السبت، 10 يناير 2009

شر البلية في بيع القضية



شر البلية في بيع القضية
عندما ابتلينا في بدايات القرن العشرين بتلك الهوة والكبوة النوعية المسماة ظلما وعدوانا بالثورة العربية الكبرى والتي قضت وخير اللهم اجعلو خير على ماكان يلملم ويجمع العربان تحت سقف واحد وكلمة واحدة عبر خلافة بني عثمان تلك الخلافة والتي جمعت تحت سقفها وشعارها المجيد - الله-وطن-ناموس-اتحاد- فان خروج الأعراب من تحت الغطاء العثماني ووقوعهم في أجضان مؤامرات سايكس بيكو ووعد بلفور وغيرها من القفزات التراجعية التي شرذمت وهوت بالعربان الى أسفل درجات الهوان في هذا الزمان
ولعل مايميز فترة التواجد العربي المعاصر والذي أستنكف عن تسميته سيادة بأي حال من الأحوال لأنه ومنذ تاريخ الثورة العربية الكبرى في العقد الثاني من القرن العشرين فان ماتبقى هو عبارة عن شراذم أو متصرفيات لاحول لها ولاقوة تدرجت من الوصاية الى الحماية الى مرحلة الاستعمار الحديث بشتى أشكله وألوانه الظاهر منها والمقنع
ولعل الثمن الباهظ الذي مازال يدفع طوعا أو كرها يمكن ملاحظة بعضه بالعين المجردة بدءا من الآثارات العربية والتي تمثل حضارة أمة والتي تتمايل وتتخايل في مختلف المتاحف البريطانية والفرنسية والأمريكية وغيرها ناهيك عن المخفي منا وماخفي أعظم بل حتى هناك آثارا تعرض علنا وكأنها من ثمرات الحضارة الغربية كالمسلات المصرية التي تشمخ عاليا في واشنطن وباريس والعديد من عواصم العالم الغربي حلالا زلالا ولم تجد لحد اللحظة من يطالب أو حتى يلمح لأنها من مسروقات ومنهوبات التاريخ الفرعوني بل حتى الفراعنة -على سبيل المثال لاالحصر- لم تشفع لهم سماكة وضخامة الأهرام المحيطة بأجسامهم المحنطة من الدخول اليها وانتهاكها والتي لولا أنها قد حفظت في أرشيف البشرية والانسانية على أنها من المحرمات دوليا وبرعاية الامم المتحدة لكان تم بيعها قشة لفة مع كم عود ودفة من زمان وكان ياماكان
طبعا المثال السابق هو على سبيل المثال لا الحصر في انتهاكات يومية لكل ماخف حمله وغلا ثمنه بل حتى ولو ثقل حمله المهم أن يدفع المعلوم وبلمحة بصر تفتح الممرات والمعابروتنقل الثروات والخيرات الى مثواها ومكانها المرسوم
ولعل أرخص السلع والبضائع وأقلها ثمنا في عالم الأعراب هو الانسان نفسه والذي يتناسب ثمنه وقيمته عكسا بازدياد سعر العقار والعقاقير والغذاء والماء ويبقى هذا الانسان وبكسر الهاء هو من يدفع ثمن تلك المهزلة العربية الكبرى والتي حولت هذه الامة الى البقرة العربية الكبرى من زمان وكان ياماكان
وباعتبار مايجري في يومنا هذا في غزة هو أحد فصول تلك المهزلة العربية الكبرى والتي يقف فيها متصرفوا العربان وقفة الغربان تصدح في خراب مالطا والكل يقفز ويهمز ويغمز ويهز خصره ويهزهز على طريقته أمام ملته وقومه وعشيرته وخالدا الى أقداحه وخليلته بعدما نتر العباد خطبته ومعوظته أمام هوان عربي منقطع النظير حيث كما ذكرنا فان مايسمى بجامعة -جانحة - الدول العربية لاتقوى على لملمة متصرفي العربان ولا حتى على صحن فول بينما ينقشع الكسل والخمول ان تمت الدعوة حتى على نعوة لزيارة المتصرف في بلاد العم سام بوش مكيع هولاكو وقرقوش
حسنا فعل بني عثمان في دولتهم العلية برفع شعارهم السابق الله وطن ناموس اتحاد وهي شعارات خالدات مابقي منها في عالم أعراب اليوم الا مارحم ربي
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لن أدخل في تفاصيل وتحليل من أين وكيف ومتى والى أين تتحرك وتزحف جحافل المسروقات والمنهوبات والمشفوطات من هذا العالم العربي بالصلاة على النبي والتي تفوح رائحتها بدماء وآلام الشهداء والمعذبين والمساجين والجياع والمساكين ناهيك عن طفحها برائحة عفن ونتن من يقومون بنهبها ظلما وعدوانا تحت شعارات القضية ومصير الأمة
ولعلي لاأبالغ بأنه ان تم احصاء ماتم نهبه وشفطه وماتم قبضه من معلوم ثمنا لفقدان الناموس وبيع النفوس فان محصلة المبالغ المغسولة والمشفوطة مع صابونة وفوطة يجعل من الانسان العربي -ان وزع هذا المبلغ بالتساوي على هؤلاء المعذبين- هو الأغنى على وجه البسيطة ويجعل من بلاد العربان هي الأكثر تقدما ورخاءا بل وحتى يمكن شراء أراض تعادل مساحتها مساحة مجموع متصرفيات العربان أي 14 مليون كيلو متر مربع ينطح مربع
فقدان الناموس الذي أصاب الكثيرين بعمى الجشع والطمع والذي لايمكن فكه ولاحكه بعد دعك وفرك فانوس علاء الدين ولا حتى بقصف ماتبقى من ضمائر هؤلاء بألف دعوة ودعاء متعددة الأشكال والأسماء بل هنالك من يتشبثون بالمعلوم حتى لحظة صعود أرواحهم الى السماء
بيع القضية المستشري والمفتري في عالم الأعراب والذي تتراوح حدته بدءا من تقديم المعلومات المجانية في عالم البصاصة والجواسيس والمصاصة تبرعا حتى بيع أوطان وشعوب بأكملها في عالم أقل مايمكن في وصفه بمايلي
في بلاد الأعراب لادهشة ولا استغراب
بل حتى يمكن تطبيق شعار يجمع بلاد العربان غرارا لشعار بني عثمان
لاشريعة ولاوطن ولااتحاد ولا ناموس أمام بهجة الدنانيروالفلوس حتى ولوعلقوا الضمير على فانوس
حتى لنجد تندرا أن أكثر مناطق تجمع بعض من تلك الضمائر العربية من فئة أبو فانوس في منطقة ماربيا الاسبانية -على سبيل المثال لا الحصر-وتحديدا في منطقة استعراض الثروات والممتلكات من فئة اشفط وهات تسمى المنطقة
PUERTO BANUS
وهو ميناء استعراضي على غرار مونتكارلو في جنوب فرنسا مثلا حيث يتم استعراض الثروات والخيرات العربية ذات الطلة البهية وهذا الميناء يرجع لاسم المهندس الاسباني خوسيه بانوس وكلمة بانوس لاأصل لها بالاسبانية الا ان كانت لأصول عربية اندلسية وهنا أغلب الظن أنها تعني فانوس أي بترجمته العربية بالمشرمحي يصبح ميناء يوسف فانوس مهد الثروات والضمائر من فئة أبو فانوس مع العذر لكل من جمع ثروته بعرق جبينه وهم قلة
رحم الله بني عثمان الذين لم يتوانون في مهد عزهم عن نصب المنافقين على الخوازيق وقصفهم بالمنجنيق بحيث حافظوا ولم يبيعوا يوما أيا من ثروات هذه الأمة والتي كنوا لها كل احترام أيام كانوا يسمون القدس مثلا قدس شريف والشام شام شريف احتراما لشرائع وتاريخ أمة لملموا شراذمها تحت مظلتهم المجيدة والتي باعها الأعراب عبر ثورتهم وهبتهم العربية فيما بعد بنصف مجيدية -والمجيدي كان عملة عثمانية متداولة حتى سقوط الدولة العثمانية بعدما غدر بها من أضحوا اليوم بلا ضمائر ولاناموس من باعة الأوطان والنفوس بحفنة من الشعارات والفلوس
وعذرا من كل شريف في هذا الوطن هذا والله أعلم
أنوه أخيرا أن حزب السلام الاسباني قد انضم الى الحملة الانسانية للتبرع لمساعدة ضحايا وسكان غزة ويمكن لمن أحب التبرع على حساب حزب السلام في اسبانيا على رقم الحساب الذي يمكن الحصول عليه عبر الدخول على الموقع التالي
www.kafaaa.blogspot.com
 
ولعل مايلي يصف الحال
 
في بيع القضية
أياباعة الحق والشرعية
وياباعة الأرض والكرم
والأب والعم
والكرامة والدم
وياباعة القضية
يامن بعتم الأوطان
والذمة والانسان
لكل من دب وكان
وبعتم الهوية
يامن غدرتم بالخليفة
وبكل همة شريفة
وكل أخوة عفيفة
بأطماعكم الغبية
يامن بعتم النفوس
والضمير والناموس
لليهود والمجوس
بنصف مجيدية
هل حررتم فلسطين
ورقاب المعذبين
وقيود المساكين
من الأطماع الدنية
هل عددتم ماابتلعتم
ونهبتم واقتنصتم
وكم نفسا بعتم
أم أنها منسية
أم أنكم خالدون
متسمرون متصنبعون
جاثمون صامدون
بكرة وعشية
هل ستصمد القصور
والبرج المعمور
والطمع المسعور
أمام المنية
أمابقي من أثر
لمن أهلك البشر
والحجر والشجر
في قبورهم الردية
جعلتم الأمة مرتعا
وفراشا ومخدعا
وعهرا ممتعا
لذئاب البشرية
لماذا لاتطعمون الجياع
وتعمرون البقاع
بدل الكذب والخداع
وبيع الهوية
لوكان الكذب مهنة
لكنا أفضل أمة
بيعا للدين والذمة
نسابق نفاقا البرية
فياوطني السعيد
ياوطن البغاة والعبيد
يامن باعك الأجاويد
لكل طامع بشهية
هنيئا لك هؤلاء
يقدمون الطاعة والولاء
ويبيعونك غدرا ودهاء
بأياد سخية
فصبرا آل غزة
ومابقي من عزة
وبقايا لمشاعر مهتزة
وفتات الانسانية
صبرا على هكذا عار
وعلى باعة الديار
ومن يمعنون الحصار
على أجسادكم الندية
فقسما بدموع الأرامل
ويتامى وثكلى المنازل
فان مصيرهم المزابل
والى جهنم أبدية
ولكم منا آل فلسطين
وياجموع الصابرين
ألف ألف حطين
وألف صلاح الدين
ودعاء الملايين
من المساكين
الى رب العالمين
أن انصر المعذبين
واحشرهم أجمعين
في جنانك العلية
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: