السبت، 23 يناير 2010

في ذمة الله ياسامر


في ذمة الله ياسامر

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

خروجا عن المألوف في مقالات الفقير الى ربه ونظرا للحدث الجلل في فقد أحد من أشراف وأكابر التضحية والوفاء لوطن بذل من أجل حريته الغالي والنفيس فان حزننا على فقيد سوريا وبقايا الضمير والكرامة والاباء سامر عبد محرر موقع حبيبتي سوريا
www.syriamylove.com
وعضو مكتب اسبانيا لاعلان دمشق أحد أقطاب المعارضة السورية
مقال اليوم لايدور حصرا في نعي فقيدنا الغالي انما في نعي أوطان وضمائر وكرامات هدرت وبيعت وشعوب قد تحولت الى رهائن تصارع المصائد والكمائن وجحافل من هاربين ذعرا من مصير ومستقبل لايعرف خفاياه الا الباري سبحانه وتعالى
يدور مقال اليوم عن قصة الشرف والتواضع والبساطة والاخلاص بعد العض على آلام المرض وأحزان الهجرة في بلاد الله الواسعة
أخونا سامر وان لم يكن هذا هو اسمه الحقيقي الكامل لأننا درجنا كأغلب بني جلدتنا على اخفاء وتغيير وتبديل أسمائنا واستعمال لقب ابو فلان وأبو علتان ليس خوفا من نظام أو منظومة قمعية انما خوفا على ضعفاء تركناهم في بلاد يستبيح فيها القوي الضعيف وعليه فان أخونا سامر وخوفا على من لديه من الغوالي والأحباب فقد آثر العمل بصمت وبجد منقطع النظير في عالم انعدم فيه الشرف والضمير الا من رحم ربي
أخونا سامر أصيب بمرض السرطان الذي أقعده لكنه لم يقعد أو يثبط همته وهامته عن المضي قدما ومن على سرير المشفى متابعا تحرير موقعه الذي كان يتعرض اسبوعيا لهجمات وقرصنات من لايريدون لكلمة الحق أن تصل الى أصحابها حيث كان الموقع يختفي حينا ويظهر أحيانا حتى اعتدنا واعتاد على العمل مكابدا آلام المرض ومصارعا أحزان الوحدة والغربة
كان أمله الوحيد هو أن نجد له كرسيا متحركا ليستطيع ان كتب له الشفاء أن يتحرك متأبطا وحاضنا لجهاز الكمبيوتر الذي كان نافذته على العالم ولو لبضعة أمتار بعيدا عن سريره ليستنشق بعضا من نسيم حرية وأمل وحيوية عرفتها في محياه الندي الطيب السموح
عندما طلب أن نبحث له عن كرسي وكان هذا أكبر آماله بعدما انقطعت آماله وآمال الآلاف من العودة الى وطن هجروه قسرا وعنوة تنفيذا لرغبات وتمنيات من يريدون افراغ أوطاننا من خيرة أبنائها
عندما وافت أخونا سامر المنية لم نستطع حتى أن نلملم دموعنا وأحزاننا حيث عرفنا بالمصاب الجلل بطريق الصدفة لأن فقيدنا الغالي كان يتواصل معنا عبر البريد الالكتروني وهاتفه المحمول وكلاهما توقف عن العمل بعد رحيله ولم نعرف بالحدث الأليم الا صدفة بعدما رن هاتفه اثر محاولات متكررة فاستبشرنا خيرا لكن صوتا غير صوت سامر كان على الطرف الآخر أخبرنا بأن سامر انتقل الى جوار ربه منذ اسبوعين وتمت مواراته الثرى في مقبرة المسلمين في مكان ما قرب مدريد
رحل سامر بصمت كمايرحل جل شرفاء وعظماء الوطن وقد ذكرني رحيله برحيل المفكر المصري الكبير د مصطفى محمود مثال العلم والنور والشرف والذي أهدى البشرية الكثير من الابداعات في مجال الدين والعلم والمعرفة من على سريره حيث عانى مالا حصر له من أمراض ومحن حتى وافته المنية فبكته مصر ونعاه الشرف والضمير الانساني ومشى في جنازته شرفاء مصر والأمة وغاب عن جنازته منافقوها ومتزلفوا الحكام وبائعوا الضمائر والشرائع
رحل سامر وحيدا وبعيدا عن وطنه لكن الأوطان ورياض الجنان ستكون بانتظاره بعون الواحد الديان رب السموات والأكوان واله الشرائع والأديان الواحد القاهر الحنان المنان ومغفرة ورحمات حسان له ولكل شريف ونظيف ممن قضوا في سبيل الحق والواجب في عصر عاثت فيه الضواري وصالت في أركانه الحيتان في أوطان دخلت يمن فيها غياهب الظلم والهوان
اللهم تغمد سامر ومن لف لفه بالمغفرة والرحمة والاحسان وألهمنا وكل شريف في هذه الأمة الصبر والسلوان آمين ياحنان يامنان

د مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: