الاثنين، 25 فبراير 2008

هل يمكن لحلم الوحده العربيه أن يتحقق


هل يمكن لحلم الوحده العربيه أن يتحقق

مع كثره المقالات والتحليلات وركام الكلمات والتمنيات بمايخص الوحده العربيه وامكانيه تحقيقها في عالم يشهد تجمع الدول في تكتلات تسير تدريجيا وبشكل ممنهج نحو تكتلات عالميه كما هو الحال في الاتحاد الاوربي مثلا والذي تزامنا مع ذكرى الوحده العربيه وقيام الجمهوريه العربيه المتحده والتي وئدت بعد ثلاث سنين من انشائها بينما استمر مشروع الاتحاد الاقتصادي الاوربي نحو اتحاد يضم أكثرمن 25 بلدا مختلفه الاعراق والتقاليد يجمعها فقط عامل اقتصادي وتنموي استطاع بفضل اتفاق أبناء تلك الدول على الغاء حدودها وصك عمله مشتركه وانشاء اقتصاد هو الاقوى في عالمنا اليوم
في الوقت الذي اتحد فيه شمال المتوسط الاوربي وزالت حدوده يزداد اتساع الهوه وحفر الخنادق والحدود بين الدول العربيه جنوب المتوسط وبمباهاه وفخروكأن الانتصار على أعداء البشريه أجمعين يتم عبر زرع الحدود بين الدول العربيه وترسيخها حتى دخلت موسوعه غينيس في التفرقه وفصل البلاد والعباد
حتى آخر فصل هزلي شاهده العالم عبر تفجير حدود غزه مع مصر حيث لم تكن هناك طريقه أفضل لهدم تلك الحدود
لم يتم تفجيره سعيا وراء وحده انما سعيا وراء ملئ البطون الفارغه والتي هدها الجوع والبرد والفاقه الناتجه عن حصار القطاع من قبل اسرائيل من جهه ومصر من جهه أخرى
فرح الكثيرون وفرحنا معهم لرؤيه أول حدود عربيه و أول جدار برلين عربي يتم هدمه ليس بالاتفاق انما بالمتفجرات والدافع هنا الجوع
لكن الفرحه سرعان ما انقلبت هما وحزنا بعد اعاده انشائه وبشكل أكثر متانه وعلوا ورسوخا ومارافقه من تهديدات وزير الخارجيه المصري أبو الغيط بكسر رجل أي فلسطيني يتجرأ مره أخرى على عبور تلك الحدود بدون اذن
مصرهي نفس البلد الذي حاول زعيمه جمال عبد الناصر دمج بلده مع سوريا لكن رياح الفساد التي تزكم الأنوف والنفوس في عالمنا العربي سرعان ما قضت على المحاوله واعادت رسم الحدود من جديد مع الاخذ بعين الاعتبار أنه لاتوجد حدود مشتركه للبلدين أصلا لكن كابوس الاتحاد جعل الفساد العربي يتحرك وبسرعه البرق كما عهدناه لوئد المحاوله في مهدها
مانعرفه اليوم عن الوحده العربيه هي وحده الهموم والغموم وسوء الحال والطالع والبطاله والجوع والفقر والهجره والقمع والظلم والاعتقالات ناهيك عن وحده الهشك بشك الفضائيه وجيوش الوحده الفضائيه العربيه من راقصات وعوالم ورسائل افراغ الجيوب والقلوب من اس ام اس والموجهه لافراغ ماتبقى من الثروات العربيه في جيوب معذبي الضياع والتشتت العربي ومؤسسات أفسدوا حتى تسعدوا وبرامج طنش تعش تنتعش أو كما يقال في المثل الشامي كله عند العرب صابون
ناهيك عن وحده التخدير والتنويم من قات وشيشه وحشيشه وسلطنات المقاهي والكباريهات ووحده تحويل الليل الى نهار والنهار الى ليل في عالم عربي لايستفيق أغلب سكانه قبل منتصف النهار نتيجه للانشغال بمسكنات ومبهجات الليل من مسلسلات وأغاني وعوالم وهشك بشك
أما المكونات الحقيقيه للوحده العربيه ناهيك عما سبق مثل اللغه والدين فتجري محاولات أكثر من جديه وشرسه لتبديل وتغيير وتحوير وتعديل مايمكن تعديله عبر هامش حريه وضوء أخضر مفتوح تتم تغذيته بمليارات الدولارات والدراهم والدنانير والليرات والجنيهات عبر اضعاف استعمال اللغه العربيه عبر تهميشها أمام اللغات الاخرى أي لغات المستعمر تحديدا كالانكليزيه في مستعمرات انكلترا السابقه في المشرق العربي والفرنسيه في مستعمراتها السابقه في المغرب العربي ناهيك عن سوء استخدامها واقحام العاميه حتى في دبلجه أفلام الصور المتحركه للأطفال ناهيك عن ضعف المسؤولين العرب اجمالا حتى في قراءه جمله مفيده باللغه العربيه دون أخطاء أو تصحيح بينما يغرد هؤلاء بلغات مستعمريهم بدون أخطاء في الالقاء أو في الاملاء
أما الدين فهو الاكثر تعرضا وبشراسه منقطعه النظير للهجوم الوحدوي العربي من تناحر على بدء التوقيت القمري حتى وصلت الامور لاختلافات في التوقيت تصل الى يومين في بدء وانتهاء شهر رمضان أو العيدين الرسميين في العالم الاسلامي اي عيد الفطر وعيد الاضحى
هذا ناهيك عن الاختلافات الافتائيه وتحليل المحرم وتحريم المحلل في مزادات فقهيه ودينيه لم يشهد لها العالم الاسلامي مثيلا لحد اللحظه
ناهيك عن الغزو التبشيري للعالم العربي وقوته الهائله والمبالغ الضخمه وراءه وترخيص الحكومات العربيه الضمني له ناهيك عن التغلغل الشيعي في المناطق السنيه بالرغم من الاتفاقيات بين علماء السنه والشيعه
قد يكون السؤال الأكثر الحاحا بعد هذه النظره القاتمه لأنها أقل مايمكن قوله عن الواقع
هل قضي على أي أمل في أي وحده عربيه عربيه ذاتيه المنشأ أم أننا بحاجه لوصايه اسلاميه عجميه كالايرانيه أو استعاده القياده التركيه السنيه للعالم الاسلامي واقحام العرب قسرا في تلك الوحده كما كان سائدا أيام الخلافه العثمانيه أي الوحده بالقوه
كما هي الامور على أرض الواقع من ركام كلام ووعود لاتخرج عن كونها بخارا يتلاشى في الهواء ولاينفع معه حتى مجرد الذكر أو اضاعه الوقت في التحليل والتأويل لأن مايحصل هو عكس مايقال حتى الوصول الى تقسيم المقسم كما يجري في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال وتالمغرب العربي حتى وصولنا ربما الى ضعف العدد الموجود من الدول الحاليه نتيجه لانقسام معظمها لأسباب معروفه للجميع أمام عجز الانسان العربي المكبل والذي لايجد مناصا من هجره همومه اما عبر قبوله سياسه التخدير الممنهجه أو هجرته الى خارج بلاده وهذا مايحصل اليوم والتباكي على تلك البلاد ومصيرها وهذا مانفعله اضاه للتمنيات على مقوله الشعاعر
ماكل مايتمنى المرء يدركه............تجري الرياح بما لاتشتهي السفن

حركه كفى

حال وطن
عجبت لحال وطن................عربي ممزق الاشلاء
عجزت بوصف داء...............عضال عزه الشفاء
نوايا تخفي خبايا..............ونفاق يملؤ الأرجاء
وقمما تغطي ذمما...........ووعودا أصبحت أصداء
نحن نعبد الله.....................ونكذب الأنبياء
كم صحابي قتل....................وكم من الأولياء
ماعرفنا يوما مسارا....................وماعرفنا ولاء
كم تملقنا هذا ..................وكم هجونا هؤلاء
عواطفا لامواقفا...................تخبطا بلا صفاء
للحجاج سمعا وطوعا................وللحق لا ولاء
لا وصف هو سائغ............وان تعددت الأسماء
وللطغاه جوقه مرصعه........بذقون ومسابح وفقهاء
لادين يحترم ولا...............أهل فضل وعلماء
وكل كلمه حق...................مصير أهلها الخفاء
وصار الحر ذليلا.............وجياعا تنشد الكرماء
مال القوم تلاشى.............في كنوز طمع ودهاء
لاوعود تتحقق ولا..............قسما بكسر الهاء
كله ضحك على اللحى...............خلفه قوم خبثاء
فلاحريه قادمه ولا..............سراب تحرير قد جاء
وبلاد تذل كبارها..............من أهل كرم وفداء

د.مرادآغا

ليست هناك تعليقات: