الأحد، 18 يناير 2009

هل تنقذنا القمم من العدم



هل تنقذنا القمم من العدم
أبدأ مقالي هذا ترحما وتألما على كل نفس بشرية وآدمية أزهقت ظلما وعدوانا في غزة وكل من سقط قسرا وحشرا في أكبر مظالم العصر وأكبر الهجمات ضراوة بتاريخ الانسانية في صراع ديني مؤلم وهمجي يتم تسميته تجميلا بالقضية الفلسطينية باعتبار أن الصراع يتعدى حدود فلسطين الحبيبة والتي تحولت الى أول قربان مباشر يدفع أهلها ضريبته دما ومصيرا
وكنت أتمنى التعبير بعنوان أقل حدة من الحالي لكن أفضل المعاني في وصف الحدث الجلل وحالة الهوان والخلل التي أصابت البلاد والعباد لم تسعفني في ايجاد تعبير أكثر تنميقا وتزويقا في وصف الحال
لن أدخل وخير اللهم اجعلو خيرفي تفاصيل لماذا وكلا وحيثما وانما ولعل في كيف وصلنا الى ماوصلنا اليه لكنني أستدرك وأستقرئ هنا أمران ونتيجتان يمكن استشفافهما من كارثة غزة وهما
1-أثبتت أحداث غز وبجدارة قدرتها وبكسر الهاء على تحويل شراذم ماكان يوما يسمى بخلافة بني عثمان ويسمى اليوم تندرا بعالم العربان والذي لم يتعدى منذ تولى الاوربيون والأمريكان عبر قاعدتهم الكبرى وأكبر مخازن العتاد بالنيابة أو مايسمى اسرائيل تحولت تلك الشراذم الى متصرفيات تساق فيها العباد كالقطعان عبر حفنة من الرعاة من متصرفي العربان وهذه المرة وبشكل منقطع النظير أزاح الرعاة ومن يرعاهم القناع عن ماكان خافيا وبرزت الأنياب ملتهمة مالذ وطاب من بقايا حياء وخجل كاشفة العار العربي بأبهى أشكاله وألوانه
2-ولعل مايؤلم في النزيف العربي اتساع رقعته وضراوته متماشيا على مايبدو مع عصر السرعة مع كم دفشة ونتعة في هدر مابقي من ماء للوجه وهدر للأرواح والأموال في كرم وخنوع حاتمي لاسابق له بعد الاعلان عن أن خسائر العالم العربي بالصلاة على النبي جراء الأزمة المالية العالمية تقارب الثلاثة ترليون دولار تنطح دولار ودرهم ودينار
يعني أنه لم يكفي الى اليوم تشرد أكثر من 15 مليون عربي على الأقل داخل وخارج العالم العربي منذ نكسة 1967 دون حساب الفلسطينيين من مهجري النكبة في 1948
يعني أنه لم يكفينا تتابع النكبات والنكسات والوكسات والفكسات في عد الضحايا والمشردين والفقراء والجياع والمنبطحين والمتوارين والطافشين والفاركينها حتى تأتينا من فترة لأخرى كارثة مماثلة لغزة وخسارة ترليونات الدولارات في كارثة مالية مماثلة تم تأديتها سمعا وطوعا من عرق وعلى حساب رقاب الجياع في عالم الأعراب لتذكرنا بأن الضريبة مازالت مستمرة وأن تأديتها واجبة بل ويجب على عالم العربان قطعانا ورعاة ورعيان الالتزام بأداء الواجب والحاضر يعلم الغائب
ولعل مايؤلم في المشهد السابق هو أنه كلما التم شمل متصرفي العربان في مايسمى بالقمة بعيدا عن عين الحسود والمذمة فان العالم العربي برمته يشهد تراجعا وانقساما وانهزاما تزداد حدته على أرض الواقع كلما التم الشمل نظريا وتم طمر العباد بتسونامي من الوعود والتمنيات والأمنيات والتي دخلت من زمان عالم الحكايات والروايات في كيف تصنع أمة في خمسة أيام من دون معلم أو كيف تهزم الأعداء وأنت تنعم بالراحة والانجعاء أو كيف تصبح زعيما الى الأبد وتتفادى الغيرة أوالحسد
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
المهم أن المشهد مؤلم بكافة وجوهه ونواحيه ولعل معادلة الربح والخسارة تتأرجح ايجابا في صالح بعض المستفيدين حصرا من الواقع المؤلم أما من تبقى فماعليهم الا ابتلاع المصير المشؤوم وهضمه بصبر وسلوان أذهل الانس والجان على مسار الأزمان والأكوان
حدثني أحد معذبي غزة عن معاناة أهل ذلك القطاع الحزين والذي لم يكفه أنه اقتطع وعليه سمي بالقطاع لكنه قطعا قد تحول اسمه بعد ماتكاتفت كل القوى الغربية والعربية عليه تحول من قطاع الى قطيع في مشهد مرعب وفظيع
حدثني هذا المعذب عن معاناة البشر في قطاع غزة أثناء عبورهم من القطاع الى مصر وبالعكس كيف كانت تتم تشفيتهم من قبل الأعراب قبل الوصول الى الحاجز الاسرائيلي ومن ثم الوصول الى الحاجز العربي الآخر أيام سيطرة اسرائيل والسلطة الفلسطينية حيث كان ينعت الحاجز تندرا من بعضهم بأنه مثلث الوساخة حيث كان الحاجز الاسرائيلي في الوسط هو المسيطر على الحاجزين العربيين على أرض الواقع لكنه كان الأكثر أناقة شكلا ومظهرا بينما كانت الضواري على الطرفين العربيين تلتهم الأخضر واليابس وتتم تشفية وتنظيف مافي جيوب والعباد ويتم تحرير فلسطين عبر تحرير جيوبهم ورقابهم وحشرهم تحت العراء وفي أسوء الظروف الانسانية حتى لكان يتمنى أحدهم الموت بل كان يفرح لموت أحدهم على مبدأ أنه ارتاح من هكذا هوان وكان ياماكان
حدثني هذا المعذب وبشك مطول عن ابتزاز الحدود العربية والتي لاتختلف كثيرا عن باقي حدود بلاد العربان حيث تتمركز وتتمترس كل أنواع الضواري والحيتان شافطة وممتصة لكل ماتحمله جحافل الضعفاء من خيرات ودراهم ودنانير وليرات ويصبح تنفس الهواء على تلك الحدود ممنوعا الا بعد تأدية الواجبات مع كم دعوة وبركات
أخيرا وعذرا للاطالة فانني ولو كنت أتمنى بعدما كشفت الأقنعة في عالم العربان وأزاح بعض الرعاة النقاب عن ولائهم للغزاة فان اليوم هو الأكثر حسما بل وأقولها وبكل صراحة فان هناك بعض من بصيص الأمل في أن كشف المستور قد يسرع من تقارب متصرفي العربان من بعضهم البعض بحيث يسعى البعض لتصفية القلوب والنوايا ويتم ولو بشكل تدريجي دفع التقارب بين الحاكم والمحكوم وبين الظالم والمظلوم في عالم تحكمه الحواجز والحدود والعقبات عالم لايعرف فيه العباد مايخبئه لهم الزمان بعدما دخت حقوقهم من زمان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
هذا والله أعلم
أهدي مايلي لمن يهمه الأمر وعذرا من كل شريف في هذه الأمة
 
أيا قمم الفساد كفى...................................فقد عاث بنا الظلام وطالا
وأضحى الداء بلاءا قائما............................لادواء فيه مرضا عضالا
لاينفع فيه حشد الأماني...............................ولاصف الكلام قولا مقالا
يامن بعتم القضية بهمة...........................وبعتم الذمم والناموس حلالا
أماكفانا ضحكا على اللحى........................وكفى العقول هبلا واستهبالا
يامن هزمتم الكرام غدرا..............................وأكرمتم اللئام عذبا منالا
يامن تسابقون الظباء هربا.......................وعلى الضعيف جبابرة رجالا
وتصمون الآذان عن الفظائع.....................وتقدمون القرابين حلالا زلالا
وتكدسون الخيرات والثمرات جشعا............وطمعا سرمديا أمعن استفحالا
وان دعاكمم الواجب لنصرة الحق..............تثاقلتم بلهاث من يصعد الجبالا
خفاف في قنص الغنائم بهمة.....................وتعفون عن الحق توانيا ثقالا
اجتمعوا ماطاب لكم فاننا............................لانتوقع منكم قولا ولاأفعالا
فماعاد يلدغ المؤمن بحجركم...................وان أشبعتموه غفلة واستغفالا
وماعاد ينفع الداء مستشريا........................الا المبضع بترا واستئصالا
فرأفة ياباعة الأماني والأغاني .....................ارحموا في ضعافها الهزالا
وأغيثوا أهل غزة بمابقي لكم.......................من ضمير مشاعرا وأعمالا
فماعاد النفاق علينا ينطلي.....................مهما صورتموه ألوانا وأشكالا
ومهما سيرتم الأذناب مهللة........................فلن تقوى على الحق نزالا
فهبي أيتها الأيادي مضرجة................واهدمي الأصنام والضيم والمحالا
وأعيدي النور بعد ظلام.......................وأوقدي الشموع نورا واشتعالا
ولكم الاكبار ياشهداء عزتنا...........................وجنات خلد من الله تعالى
وحسبنا الله في مصابنا وكيلا..................... لانرجوعلى من دونه اتكالا
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات: