الخميس، 14 أغسطس 2008

سياسة الشطارة بين الربح والخسارة


سياسة الشطارة بين الربح والخسارة

ان مصلحة السياسة كغيرها من المصالح والكارات والصنعات تحتمل الربح والخسارة حسب شطارة وجدارة ابن المصلحة أي السياسي العريق سواء كان من المحافظين حيث يسمى أخ وشقيق أو من مدعي ودعاة العلمانية والتقدمية والثورية وباطحي الرجعية والزئبقية وهنا يسمى مناضل وثائر ورفيق
لكن مايميز سياساتنا العلية وخير اللهم اجعلوا خير أن أبناء المصلحة فيها أي السياسيين لايقبلون بالخسارة مصطلحا وفعلا لدرجة تحويل أشد الهزائم والخسائر الى انتصارات وانجازات عاش من عاش ومات من مات
وان كانت مصلحة تحويل الهزيمة الى نصر وغنيمة والتي تندرج على مبدأ حليمة وعادتها القديمة أي أنك ترى التراجع والتقهقر والجوع والخنوع والشرذمة على أرض الواقع لكن مايروى وينشر ويذاع هو العكس تماما
فمابين أمهات المعارك اللهم يزيد ويبارك حتى قهر الأعداء بزج وحشر وزجر كل عملاؤه من أبناء الوطن طبعا في غياهب السجون والمعتقلات وتحويل أعناقهم الى طيارات بينما تجول وتصول طيارات وأقمار ونظارات ومخابرات الأعداء فوق رؤوسنا عالطالع والنازل وعالواقف والمايل
أي بالمشرمحي ان أردت تحويل الهزيمة الى نصر فعليك بشعبك لتفش فيه قهرك لأنك مقهور أصلا وفصلا
وخروجا هذه المرة عن العادة في تناول الشأن السوري اللبناني فقد أدهشني أنه بينما يقتل اللبنانيون في طرابلس مابين اشتباكات وسيارات مفخخة يتوجه رئيس البلاد الى الشقيقة سوريا والتي تعتبرسبب أكثر آلام وأوجاع رأس اللبنانيين وماسببته لهم من شقيقة يتوجه الرئيس سليمان الى دمشق في يوم تفجير حافلة العسكر في طرابلس ومقتل 17 شخصا في هذا التفجير
لست هنا في تأويل وتحليل سبب ماحصل لكنه في معيار أي بلد يبحث عن الحرية والديمقراطية أن يقيم اعتبارا للبشر فيه
لنضرب مثلا الحال الاسرائيلي وكيف يعامل حكامه مواطنيهم عندما يحصل انفجار ما في مكان ما
كم مرة قطع رؤساء الوزراء الاسرائيليون زيارات لدول عظمى وغيرها ورجعوا الى بلادهم اثر سماعهم بنبأ انفجار أو حدث جلل
هل الانسان عندهم له قيمة والناس عندنا لايخرجون عن كونهم قطعانا من الماعز أو الدجاج لاحول ولاقيمة
أم أن العدوى السورية قد انتقلت الى بلاد الأرز عبر اعتبار أن أرواح العباد مجرد حفنة رماد
بطبيعة الحال وكما أشرت أيا كان الفاعل وهدفه فان قيمة الانسان أهم هنا من تقديم طقوس الولاء والطاعة وطق الحنك وصفوف الكلام المنمق في عاصمة الصمود والتصدي ويابعدي
كل مايهم دمشق من الأمر قشة لفة هو تجاوز المحكمة الدولية ومقايضة اسرائيل بالجولان عبر تحكم ونفوذ في لبنان وكان ياماكان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان جل سياساتنا لحد اللحظة هي خسارة بالكامل أمام الأعاجم وماتبقى هي سياسات نهش وخمش ونكش ودفش في ماتبقى من ماء الوجه بين الأطراف العربية على مبدأ القوي يأكل الضعيف
نحن كسائر متابعي الشأن العربي وشرقه الأوسطي تحديدا نتمنى أن تكون العلاقات هي أخوية حقا وحقيقة وليست علاقات ناهش ومنهوش ودافش ومدفوش وكلو الي والباقي فافوش
لبنان الذي عانى ويعاني دافعا فواتير صراعات الأشقاء والأعداء لم يعد جسمه النحيل يتحمل مزيدا من الاستعراضات والخزعبلات والنفاقيات يدفع ثمنها وبصمت أبناؤه الكرام الصابرون
أهدي مايلي لمن يهمه الأمر هذا والله أعلم

خسارة

خسارة يابلدي خسارة
وين أيام العز
وأيام الشطارة

وين الطفولة
والبسمة الخجولة
وزقاق الحارة

وين الحرية
وفرحة العيدية
والتينة والصبارة

وين الأمل
والجد والعمل
عمار وعمارة

وين الرحالي
وطلب المعالي
والمحاية والحوارة

ليش البلد
فيها النكد
وغابت أحرارا

واللقمة الحلال
صارت محال
ودرات الدوارة

وبزمن التخبيص
باعونا رخيص
وصرنا تجارة

وصار الحر
يذوق المر
بفيش واضبارة

صار الشرف فرجة
بساحة المرجة
سكر ودعارة

والنوم والتحشيش
وصحبة الخفافيش
وليل وقذارة

صار اللبيب
عدو وحبيب
ورهن الاشارة

لما بعنا الذمم
صرنا عدم
وكومة حجارة

وعذاب الفقر
والذل والقهر
وأهلو حيارى



خسارة الماضي
والحاضر فاضي
والمستقبل شرارة

شوبقي زمن
وبقية وطن
وحنين لدياره

طمع الأشرار
من أهل الدار
صابك ياجارة

جنوا عالحاضر
والكبير والقاصر
جوقة هرارة

لما تطيح البلد
بتكتر المحن
وبتكتر أشرارا

مافي شهامة
بترجع كرامة
بجملة وعبارة

البلد بترجع
وراسها بترفع
برجالها وثوارا

راجع ياوطني كبير
سراج المنير
بعز والحضارة

بحبها بلادي حرة
بحبها اليوم وبكرة
بحب ليلها ونهارا

بلادي الضمة الحنونة
والدموع المجنونة
بآهاتها وأسرارا

د.مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com







ليست هناك تعليقات: