الأحد، 25 ديسمبر 2011

الجامع النفيس في تجليس النواميس وتفسير الأحلام والكوابيس


الجامع النفيس في تجليس النواميس وتفسير الأحلام والكوابيس

بسم  الله والصلاة والسلام على رسول الله

الرحمة دائما لشهداء سوريا والأمة أجمعين
في البداية لابد من تهنئة الشعب التونسي على اختياره الموفق لأول حكومة مستقلة وديمقراطية على الاطلاق في العالم العربي بالصلاة على النبي مهنئا وبحرارة على تواضع وشفافية وحكمة رئيسها الجديد المنصف المرزوقي والذي أعتقد أنه برفقة رئيس جزر القمر السابق الوحيدان على الساحة العربية لحد اللحظة على هذه الدرجة الرفيعة من التواضع والنزاهة والحكمة والدقة اللغوية في عالم عربي مفتخر لايميز اغلب حاكميه المبتدأ من الخبر ولا الشمس من القمر ولا حتى الأنثى من الذكر
 وعودة الى مقالة اليوم بعيدا عن اللف والدوران والحوم 
فان من خصائصنا البشرية وخير اللهم اجعلو خير ومن خصالنا الانسانية ومن باب القدرة الالهية فاننا معشر البشر سيان بدوا أو حضر نتمتع بخاصية السباحة في سيول الأحلام وتسونامي التمنيات والأفلام في مستقبل تمام ومنجزات عظام تدهش الأنام وتدخل الصاحي في الحمام تماما كحكاية الشاطر حسن وعروسة الاحلام 
لكن ومن باب الرجوع الى عالم الحقيقة يعني عالم البلاوي الدقيقة والصداع والشقيقة عندما نرى تلك الأحلام تتبخر في لحظة وبمجرد غمزة على جحظة نرى أن كل ماسبق كان مجرد فافوش وترتيل ورتوش يعني الحكاية الا ماندر لاتخرج عن صحن فتة على فتوش
المهم وبلا طول سيرة وعراضة ومسيرة
فانه كان لنا صديق وأخ حبيب من مصر المحروسة عليها وعلى ساكنيها أحر السلامات وأعطر البركات وكان اسمه خميس 
كان خميس رجل حبوبا وأنيس وشهما وونيس محبا للمجالس والجليس وكان جسورا وشجاع محبا للتحدي والصراع من فئة أكلة الزلط ومحبطي المؤامرات والخطط يعني كان ناطحا للمتاريس وباطحا لكل شرير وخسيس وكل من عبد الشيطان وابليس وكان رشيقا كالتوكتوك وجبارا كالأتوبيس
لكن ضيق الحال وتعثر الأحوال وتبخر الأموال جعلت من أخونا خميس طاحش التوكتوك وباطح الأوتوبيس انسانا حالما ملتبسا ولبيس جمعة وسبت وخميس يحاول تجليس حظه التعيس بكمشة أحلام من النوع النفيس يزداد المال فيها تكويما وتكديس في الصرة والشنطة والكيس أموال يعجز عن حملها التوكتوك ويترنح تحت ثقلها اللوري والأوتوبيس
وكان صديقنا خميس باطح التوكتوك وناطح الأوتوبيس حين استيقاظه من حلمه النفيس ودخوله عالم الحقيقة والكوابيس عالم المرارة والتفليس يمعن حكا وهرشا وتكنيس في جلده النفيس عله يتحول الى مصباح علاء الدين السحري ومارده الجبار محرر الأنفار ومنجد الفقير والمحتار
وكان يجد عزاءه في أن رب العباد قد استجاب لندائه في حشره بين عباده الصابرين من الفقراء والمعترين باعتبار أن الفقراء سيشكلون غالبية سكنة الجنة لصبرهم على البلاء والابتلاء والمحنة بحيث أن ماأخذه رب العباد من عطاء سيجده محفوظا له في السماء وبالتالي صدع خميس لارادة ربه فتحول الى درويش ومتعبد وناسك يؤدي الفروض والسنن والمناسك في وقتها وعالحارك وكان متمسكا وممسكا وماسك بحسن الخلق والمسالك من باب أن الايمان هو زينة للانسان وأن العبد  أولا وآخرا مقهورا أو قاهرا مصيره الرجوع الى باريه وهنا لافرق بين زعيم أو باشا أو بيه
لكن فجأة ومن دون سابق انذار يعني على حين غرة انفتحت طاقة القدر والصرة والبهجة والمسرة في وجه صاحبنا الأنيس فتحول خميس ناطح التوكتوك وباطح الأوتوبيس ومدوخ المخبرين والبوليس من انسان فقير ومقهور الى باشا من سكنة القصور يعني ضحكت الدنيا في وجهه وتشقلب بخته وانفك فاله وابيض ودعه فطحش خاله ودفش عمه ونسي أصله وفصله وترك دور العبادة والنسك واستبدل البخور بالمسك ولبس الطقم والسكربينة بدلا من الجلاليب والشباشب الحزينة طامرا نفسه بالزراكش والزينة من باب أنا قمر والباقي غجر وأنا هرم والباقي بجم يعني ماتقرفوناش ياأوباش ده احنا اللي عدينا الفقر ودسنا البلاش. وياولاد الايه ده انا صرت بيه
 يعني بالمختصر نسي خميس الأنيس أصله التعيس تاركا خلفه ذكريات المصائب ومخالب الكوابيس والشعبطة وراء كل لوري وأوتوبيس ودخل عالم المال والحصالة والتكديس وخدمة  الاكسبريس والسرفيس مطلقا ماضيه بالثلاثة أحد واتنين وتلاته فصار يتردد على نوادي الذوات متخبطا في متاهات الملذات وأحضان الغواني والراقصات ملتصقا على صدور العوالم والراقصات وأصبح عالما ومعلما من معالم المحاشش والخمارات وركنا من أركان الكازينوهات ورمزا من رموزالكباريهات
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
قصة صاحبنا خميس باطح التوكتوك وناطح الأوتوبيس ومدوخ كل مخبر ومرشد وبوليس وتحوله المفاجئ والنفيس من عالم العدم الى عالم الذوات والقمم وكيف نسي في غمضة عين ماضيه المشرشح والمسكين وتركه دور العبادة والمؤمنين ليلتحق بعالم الألوف والملايين مستعرضا حداثة مايسمى بالنعمة والترف والتخمة بالعا للفراخ وشافطا اللحمة ومتقمصا للدور والنغمة متناسيا الأصل والفصل ورفاق المدرسة والفصل 
قصته تذكرنا بالعديد من ممتهني كار ومصلحة السياسة  سيان اكانوا دخلوها عنوة أو بالسلاسة أو أكانوا من صنف العسكر وكل من طغى وتجبر أو كانوا من فئة المستقلين أوالمتعشبقين في مناكبها من موالاة أو معارضة بحيث ترى النفر متواضعا ومنخفضا ومتضرعا ومنطعجا وراكعا الى أن تكتشفه قناة أو محطة وترفع عنه العمامة والحطة فيخرج من عالم الشرشحة والشنططة  ويفتح القمقم والشنطة ويخرج من عالم التعتير والعبطة فيتحول التواضع الى ورطة والتعفف الى زحطة والتزلف الى جلطة فترى النفر يترك ماضيه المعتبر فيغير بريده وعنوانه وهاتفه ودوزانه فيصبح أطرش وأخرس وصامت ومهلوس وأبكم وموسوس يحتاج العثور عليه وحوله وحواليه الى كرت واسطة ونيل شرف مخاطبته الى لافتة ويافطة متحولا الى رامبو ودنجوان للعصر والأوان محبوبا من الحريم والنسوان وقدوة للصبيان والغلمان حتى ولو كان مجرد رجل كرسي في مجلس منسي أو مهرجا منتوفا أو مكسي في مسرحية علام الملواني وصديقه مرسي
وأذكر حادثة وصول بعض ممثلي مايسمى بالمجلس الوطني السوري المعارض او مانسميه تندرا بمجلس غليون والفرج فركة حجر أو شدة سيفون  الى العاصمة الاسبانية مدريد للقاء وزيرة الخارجية الاسبانية طلبا لدعم اسبانيا للثورة السورية
طبعا ترفع الأنفار القادمون عن مقابلة السوريين ممن يرغبون في لقائهم المصون وكان عددهم أي وفد السعد ثلاثة نفر 2  من برا وثالث من جوا يعني  من اسبانيا وحين حظي أحد شباب الثورة السورية في اسبانيا بالمن السلوى والبهجة والنشوة بالحديث مع نفر من أعضاء الجوقة فاجأه النفرالقمور بأن الوفد المذكور مشغول جدا بالتفاصيل والأمور لكن بعد كشف المستور والمخفي والمطمور اكتشف الجمهور أن القصة لم تتجاوز مجرد تبادل ابتسامة وسهسكة وكلمات مجاملة وفزلكة أمام عدسة الكاميرا والشبكة  صرف بعدها الوفد وجوقة السعد لأن الحكومة الاسبانية كانت قد سقطت في الانتخابات وستترك بعد أيام المكاتب والوزارات وتتحول الوزيرة الأميرة وطاقمها الظريف الى مجرد شرشف أو مسحوق تنظيف.
طبعا تعالي جوقة مجلس غليون عن الشعب الحنون لمجرد سهسكة أمام كاميرا تلفزيون وضحكة مع وزيرة مغادرة بالمايوه والكلسون هو مثال عن مايحمله القدر لنا من نغمة وموال ممن يفترض أنهم سيكحشون النظام ويطحشون المحال وليسوا مجرد صاج أو خلخال يحششون بأموال المعترين وأولاد الحلال ينتفشون نفشة الخيال ويكسرون جدران التصور والخيال ويفردون الودع والفال بحيث يحمل جميعهم العديد من ارقام الهواتف بعضها مليان وأغلبها ناشف وبعضها شغال وجلها واقف بحيث يكون للنفر الهمام مجموعة ارقام واحد للدراويش والأيتام من الأنام وآخر للقادة العظام من باب وكتاب صرت كبير ونسيت الجماهير وبركاتك يامسيو خميس ودعاويكي يامدام لميس
لن ندخل في خزعبلات وتصرفات هؤلاء فبالنهاية لايخرج معظمهم عن مجرد قدر لنفر معتر ومشحر وجد الفرصة والمنظر في أن يظهر ويترنح ويتمختر وكأنه الفارس المنتظر والفاتح المنتصربعد تلقفه لفرصة العمر في عبور النهر وطمر التعتير والفقر بعد أول مقابلة وفلاش حتى ولو كانت القصة مجانية يعني ببلاش
لكن مايدهش ويضحك ويحشش ويسهسك ان هناك البعض ممن يتقمصون الحالة فتخال أحدهم سيد الرجالة وفارس الفرسان والخيالة ينترون العباد ابوابا في الوطنية والهبات الثورية فتتحمس لحماسهم وتقمز مع أنصارهم الى أن يأتي اليوم المنشود فترى النفر الموعود قد تحول الى مجرد عود منسطحا وممدود سعيدا ومسعود بين الكمنجة والعود منبطحا بين البطحات ومنجعيا مع الغواني والعاهرات بحيث يبيع الوطن ببطجة والثورة بنطحة كما حدث أخيرا مع أحد نشامى المهجر الذين كنا نرتب معه برنامجا لصالح الثورة السورية الى أن فاجأنا في يوم مكنون بحضوره الموزون يترنح كالحردون مع بطحة بكرتون ومرفقا بحرمة منسطحة ومنبطحة بكلسون وفيزون وشلحة فظننا أن الحكاية مزحة الى أن انقشع الغبار وزالت القشعة وتحول البرنامج والمشروع الى صفعة وحزن ودمعة سكبناها على هذا الوطن الحزين ومن فيه من مساكين ينتظرون من معشر المهاجرين وجحافل الطافشين أن يكونوا لهم الحصن الحصين والشريف والأمين نصرة لهم ولأسر الشهداء والمعتقلين بدلا من من القرفصة خلف الشاشة والمنصة والطعجة والجعصة انتظارا للغنيمة والفرصة تسلقا وتعمشقا على أكتاف هؤلاء الدراويش الذين باعهم الكثيرون في مؤتمرات الحرادين والخفافيش بالبلاش يعني مافيش
طبعا حكاية أخونا أبو بطحة والحرمة بالشلحة ليست الوحيدة ولا الفريدة في سيرة جاليتنا السعيدة فنفس النفر السابق كان غاضبا ومارق وشاتما وباصق على صديق له أيضا من الجالية العتيدة لأنه دعاه وبكسر الهاء الى ليلة حمراء في احدى مدن الألف باء والحشيش والبغاء المتناثرة في أنحاء وأشلاء عالمنا العربي بالصلاة على النبي بمناسبة رأس السنة الميلادي وتسلم من الحساد والأعادي ويخليك لبلادك وبلادي باعتبار أن الدعوة في هذه الظروف المرة لاداعي لها بالمرة يعني ماعم تزبط حكاية الخمارة والمحششة والبسط والفرفشة بينما يتم تحويل جلود العباد الى دربكات وعظامهم الى مكاحل وصاجات من قبل نظام النكسات والمصائب والآفات.
ومع شديد الأسف فان عدد الظافرين والمنتصرين على ضميرهم المسكين وناموسهم الدفين هو عدد قليل فأعداد بالعي الفول والفتة وكابعي الشاي والمتة ومستمتعي الطرنيب والشدة انتظارا لنهاية المحنة والمدة منبطحين على الحصيرة والمدة يتابعون الفضائيات المنفردة ويحصون الجثث الممددة ولايعدون العدد والعدة مازالوا يشكلون العدد الأكبر في جمهورية أبو مصيبة وعقدة وفلول النفاق والردة والصندل المصمود أبو فردة والزعيم العمدة صاحب الشهية والمعدة يلتهم القرية ويهدم البلدة بينما وكما ذكرنا سابقا تلتهم جحافلنا الفول والفتة وتكبع الشاي والمتة وتلعب الطرنيب والشدة انتظارا لنهاية المحنة والمدة تبيعك الوطنيات المشتدة والهبات المرتدة مهللة ومرددة سوريا بدا حرية ملتهمة صحونها الطرية وبطحاتها الفورية بينما يلتهم النظام أجسام شبابنا الطرية وأرواح البراعم الندية ويهدم حمص العدية ويبطح تلبيسة والقورية وداعل والدرباسية والميدان والحميدية وتفتناز والصابونية وماتبقى من منارات الثورة السورية   
هل سنتعلم من تونس ورئيسها الجديد ماتيسر من تواضع حميد قبل أن نتخذ المواقع وننتحل صفة المدافع عن شعبنا القانع بهكذا جوقة الى أن تنكشف الورقة ويسقط القناع والخرقة والقرون واللزقة عن ماتيسر من مترفعين ومرتفعين ومنفوخين ومنتفخين من بالعي الشاورما واللحم بعجين على أكتاف ولحوم هذا الوطن الحزين وذاك الشعب المسكين بالع الموس عالحدين.
كفاكم نفخا وانتفاخا وبيضا واستنساخا وتلوثا واتساخا بأموال ظريفة تدخل الى جيوبكم الخفيفة لتغذي عقولكم السخيفة وأبصاركم الكفيفة تنفيذا للأوامر المخيفة وللخواطر العنيفة والتي ستحولكم ونظام النوايا النظيفة والخوازيق اللطيفة الى مجرد كيس وليفة لايلبث هذا الشعب أن يلفظها بعد أن ينتهي مفعولها ومدتها.
مذكرا دائما بماجادت به قريحتنا في وصف حالنا ومن يحكموننا ومعارضيهم ممن يدعون تمثيلنا
كبار علينا وللغير صعاليك...أماكفاك ياوطني نهبا وتفكيك  
رحم الله ديار الفلافل والعيران من غربان الوطن والزمان وعربان النفاق والهوان بعدما دخلت النواميس ومن زمان موسوعة غينيس في طي النسيان
مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com
www.facebook.com/murad.agha
Twitter  @muradagha1   

ليست هناك تعليقات: