السبت، 2 أغسطس 2008

الباقة في تداول الحكم واللباقة بين أهل السياسة والعراقة



الباقة في تداول الحكم واللباقة بين أهل السياسة والعراقة
ان مايميز سياسة الرأي والرأي الآخرالمعدومة في عالمنا العربي والتي تم اقحامها وبشكل معووج ومطعوج من الغرب لادخالنا وخير اللهم اجعلو خير في دوامة ديمقراطيات العربان أو ماتبقى لهم من أوطان وكان ياماكان
ديمقراطيات التفصيل على المقاس ولكل دولة قياس ولباس في سياسة احصاء النفوس والأنفاس
وان كانت مايميز ديمقراطيات منطقة شبه الجزيرة العربية وامتداداتها أي بلاد الرافدين والشام أو القسم الآسيوي تتميز أصلا بعاطفيات ونزعات التراوح مابين التأليه والتنزيه من جهة والتخوين والتكفير والتبليه من جهة مقابلة
فمابين الركوع والسجود وتقبيل الأرجل والخدود ومابيت التهديد والوعيد وحشر الصناديد والجلادين والجنود نجد أنه ومن مبدأ فالج ولاتعالج فان مايسمى دخول الديمقراطيات المفصلة على المقاس في تلك البلدان والتي تم ادخالها قسرا مع كم عود ودف وبالرغم من أنف منظري ومفبركي سياسة القائد الواحد والأوحد والمصمود كالعود في عين الحسود
وعلى مبدأ الباقة في معاملة السياسيين بلباقة ظهور حالات من التلميح والتلويح ومعارضة الحال عبر ظواهر فنية مثلا كما في حال مؤلفات الراحل محمد الماغوط ومسرح الشوك في سوريا وظاهرة مارسيل خليفة في لبنان ورسامي الكاريكاتور الفلسطيني الشهيد ناجي العلي والسوري علي فرزات ومحاولته اليائسة ملحقا مع مجلة الدومري والتي تم وأدها في مكانها ملحقا مع تبريرات رسمية هي من مبدأ العذر أقبح من الذنب
وهناك حالة نوعية فريدة وهي ظاهرة قناة الجزيرة في قطر والتي خرجت من خضم هيأة الاذاعة البريطانية والمعروفة باسم ال بي بي سي عبر باقة من معديها ومقدميها من العرب والذين حولوا الحلم الى شبه حقيقة بعد رفض السعودية وقبول قطر بهم لاحقا -والذين يتمتعون بخبرة اعلامية مشهود لها من جهة ويحمل أغلبهم جنسيات غربية من جهة أخرى- وهذه الميزة الأخيرة تجعل من صمام الأمان أي الغرب وحمايته لرعاياه قائما ماأقامت نزعات القنص وتكميم الأفواه ولصق الشفاه منعا لخرج الآه في عالمنا العربي
وطبعا هنا يمكن الخوض في أغلب مايعانيه الانسان العربي شريطة عدم التعرض لدولة قطر وقد يكون هذا البند هو الأكثر جدالا حول ظاهرة الجزيرة
أما ماتبقى من حالات فهي محاولات ديمقراطية شديدة الهشاشة لها خطوط حمراء وصفراء وسوداء ويتم الغاؤها وطمسها وبكسر الهاء حين التعرض للباب العالي المتربع والغالي من طوال العمر والذكر والمعالي
وهناك أخيرا ديمقراطيات بالمفرق كالحالة اللبنانية حيث يشكل الفسيفساء والتنوع الطائفي والمذهبي للبلاد منبعا لديمقراطيات مكانية وباتجاه واحد أي التحدث بحرية عن الآخر مع تحاشي الكلام عن أهل الدار من نشامى وأحرار
وان كانت الديمقراطية اللبنانية الأكثر جرأة في عالمنا العربي بالرغم من محاولة اقحام الحالة الستالينية المخابراتية والأحادية السورية -أثناء التواجد السوري- منهجا في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد
وان كانت دول منطقة المشرق العربي أي شبه الجزيرة العربية وامتداداتها أو القسم الآسيوي من عالمنا العربي وسمه ماشئت تتمتع في حالات مايسمى بالجمهوريات بالتداول العنيف للحكم-باستثناء الحال اللبناني والذي تم ضبطه وتفصيله دينيا وطائفيا من قبل فرنسا قبل رحيلها- عبر الاجهاز على الحاكم السابق بانقلاب عسكري وتصفية كل ما يتعلق بسابقه من بشر وتماثيل وصور كما في الحالين العراقي والسوري بحركات انقلاب عسكرية يبقى فيها الأقوى متربعا ومتصنبعا الى الأبد أو على القل الفترة التي تسمح له فيها بالبقاء دول الهيمنة والسيادة باعتبار تحول الجمهوريات الى ملكيات غير مسموح به مالم تنص عليه ضمنا ومضمونا اتفاقيات سايكس بيكو والمستعمر القديم للبلاد وهي خطوط حمراء يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير
وان كان اعتقادنا أن منطقة المشرق العربي وحفاظا على استقرارها بعيدا عن أي صراع شرس على السلطة ولاعتبارات تاريخية وللطبيعة العشائرية والقبلية للمنطقة فان الحكم الملكي المتوارث سلميا من الوصي الى ولي العهد هو الأكثر سلمية في تلك المنطقة مع ديمقراطيات أو أشباهها على الأقل بعيدا عن شبح الانقلابات والانفلاتات العسكرية
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
وعذراعلى الاطالة
ومقارنة فان منطقة المغرب العربي أو القسم الافريقي من مصر الى موريتانيا تتمتع عادة بمرونة أكبر في تداول الآراء والأفكار السياسية والديمقراطية وهي أقل دموية من قريناتها في الشرق ولايتم التنكيل وتصفية الفوج السابق من الحكام وتحويلهم ال عظام كما في الشرق انما بشكل أكثر لباقة عبر احالتهم الى التقاعد لأسباب صحية مثلا أو ابعادهم الى المنفى والانفاق عليهم وعدم التعرض بسوء لعائلاتهم وذكراهم وهذه ظاهرة ملفتة يغلب فيها هنا أن الغرب العربي أقل عشائرية وطائفية وزعاماتيا وحبا للظهور والتمظهر والتربع والتصنبع على الطريقة الشرقية اللهم باستثناء بعض الحالات
حتى طريقة تحويل الجمهوريات منها الى ملكيات هي أكثر لباقة وأقل شراسة من مثيلاتها في جمهوريات المشرق السائرة على طريق الملكية-هذا ان سمح الغرب ومخططاته بذلك-
قد يكون المخاض الديمقراطي الحذر والمتعثر بين حين وآخر في مصر هو أكثرها تعقيدا مع حالات من كر وفر في الحال الديمقراطي عبر حرية رأي ذات خطوط حمراء لكنها أكثر مطاطية ومرونة من مثيلاتها في الشرق مثل حالة المرحوم عبد الوهاب المسيري وأحمد فؤاد نجم وابراهيم عيسى على سبيل المثال لا الحصر
ومحاولة حكومية لفرض أمر واقع من حين لآخر ناهيك عن الأزمة الغذائية المتفشية نتيجة لضعف الأجور قد يجر البلاد الى حال من الفوضى يستبعد معها الحل العسكري لأن البلاد أقل دموية في تعاقب الحكم من مثيلاتها في الشرق وخروج الملك السابق فاروق على ظهر سفينته المحروسة -اثر انقلاب الضباط الأحرار- آمنا من بلاده هو أكبر مثال على ذلك
وقد تكون الديمقراطيات وأشباهها في منطقة الغرب العربي أكثر شفافية وأقل نفاقية من مثيلاتها في المشرق
مثلا الحال المغربي -الملكي- وطموح الملك الشاب محمد السادس لدفع البلاد الى مرحلة ازدهار اقتصادي وسياسي وديمقراطي ملحوظة
والحال الموريتاني وهو على الأقل لحد اللحظة الأكثر ديمقراطية وان كان قد وصل على ظهور الدبابات الى الحكم لكن من الملحوظ في هذا البلد وجود عدة رؤساء سابقين على قيد الحياة يعيشون في بلدهم موريتانيا وهذه ظاهرة فريدة في عالمنا العربي اذا استثنينا الحال اللبناني المنظم أصلا من قبل الفرنسيين واستمراره الى يومنا هذا
قد يكون أملنا كعرب ويعتصرنا الألم بتتالي مخططات ضرب القوة العسكرية العربية بعد تحييد مصر وضرب العراق والاستيلاء على منابع النفط في الخليج ومحاولة ضرب سلة الغذاء العربي أي السودان والذي سيتبعه حتا اغلاق منابع الثروة المائية العربية عبر التحكم في مجرى النيل والفرات ودجلة أن نستفيق من حالة الخمول والهبول والذهول المرافق لحالات الصراع والتطاحن على سدة الحكم من جهة والهاء الانسان العربي في صراع على البقاء مطاردا الرغيف وقوت عيشه اليومي في عالم من عجائب وغرائب ومصائب ألف ليلة وليلة وعلي بابا والأربعين حاكم ومحكوم
حركة كفى
د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: