الأحد، 10 فبراير 2008

الانتخابات الامريكيه ومصير الانسان العربي



لم تكن في يوم من الايام لدوله بعيده جغرافيا عن العالم العربي هذا التأثير كما تؤثر اليوم الولايات المتحده الامريكيه
وان كان عالمنا العربي المتسمر خلف شاشات التلفاز ونشرات الاخبار والمترقب هذا على الاقل بالنسبه لمن بقي لديهم الوقت الكافي بعد يوم عناء وشقاء بحثا عن لقمه العيش أو ماتبقى منها في عالم عربي يمر بأسوء حالاته المعيشيه والاقتصاديه منذ الحرب العالميه الثانيه
التأثير الامريكي بلغ قي يومنا هذا حد الذروه لدرجه أنه من الناحيه السياسيه يتسمر انساننا العربي للاستماع للعملاق الامريكي ولمن يتحدى هذا العملاق بغيه معرفه لمن النصر ولكل تأويلاته وتفسيراته
لذلك وبمختصر الكلام نسبه الاصغاء والمتابعه الاعلاميه لدى المواطن العربي اليوم هي لمايقوله جورج بوش وايهود المرت وأسامه بن لادن وحسن نصر الله
أول اثنان لأنهما يتحكمان بمصير المنطقه بشكل مباشر أو غير مباشر والاثنان الباقيان لأنهما وببساطه يتحديان ماسبقهما
وما عدا هؤلاء تمر القمم العربيه وأقوال الحكام العرب كأي ظاهره فراغيه لاتزيد أو تنقص من الامر شيئا هذا لمن يتابع مايقول حاكميه مع انتشار حريه تغيير القناه حسب الذوق في عالم الفضائيات وأجهزه التحكم عن بعد
لذلك ماستؤول اليه الانتخابات الامريكيه هو الشغل الشاغل لأغلب متابعي السياسه في عالمنا العربي لأنها وببساطه ستحدد أو ستغير من مجرى حياتهم حسب تغير مجريات المخططات الامريكيه في المنطقه
لكن ماذا عن الامريكي نفسه الذي اضافه للانسان العربي يدفع ثمنا باهظا للمغامرات الامريكيه عبر أعباء ضريبيه وتضخم وانهيارات اقتصاديه ناهيك عن عدد القتلى الامريكيين وملل ونفور الرأي العام الامريكي من سياسه العنف الامريكيه المرافقه لمايسمى بالحرب على الارهاب والتي باتت هاجسا أمريكيا يكلف الامريكي اقتصاده وراحته والتي لاتعدو عن كونها حربا وريثه للحرب البارده السابقه على المعسكر الشيوعي لكن هنا العدو هو اسلامي في أماكن تسيطر علىمنابع الطاقه ومساراتها عبر العالم
لذلك سيكون الصراع شديدا هذه المره مابين مصالح اقتصاديه ضيقه تدعم الجمهوريين ومابين مصالح شعبيه أمريكيه تريد اخراج البلاد من مأزقها واعاده الاعتبار وماء الوجه للسياسه الامريكيه نحو سياسه أكثر انسانيه وأكثر احتراما للبيئه
يكفي ماعاناه الجيش الامريكي وعائلات جنوده من وراء المغامرات الامريكيه والذين لوحدهم يشكلون جيشا من الناخبين والذين سيسعون لاسقاط النظام الجمهوري عبر انقلاب سلمي انتخابي لارجاع أولادهم لأرض الوطن
لذلك فالغلبه هنا للديمقراطيين ناهيك عن أن هناك مراهنه من قبل الجاليه اليهوديه حال خساره الجمهوريين المحتمله لدعم المرشح باراك أوباما
هذا الشاب ذو الاصول الافريقيه ابن مهاجرين كينيين والذي يمكن تشبيهه بالمناضل الاسود مارتين لوثر كينغ أو مالكوم اكس أو لويس فاراكان الزعيم المسلم الاسود في أمريكا بطريقته الجذابه في الخطاب و التقاط عطف الامريكان من متعبي الحرب والمهاجرين والمسلمين الامريكان
هذا الرجل الذي يراهن عليه العديد من المسيطربن على السياسه الامريكيه وعلى رأسهم اليهود لسبب بسيط وهو الاعتقاد بامكانيه تسييره بسهوله عبر الضغط عليه بأصوله الافريقيه وسعيه كأي مهاجر لاثبات أنه أكثر أمريكيه من الامريكان أنفسهم رغبه في اثبات الذات
لكن وصوله الصعب الى سده الحكم في أمريكا سيكون عبر انتزاع لقب الرئيس من النادي الانكلوساكسوني الابيض المسيطر على البيت الابيض منذ استقلال البلاد عن بريطانيا منذ أكثر من قرنين من الزمن
لذلك فالمعركه ستكون شاقه لكنها على الاغلب ستنتهي بتتويج الرجل رئيسا للبلاد الا بمعجزه تحول المجريات لصالح هيلاري كلينتون
لذلك فآمال أغلب أهل أمريكا خاصه من المتعبين من مغامرات بوش وحكومته في اصلاح الدور الامريكي قد يكون بدايه طيبه في اصلاح وجه أمريكا وتخفيف الضغط على الانظمه العربيه واعطاء الديمقراطيه في تلك البلاد نفسا جديدا تم القضاء عليه عبر ممارسات ماسمي بالحرب على الارهاب الاسلامي
يأمل الكثيرون بل الغالبيه في شارعنا العربي في زوال التحكم الامريكي عن الشارع العربي لكي تعاود رياح الديمقراطيه مداعبتها للشارع العربي عل وعسى يكون فيها مستقبل أفضل للانسان وحقوقه في هذا العالم العربي المعذب

ليست هناك تعليقات: