الأربعاء، 14 يناير 2009

غزة وتهاوي النخوة في متاهات الأخوة



غزة وتهاوي النخوة في متاهات الأخوة
من زمان ونحن نسمع ونبلع مايسمى اصطلاحا بالأخوة العربية والنخوة العربية والشهامة العربية والتي أصابتنا بالدوران والدوخان وحتى بعين الحاسد تبلى بالعمى بعدما هب ونهض وبدأ يتلحلح ويتلولح حماة الحمى من متصرفي بلاد العربان دفاعا عن غزة وبعد 19 يوما تنطح يوما منادين الى مايسمى بقمة العربان من فئة قمة بمن حضر من بدو وحضر من موريتانيا الى جزر القمر
وبعيدا عن فلسفيات آخر زمان وخير اللهم اجعلو خير فانه ومع شكري لأحد الأخوة من الذين استساغوا مقالات الفقير الى الله تعالى وأفادني بخاطرة أنه لاتوجد أيه عبارة أو حتى مجرد اشارة الى أن الأعراب أو العربان اخوة على غرار الآية الكريمة -انما المؤمنون اخوة- أو حتى-كنتم خير أمة أخرجت للناس- حيث لاتظهر كلمة عرب أو أعراب مهما تعددت النخوة وهبت جحافل الصفوة متينة كانت أم رخوة
وهذا ان دل أو على الاقل ماشهدناه وشاهدناه لحد اللحظة من فشل ذريع لكل ماسمي ويسمى بالقومية العربية أمام العالمية الدينية والروحانية سواء كانت تلك العالمية يهودية وهي الأقوى تنظيما ومن بعدها المسيحية وفي المرتبة الثالثة تأتي العالمية الاسلامية والتي وان كانت أقل تنظيما من سابقاتها الا أنها هي سيدة الموقف في الصراع الحالي في منطقة الشرق الاوسط والمسمى عنوة ونخوة بالصراع العربي الاسرائيلي
لن أدخل في فلسفيات لماذا وكيف ولعل وحيثما في لماذا تنادي وتتباهى الدولة العبرية بأنها مبنية أصلا وفصلا على أساس ديني وعقائدي بحت بينما يعامل الدين والمتدينين في محيطها العربي معاملة الاضطهاد والهوان بل تتم حياكة قصص الف ليلة وليلة مع سراج وفتيلة في سيرة القومية العربية والوطن العربي الفظيع والذي تم تحويله من زمان الى شراذم وفشل فظيع بل دخلت معظم نوايا وخفايا توحيده في غياعب الدروج والبلاليع
ان ماسبق ليس انتهاكا أو انتقاصا لقيمتنا كشعوب ناطقة بالعربية بل وليس انتقاصا لذلك الكتاب العظيم والذي أنزل قرآنا عربيا ولذلك الدين الذي وحد الناطقين بالضاد لحمايتهم من العبودية والاستعباد
ذلك الدين المهمش في مهده والمنتهك في مايسمى بالعالم العربي في طوله وعرضه هو من أتى بالمسلمين الأعاجم الذين حافظوا ولو بالقوة على شتات الأعراب وصارعوا وبضراوة مؤامرات الخارج ونفاق وغدر الداخل حتى سقوطهم المريع بعد غدر العربان بخلافة بني عثمان والتي أدخلت الشعوب الناطقة بالضاد في ستين حيط وعلقت مصائرهم على خيط بل حتى أوكلت مصائرهم كما يحدث في غزة اليوم لأمثال الوزير المصري أبو الغيط
ان الملاحظ اليوم وبأل التعريف هو أن التنظيمات الاسلامية في المناطق التي لاتخضع لأي سيطرة عربية مركزية كما هي البلاد العربية جميعا باستثناء جنوب لبنان وقطاع غزة وهي أجزاء متاخمة للدولة العبرية والتي تضم في بقعها الضيقة مليشيات اسلامية بحتة بغض النظر عن وجهاتها واتجاهاتها المذهبية كما هو حال حزب الله في جنوب لبنان وحماس في غزة
ولعل الصراع اليهودي في شقه الصهيوني تحديدا مع قوى اسلامية منظمة ومسلحة يشرح بل ويعلل لماذا انتصرت اسرائيل على أربع جيوش عربية قشة لفة مع كم عود ودفة في حرب الستة أيام في حزيران يونيو 1967 بينما تستغرق أكثر من شهر في محاولة فاشلة غالبا في اجتياح بضعة كيلومترات يدافع عنها بضع مئات من المسلحين المسلمين
كما نوهت سابقا فان عالمية الصراع التي تحاول اسرائيل وحلفاؤها الخارجيون بل ومع شديد الأسف حالفاؤها الداخليون من أنظمة العربان تصويره على أنه صراع عربي اسرائيلي بل هو صراع فلسطيني اسرائيلي في محاولة التفافية على عمق وجذور الصراع الحقيقي في المنطقة
بغض النظر عن كون اسرائيل رأس حربة كما يسميها البعض لمؤامرات لقسم وتجزئة العالم العربي أو أن الدولة العبرية أساسا هي من صنع مخططات صليبية من نوع جديد حسب تعريفات أخرى
فان الواضح هنا هوتحديدا أن التمسك ببضع أمتار في القدس تحوي أحد أهم المقدسات الاسلامية والبحث عن هيكل سليمان تحت تلك المقدسات يجعل الأمر يتخطى اي صراع ظاهري عربي اسرائيلي الى صراع مرسوم ومتنبؤ به سلفا في الكتب المقدسة جمعاء وأولها القرآن الكريم وهو مايختصر أية تحليلات وتأويلات الى أنه قضاء وابتلاء يجب معاملته بحكمة وبعيدا عن هوبرات وعاطفيات وتبادل قصف الخطابات والهتافات وتحويل هذا العالم العربي بالصلاة على النبي والمحيط باسرائيل الى ظاهرة كلامية بحسب تعريف بنيامين نتنياهو لمحيط اسرائيل العربي
يعني كلو كلام بكلام وتبادل للنوايا والأحلام وتسيير العباد تسيير الأغنام وتحويل العباد في تلك البلاد الى مجرد أرقام
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
قد يكون من أكثر الأمور ايلاما في مايسمى بالدول الناطقة بالعربية والتي ابتدعت مؤسسة تسمى عرضا بجامعة-جانحة- الدول العربية والتي لاتقدر في أحسن الأحوال على لملمة متصرفي تلك الدول على صحن فول والتي تترنح مابين قال ويقول وتحويل الفاعل الى مفعول
رحم الله أيام بني عثمان وجزاهم الله خيرا في لملمة وتوحيد وحماية الأعراب من غدرهم ونفاقهم والذي ماوصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم لو كان هؤلاء في مجدهم وعزهم
ولعل في الشريط التالي على اليوتوب والذي يظهر القائد الشيشاني المسلم سليم يندربيك
YANDERBIYEV
وهو يخاطب الرئيس الروسي يلتسن حين حضوره اجتماعا مشتركا بينهما بأنه كقائد لايمكنه الجلوس على يسار الرئيس الروسي انما مقابله بمعنى أن الناس هنا سواسية ويظهر الشريط استجابة الرئيس الروسي لمطلب القائد الشيشاني مرفوع الرأس والكرامة هو على سبيل المثال لا الحصر حول الفرق بين التمسك بعقيدة والايمان بها وبين التمسك بشعارات وصفوف كلمات بعد قبض المعلوم من دنانير ودولارات
http://www.youtube.com/watch?v=H3KPeSiFZaU
ولن اتطرق أيضا لتصريحات رئيس الوزراء التركي والتي عبر فيها عن غضبه واستهجانه الصادق لمايجري في غزة مهددا باتخاذ اجراءات ضد اسرائيل ناهيك عن تصريحات الرئيس الفنزويلي تشافيز وطرده للسفير الاسرائيلي
أقل مايقال هنا أنه بينما يدافع الأعاجم مسلمين ونصارى ويهودا عن حقوقنا البشرية والآدمية في غزة يقف الأعراب في متصرفياتهم متفرجين بل يتآمرون وكل على طريقته وخصاله الحميدة على هؤلاء الصابرين بدءا من عرقلة وصول المساعدات عبر اغلاق مايمكن اغلاقه في وجههم حتى الوصول الى عرقلة أي اجتماع أو قمة حتى ولو لمجرد تبرئة الضمير والذمة
مجددا أقولها وبأل التعريف رحم الله أيام بني عثمان الذين أنقذونا ولو حتى حين من الهوان ورحم الله شعار دولتهم العلية الله-وطن -ناموس- اتحاد والذي لم يتبقى منه اليوم في عالم العربان عالم الذل والهوان الا مارحم ربي
رحم الله شهداء غزة وكل من ساهم ويساهم في الابقاء على ماتبقى من عزة وكرامة في شراذم هذه الأمة
هذا والله أعلم
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: