الأربعاء، 14 يناير 2009

في علاج الهوان قبل فوات الأوان


في علاج الهوان قبل فوات الأوان

لعل من سخريات القدر أنه أينما نظرت وتوجهت تلحظ اجماعا عالميا لمايسمى بالرأي العام في مختلف أصقاع المعمورة على وحشية مايجري في غزة وأن ماتقوم به اسرائيل هو هجوم همجي ذو طابع انتخابي يهدف الى استعادة بعض من هيبة مايسمى جيش الدفاع الاسرائيلي بعدما تلاشت هذه الهيبة في حرب ال33 يوما في جنوب لبنان عام2006
الجيش الذي يفتخر بهزيمة 4 جيوش عربية في ستة أيام من دون معلم قشة لفة مع عود ودفة في نكسة حزيران يونيو 1967
بينما تترنح أنظمة العربان في رقصة الهوان وتصدح كالغربان في خراب مالطا تعد الضحايا من وراء الجدران وتتأسف على المعذب والمحروم من غرف وخانات ومراقص الخمس نجوم
ولعل تدافع النظام الرسمي العالمي في بلاد العجم لانقاذ أهل غزة ومعهم ماتبقى من الشرف العربي من العدم عبر مظاهر الاستنكار والتهديد وحتى طرد السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وتعليق الاتحاد الاوربي لمباحثات توسيع علاقاته الاقتصادية رضوخا للرأي العام وللمظاهرات العارمة التي عمت العواصم الاوربية والتي كانت أكبر من أن تبلع وأصغر من أن تقسم عبر الاعلام الموجه والمرسوم والمدفوع سلفا عبر ضخ مليارات الدولارات مناصرة لاسرائيل ومناهضة لحماس
لن أدخل في تفاصيل وروايات ألف ليلة وليلة وخير اللهم اجعلو خير في كيفية تصرف وأداء متصرفي بلاد العربان أمام هكذا ذل وهوان لأن المهزلة مستمرة مرة تلو المرة وكرة تلة الكرة وكما أشرت في مقال سابق فان مابلعناه وهضمناه على مضض من أن هناك مايسمى بالأمة العربية وأن هناك أخوة وشهامة عربية حاول بعضهم بعد قبض المعلوم من النقود وعلى مدى عقودأن يجعلها البديل الوحيد السعيد لماهوالحق على أرض الواقع من أن الصراع حقا وحقيقة هو صراع ديني بحت عبر الاعتراف الرسمي الاسرائيلي بأن اسرائيل هي دولة يهودية وأن مايسمى اليوم بالارهاب هو ارهاب اسلامي وبأل التعريف بل حتى وذكرنا وكررنا حتى انبرى لساننا ومعه قلمنا بأنه لم يوجد نص صريح مريح في قرآننا العظيم عن أخوة العرب انما عن أخوة المؤمنين-انما المؤمنون اخوة- بافتراض أن الايمان والعقيدة هي أهم بعشرات المرات من أن نتحدث بلغة واحدة وكل يغني على ليله مترنحا في مناكبها كما يحصل اليوم في مايسمى بالعالم العربي بالصلاة على النبي
ان كان العدو يعترف ضمنا وعلنا بأن الحرب هي على دين بأكمله وأن ماحصل في لبنان في 2006 ومايحصل في غزة اليوم هي ماكان يخشاه في أن يسمح العربان أو متصرفيهم ولو سهوا بنشوء أو بروز قوى اسلامية لاتعتمد القومية العربية المزعومة منهجا بل تعتمد الوجهة العقائدية الدينية أساسا بدل من التغني بقومية أذهلت البرية وذهبت بآمالهم الانسانية والبشرية في رحلة أبدية
وأي حديث عن قمم العربان ماضيها وحاضرها ومستقبلها لايخرج عن كونه صدحا لغربان بمختلف الألحان والأشكال والألوان في خراب مالطا
فهي قمم لاتخرج عن مرحلة العدم على مبدأ قمم عزرط لابتحل ولابتربط وبالتالي الحديث عنها مسبقا أو لاحقا هو هدر للوقت والمال يضاف لماسيهدر عليها ترفا وعلفا من أموال وماسيرافقها من أنغام مع كم موشح وموال
ولعل العلاج هو في معرفة الداء وتشخيصه وعلاجه بعيدا عن أية عاطفيات وهوبرات وترجلات واسترجالات لاتثمر ولاتغني من جوع
1-الصراع وان كان في أرض تتحدث اللغة العربية لكنه صراع عالمي ولايمكن بأي حال من الأحوال اختصاره في فلسطين أو مايسمى العالم العربي انما هو صراع عالمي اسلامي مع عدو عقائدي منظم وهذا مانراه على أرض الواقع وماعداه هو محاولات لشرذمته واضعافه حتى وصولنا الى قسم الفلسطينيين أنفسهم وتقسيم المقسم في مايسمى اليوم بالعالم العربي
2-أهم وسائل هذا الصراع هو القوة الفكرية والعقائدية المدعومة باقتصاد واعلام موجه وبحرفية ومهنية عالية ولعل الضعف والفوضى العارمة في مجمل ماسبق هو مايعطي اسرائيل ومن خلفها القوة والسيطرة المطلقة على أرض الواقع
3-قد يكون من أرخص وأقل المواجهات كلفة هي المقاطعة الاقتصادية والاعلامية بافتراض أن السيطرة على أي مجتمع هي عبر حله اقتصاديا وأخلاقيا وهذا مايجري بشكل ممنهج في في العالم الاسلامي بعد النجاح الساحق في العالم الغربي عبر اخضاع العباد ماديا عبر القروض والديون المصرفية والعقارية وعبر التحرر الأخلاقي وتفكيك الأسر والمجتمعات الغربية وليست هجمات القروض الميسرة وبطاقات الائتمان ومئات القنوات الاباحية من فئة الهشك بشك وبرامج افسدوا تسعدو وتحويل مجتمعاتنا الى مجتمعات مترنحات مابين الخمارات والمسكرات والمحششات على مبدأ حشش وافترش وطنش تعش تنتعش ومايسمى بالتحرر والحرية والتقدم على الطريقة الغربية ماهي الا وسائل وهجمات موجهة وبجرعات عبر مايسمى بعلم النفس الدعائي لاخضاع هذا العالنم الاسلامي وتحديدا منه العربي نتيجة لموقعه وثرواته
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
ولعل الحرب النفسية المتبعة اليوم في غزة وسابقا في لبنان أثناء حرب 2006 باستخدام وسائل اعلام عربية مباعة ومسيرة كقطعان دعائية يسمى بعضها تندرا بالعبرية تمشي صاغرة وتصرخ وتنعق جاهدة وصامدة كما تئن قطعان الماعز بكلمة- بااااع- أسفا على من باع ومن ضاع في غابات العهر العربي
هذه القطعان الاعلامية المسيرة من قبل الغرب والتي تضاف الى استخدام الانترنت والهواتف المحمولة لاضعاف المقاومة نفسيا ومعنويا هي بعض من تلك الحرب المستعرة على نار هادئة منذ زمن طويل
ولمن أحب فان المقاطعة الجدية لأي من البضائع والسلع الأمريكية والاسرائيلية بل ولتسهيل الأمر يكفي الامتناع عن ارسال الرسائل القصيرة الى أي من قنوات الهشك بشك ورقصني ياجدع والامتناع عن استخدام بطاقات الائتمان والامتناع عن القروض المبهمة والميسرة بعيدة المدى لنرى بعد فترة بسيطة ازدهارا اقتصاديا في بلادنا العربية نتيجة استرجاع المليارات التي تهدر اليوم على الهواتف المحمولة والقروض الميسرة والتي لاتخرج عن كونها حروب اضعاف اقتصادي وأخلاقي ممنهج ووحشي وقع فيه الملايين في العالم العربي منذ أن أتحفونا بتلك المستجدات والتي لا تستخدم في أغلب الأحيان كما ينبغي
ليس صعبا اغلاق قنوات الهشك بشك والعوالم عبر مقاطعتها فهي قد أوجدت أصلا لضرب المجتمع العربي أخلاقيا مع تحقيق الربح المادي ومقاطعتها سيجعلها تنسحب وتنهار تدريجيا
ناهيك عن استخدام الانترنت المتاح للجميع اليوم عبر وجهه الصحيح لشرح حقيقة مايجري والدفاع عن الحقوق التاريخية والشرعية لهؤلاء المعذبين في المنطقة وأن مايجري هو مجرد اختلاقات ومناورات موجهة ومبرمجة تهدف الى الضرر بالبشرية جمعاء بدلا من الاستخدام غير المنطقي للانترنت عبر صفصفة الكلام واللت والعجن وتحويل النت الى دردشة ومقاهي النت الى محششة
الصراع العالمي الديني اليوم هو صراع نرى أكثر وجوهه دموية عبر مايحصل في غزة لكنه صراع أكبر وأعمق من هذا بكثير وهو متعدد الوجوه والأشكال
تنقصنا مع شديد الأسف الوحدة والمهنية والتي ان وجدت تفتقر الى التمويل وهكذا في عجلة لايكتمل دورانها أو عنفوانها
أشكر كل من ساهم ويساهم حقا وحقيقة في الدفاع الشرعي والمنطقي عن ماهومغتصب من المقدسات وكل من ساهم ويساهم في اظهار الحقيقة بعيدا عن استعراضات وعراضات وهوبرات عربية رسمية لم تفلح في تغيير أرض الواقع قيد انملة ولاحتى رجل نملة أو جناح نحلة بل على العكس هناك انسجام رسمي عربي مبطن ومعلن مع مايحاك لضرب حماس عبر صمت مطبق ومناورات واستعراضيات لاتخرج عن كونها ضحكا على اللحى وبيعا لدماء المعذبين والضعفاء على أرض الرحى
كما أدعو الله عز وجل أن يفسح شهداء فلسطين وباقي المعذبين على أيدي الغزاة والبغاة والطامعين فسيح جنانه وأن يكون الغد أفضل آمين يارب العالمين

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: