور للقائد الواحد المصمود كالعود في عين الحسود هي صورة دائمة وقائمة محصورة ومحفورة في أركان البلاد وفي مخيلات ومنامات وكوابيس العباد مهما حصل وصار سقط من سقط وطار من طار
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان تسارع الأحداث في غزة واستغلالها من اسرائيل وعونتها وأعوانها للثأر من حزب الله والحفاظ على ماتبقى من ماء الوجه يؤكد مرة أخرى وجود عالمين بل كوكبين متعاكسين في عالمنا العربي بالصلاة على النبي على مبدأ عكس عكاس أو خلف خلاف في بلاد الشقاق والخلاف
1-عالم مصغر يتبنى الحق والحقيقة والشفافية أصلا وفصلا ومضمونا وهو عبارة عن مجموعات صغيرة نسبيا في أماكن لاتوجد فيها سيطرة حكومية رسمية عربية فعلية كما هو الحال في جنوب لبنان وقطاع غزة والتي تحظى فيها هذه التجمعات والمجموعات مثل حزب الله اللبناني وحماس في غزة الى تأييد شعبي عالي جدا في محيطها بل وفي العالم العربي برمته بل حتى أن حال حماس تحديدا وفوزها في الانتخابات الرسمية وتحت اشراف مراقبين دوليين هو أكبر من أن يبلع وأصغر من أن يقسم
هذه المجموعات شديدة التنظيم والتدريب أثبتت قدرتها العسكرية والتقنية بل والاعلامية في مجال علم النفس الاعلامي والسياسي خاصة في حال حزب الله اللبناني والذي يحظى باحترام أغلب أعدائه من قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين ويصفون قائده السيد حسن نصر الله وباعتراف رسمي بأنه رجل صادق ويولونه اهتمام خاصا لايحظى به مجموع الحكام العرب قشة لفة مع كم عود ونغمة ودفة
2-عالم عربي كبير مقسم ومشرذم ومحاصر أصلا وفصلا داخليا عبر التعتيم وشدة المراقبة والتقسيم والقصقصة والتقليم في جميع البقاع والأقاليم عالم من عدم الثقة وشدة الخلافات ناهيك عن مدارس رسمية في صك الفتاوى والافتاءات لقلب النعم الى لاءات وادخال العباد في دهاليز ومتاهات عالم خاضع سامع وطائع و يتضور في أغلبه جوعا وخنوعا مانعا وممنوعا
ولعل المختصر المفيد آخرا حفاظا على ماتبقى ضمائرا ومشاعرا التذكير بأن أخطر مايهدد المخططات الاسرائيلية قشة لفه هما أمران
1-التكاثر السكاني أو مايسمى بالقنبلة السكانية الموقوتة في محيطها الفلسطيني والعربي والاسلامي
2-سياية الجرعات المتبعة عسكريا واعلاميا في اركاع بعض الفصائل والمجموعات عبر الاستخدام المفرط للقوة والذي وان أدى على المدى القصير الى اعتياد الانسان العربي على مشاهد الدم والقتل وتحويلها الى منظر اعتيادي على مبدأ علم النفس العسكري والدعائي كما حصل في لبنان سابقا وكما يحصل في في العراق وأفغانستان ومايحصل الآن في غزة لاحقا فان تلك الجرعات بدأت تعطي مفعولا معاكسا عبر ترسيخ صورة سلبيةلأمريكا واسرائيل تدريجيا وعلى الصعيد العالمي المؤثر وما انتخاب أوباما الا أحد مظاهره وعبر تزايد الكره العالمي لاسرائيل وأمريكا والذي فشلت مليارات الدولارات التي ضخت ونشرت ونثرت عبر وسائل الاعلام وعبر طمر فلان وعلان من باعة الضمائر والكرامات والمشاعر ببعض من قشور المال والاحتيال تعزيزا وترسيخا لسياسات الاحتلال فان تأثير ماسبق عكسا هو مادفع ويدفع العديد من المنظمات اليهودية الاورثودوكسية منها وتحديدا المطلعين حقا وحقيقة على علوم التوراة واللاهوت والقرآنيات الى التنديد علنا بالحركة الصهيونية وبدولة اسرائيل ولأن العد العكسي لانقلاب السحر على الساحر قد بدأ فعلا ولن يجدي نفعا شراء الذمم والطرابيش والدشاديش والعمائم والعمم بعد اليوم في اغلاق الأفواه والحناجر ناهيك عن خنق غزة وعزة ماتبقى من ضمير عربي وعالمي عبر اغلاقها للحدود والمعابر
ويمكن قراءة رسالة تجمع اليهود الاورثودوكس المناهضين للصهيونية في أمريكا الى السيد حسن نصر الله حول مجازر غزة على الرابط التالي
http://nkusa.org/activities/Statements/20080219_nasralla.cfm
هذا ولله أعلم
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com



ليست هناك تعليقات: