لم تكن في يوم من الايام لدوله بعيده جغرافيا عن العالم العربي هذا التأثير كما تؤثر اليوم الولايات المتحده الامريكيه
وان كان عالمنا العربي المتسمر خلف شاشات التلفاز ونشرات الاخبار والمترقب هذا على الاقل بالنسبه لمن بقي لديهم الوقت الكافي بعد يوم عناء وشقاء بحثا عن لقمه العيش أو ماتبقى منها في عالم عربي يمر بأسوء حالاته المعيشيه والاقتصاديه منذ الحرب العالميه الثانيه
التأثير الامريكي بلغ قي يومنا هذا حد الذروه لدرجه أنه من الناحيه السياسيه يتسمر انساننا العربي للاستماع للعملاق الامريكي ولمن يتحدى هذا العملاق بغيه معرفه لمن النصر ولكل تأويلاته وتفسيراته
لذلك وبمختصر الكلام نسبه الاصغاء والمتابعه الاعلاميه لدى المواطن العربي اليوم هي لمايقوله جورج بوش وايهود المرت وأسامه بن لادن وحسن نصر الله
أول اثنان لأنهما يتحكمان بمصير المنطقه بشكل مباشر أو غير مباشر والاثنان الباقيان لأنهما وببساطه يتحديان ماسبقهما
وما عدا هؤلاء تمر القمم العربيه وأقوال الحكام العرب كأي ظاهره فراغيه لاتزيد أو تنقص من الامر شيئا هذا لمن يتابع مايقول حاكميه مع انتشار حريه تغيير القناه حسب الذوق في عالم الفضائيات وأجهزه التحكم عن بعد
لذلك ماستؤول اليه الانتخابات الامريكيه هو الشغل الشاغل لأغلب متابعي السياسه في عالمنا العربي لأنها وببساطه ستحدد أو ستغير من مجرى حياتهم حسب تغير مجريات المخططات الامريكيه في المنطقه
لكن ماذا عن الامريكي نفسه الذي اضافه للانسان العربي يدفع ثمنا باهظا للمغامرات الامريكيه عبر أعباء ضريبيه وتضخم وانهيارات اقتصاديه ناهيك عن عدد القتلى الامريكيين وملل ونفور الرأي العام الامريكي من سياسه العنف الامريكيه المرافقه لمايسمى بالحرب على الارهاب والتي باتت هاجسا أمريكيا يكلف الامريكي اقتصاده وراحته والتي لاتعدو عن كونها حربا وريثه للحرب البارده السابقه على المعسكر الشيوعي لكن هنا العدو هو اسلامي في أماكن تسيطر علىمنابع الطاقه ومساراتها عبر العالم
لذلك سيكون الصراع شديدا هذه المره مابين مصالح اقتصاديه ضيقه تدعم الجمهوريين ومابين مصالح شعبيه أمريكيه تريد اخراج البلاد من مأزقها واعاده الاعتبار وماء الوجه للسياسه الامريكيه نحو سياسه أكثر انسانيه وأكثر احتراما للبيئه
يكفي ماعاناه الجيش الامريكي وعائلات جنوده من وراء المغامرات الامريكيه والذين لوحدهم يشكلون جيشا من الناخبين والذين سيسعون لاسقاط النظام الجمهوري عبر انقلاب سلمي انتخابي لارجاع أولادهم لأرض الوطن
لذلك فالغلبه هنا للديمقراطيين ناهيك عن أن هناك مراهنه من قبل الجاليه اليهوديه حال خساره الجمهوريين المحتمله لدعم المرشح باراك أوباما
هذا الشاب ذو الاصول الافريقيه ابن مهاجرين كينيين والذي يمكن تشبيهه بالمناضل الاسود مارتين لوثر كينغ أو مالكوم اكس أو لويس فاراكان الزعيم المسلم الاسود في أمريكا بطريقته الجذابه في الخطاب و التقاط عطف الامريكان من متعبي الحرب والمهاجرين والمسلمين الامريكان
هذا الرجل الذي يراهن عليه العديد من المسيطربن على السياسه الامريكيه وعلى رأسهم اليهود لسبب بسيط وهو الاعتقاد بامكانيه تسييره بسهوله عبر الضغط عليه بأصوله الافريقيه وسعيه كأي مهاجر لاثبات أنه أكثر أمريكيه من الامريكان أنفسهم رغبه في اثبات الذات
لكن وصوله الصعب الى سده الحكم في أمريكا سيكون عبر انتزاع لقب الرئيس من النادي الانكلوساكسوني الابيض المسيطر على البيت الابيض منذ استقلال البلاد عن بريطانيا منذ أكثر من قرنين من الزمن
لذلك فالمعركه ستكون شاقه لكنها على الاغلب ستنتهي بتتويج الرجل رئيسا للبلاد الا بمعجزه تحول المجريات لصالح هيلاري كلينتون
لذلك فآمال أغلب أهل أمريكا خاصه من المتعبين من مغامرات بوش وحكومته في اصلاح الدور الامريكي قد يكون بدايه طيبه في اصلاح وجه أمريكا وتخفيف الضغط على الانظمه العربيه واعطاء الديمقراطيه في تلك البلاد نفسا جديدا تم القضاء عليه عبر ممارسات ماسمي بالحرب على الارهاب الاسلامي
يأمل الكثيرون بل الغالبيه في شارعنا العربي في زوال التحكم الامريكي عن الشارع العربي لكي تعاود رياح الديمقراطيه مداعبتها للشارع العربي عل وعسى يكون فيها مستقبل أفضل للانسان وحقوقه في هذا العالم العربي المعذب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق