الاثنين، 26 يناير 2009

أعراب الدفوف مابين المقصوف والمكتوف



أعراب الدفوف مابين المقصوف والمكتوف
مترحما مجددا على أرواح شهداء غزة وعلى الضمير والناموس العربي أقول أنه قد أثلج صدري في غمرة أحزان ونكبات ووكسات عارنا العربي منظر أطفال غزة يعودون الى مقاعد الدراسة بعد أقل من اسبوع من انتهاء العدوان الاسرائيلي في عنفوان من يريد أن يحيا ويعيش في فييتنام العرب غزة رمز العزة ومنار ثقافة الدراويش والمحاصرة ببحور من الظلام والتحشيش وعصية على سياسات التهجير والالغاء والتطفيش في منظر يفوق بهجة ونشوة انشاء الجامعة العبرية والتي أعطت اشارة البدء لدولة اسرائيل في منتصف القرن الماضي
ولأن الثقافة وخير اللهم اجعلو خير هي الأساس والعماد الأول لقيام أية دولة قوية وضمانة لاستمرارها لأن اللغة والثقافة المرتبطة ارتباطا مصيريا بالدين والتي تقوم عليها اسرائيل والتي حاولت الصهيونية العالمية وأتباعها من أعاجم وعربان خلعها وقلعها من مدارسنا وحلقات الدراسة والعلم والكتاتيب وحلقات الذكر ودور العبادة وغيرها تحت مختلف المسميات والتسميات والغاء مجانية التعليم في العديد من الدول العربية ومحاربة أي عالم أو علم قد يقوض أو على الأقل هذا مايتم تصويره اي نظام في متصرفيات العربان من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر
عندما تصبح اللغة العربية ويصبح الدين الاسلامي غريبين بل ومهاجمين بشكل منمق حينا وهمجي أحيانا بينما تبنى اسرائيل من الالف الى الياء على أساس ديني ولغوي هما أساس بقاء الدولة قشة لفة مع كم نغم وناي ودفة
وقد يكون من أكثر المناظر ايلاما أنه عندما يثبت أي عربي تفوقه ومكانته العلمية واللغوية والفقهية في بلاده تتكاثر وتتكاتف الأنظار اليه ليس خوفا عليه انما خوفا منه وتتم قصقصته وتنعيمه وتنتيفه عالطالع والنازل وعالواقف والمايل في الخفاء بعد تكريمه نفاقا أمام العباد بحيث يتم دفعه قسرا وجرا اما الى منفى داخلي على مبدأ عزله وتهميشه بل وحتى سجنه بعد فبركة اي من التهم المسبقة الصنع وثنائية الدفع والبلع
أو يدفع الرجل الى منفى خارجي بعد أن يفركها ويطفش من بلاده تاركا الشقا لمن بقى
أما من ينجحون في الخارج ويصلون الى مصافي العظماء علما وفهما هنا يحاطون بالرايات وغابات من الهتافات والهوبرات ويتم تأليههم في بلادهم وطبع صورهم على العلم الوطني ولصقها على الجدران شرط أن لاتغطي صور سلاطين البلدان من متصرفي العربان وكان ياماكان كل هذا بعد أن يكرمهم الغرب بما يستحقونه ولو كان أحدهم في بلاده لماكرمه أحدهم حتى ولو خرجت عيونه
لذلك فان حصار الأمة في دينها ولغتها أولا وماتبقى من عوامل النهوض ثانيا والذي نرى شراسته كلما اقتربت المسافات من اسرائيل بحيث تتضاعف الجدران والقيود كمايحصل في مناطق الحكم الذاتي حيث يمتزج منظر شعب الضفة المكتف والمكتوف مع منظر شعب غزة المحاصر والمنتوف والمشلوف والمقصوف محاطا بأنظمة النغمات والحكايا والدفوف في منظر مخز وغير مألوف أدهش الملايين والألوف وجعل حضارتنا وعزتنا في متاهات الدروج والرفوف
وباعتبار أن قيمة الانسان العربي تتبع الأهواء والمناسبات وتختلف قيمته وتسعيرته طردا حسب من يقف خلفه أو من يتولى دفعه لأن الدفع الذاتي غير موجود في عالمنا العربي وبالتالي فان خير سند وكفيل في ظلامنا الطويل هو الله سبحانه وتعالى ومن يسخره من المعارف والواسطات مع مايرافقها لتبادل قصف للقبل والبوسات وبالتالي فان أي جهد ومجهود تأكله القوارض والدود وصبراياعبد الودود
نفس المنظر مخلق منطق عندما تشتعل أي حرب بين اسرائيل ومقاوميها حيث تتولى أنظمة العربان خنق المقاوم وعصره ودعسه وفعسه وطعنه بمختلف أنواع الخناجر المسمومة وحشره في مختلف المسارات الملغومة في مناورات غدر مفهومة أذهلت الغراب والبومة لتمكين الأعداء وبقفزة دهاء بحيث يمهد الطريق للتمكن من ذلك المسكين كما حصل تماما قبل وأثناء الحروب في جنوب لبنان وفلسطين
وان كنت نوهت في بداية المقال الى درجة ومكانة العلم والمبادئ اللغوية والدينية في بناء الدولة العبرية فان نظام الجهل المدقع والمفزع في محيطها العربي يجعل من أية محاولة مقاومة لهذا الواقع علما وتقنية وفعلا أمرا غير مفهوم لأنه يتناسب عكسا مع سياسات الجهل نور والعلم ظلام المطبقة والممنهجة طوعا وكرها في بلاد العربان وكان ياماكان
ماميز المقاومة اللبنانية والفلسطينية والتي استطاعت وتحت جنح الظلام بالتسلح وتعلم تقنيات الحرب وتقنيات التمسك بالدين واللغة تماما كما تفعل اسرائيل هو ماميز أداء هذه المجموعات المقاومة عن أداء أربع جيوش عربية بعين الحاسد تبلى بالعمى والتي أصيبت بالشلل والكساح والعمى في حرب الستة أيام وتقهقرت مسابقة الطيور والحمام في منظرفوضى واستسلام أدهش الحشاشة وأهل البشاشة والأنغام
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
مايؤلم أنه حال انتصار العلم والعقيدة في أي سجال أو حرب بين المقاومة واسرائيل فانه وبقدرة قادر تسلط عليهم جحافل المهرجين والمهوبرين والنطاطة والحطاطة والكركوزات وخبراء التنويم المغناطيسي ومحللي النفس البشرية تحت مسميات الوساطة والمبعوثين الخصوصيين والمفاوضين والتي تهدف جميعها الى شمشمة الأخبار والأسرار ومعرفة لماذا وكيف ولعل وحيثما أنه يمكن لفئة قليلة أن تواجه وتنتصر على رابع أقوى جيش في العالم وكيف بل ويجب معرفة نقاط الضعف تمهيدا لضربها ودعسها وفعسها بتقنية أكبر في المرات اللاحقة
يعني أن مناورات خنق وسحق هؤلاء الصابرين الأولى والتي لم تنجح يتم الآن اكمالها عبر جحافل الوسطاء والمبعوثين وحملة الشعارات والعواطف والدموع وحماسيات الأخوة في الدين والعروبة من فئة زوبه اللهلوبة التي تبيع الشعارات الأخوية بكرة وعشية بنصف مجيدية أو بصحن مهلبية بغية تنويم هؤلاء الصابرين مغناطيسيا أو سرمديا ان نجحت المساعي في شمشمة الأخبار والأسرار تحت مسميات الوحدة الوطنية والاعمار
عندما ناشد السيد حسن نصر الله وزعماء حماس متصرفي العربان وحسنا فعلوا بقولهم أنه ان لم يريدوا أن يمدوا يد العون لهم في سجالهم مع العدو فان أضعف الايمان أن يتركوهم وشأنهم يعملون بحرية يعني بالمشرمحي بلا خناجر مسمومة ومسارات ملغومة ولاداعي لتطبيق فنون العربان في طعن الاخوان والخلان تماما كما فعلوه في خلافة بني عثمان وكان ياماكان
رحم الله شهداء غزة والأمة آمين
د مراد آغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: