الأحد، 10 فبراير 2008

تركيا واستعاده دورها التاريخي


تركيا واستعاده دورها التاريخي

الجوله الثانيه من شد الحبل بين العلمانيه ومؤسستها القديمه في تركيا والاسلام ذو الجذور الاقدم يبدو أنها اليوم بدأت ترجح لصالح الاسلاميين في حزب العداله والتنميه الحاكم في تركيا
منذ أيام محمد الفاتح مرورا بسقوط أكبر امبراطوريه اسلاميه معاصره وقيام دوله تركيا العلمانيه والتي حاول مؤسسها طمس الهويه الاسلاميه للبلاد وتغيير أحرف الابجديه التركيه من العربيه الى اللاتينيه لقطع العلاقه مابين تركيا اليوم والماضي
لكن سقوط المعسكر الشيوعي واستعاده الاديان في هذا المعسكر مجدها ودورها الأزلي وارتداد اوربا الغربيه الغير معلن نحو الجذور الدينيه لأسباب عده من أهمها رده الفعل على التزايد الديمغرافي الاسلامي على حدودها والخشيه من غزو اسلامي سلمي لتلك البلاد خاصه بعد دخول عصر العولمه وازدياد عدد معتنقي الديانه الاسلاميه بين أبناء تلك البلاد وخاصه بين الطبقات المثقفه ناهيك عن ازدياد عدد مهاجري الدول الاسلاميه على أراضيها
ناهيك عن مطالبه اسرائيل مثلا للمجتمع الدولي بالاعتراف بها كدوله يهوديه الامر الذي يرسخ مبدأ دين الدوله ودوله الدين في آن معا
ناهيك عن أن مايسمى بالحرب على الارهاب وهي وريثه الحرب البارده على المعسكر الشيوعي السابق والتي تهدف أصلا لاحكام السيطره على منابع الطاقه والتي يقع أغلبها في أراض اسلاميه
لذلك وبناء على تلك الحمله على الاسلام عبر حرب بارده عالميه وساخنه في مناطق توزع منابع الطاقه كما هو الحال العراقي وأفغانستان ودارفور وغيرها أدت الى الضغط على الاسلام بشقيه المدني والسياسي في دول اسلاميه عديده على رأسها البلاد العربيه والتي يعاني في أغلبها الاسلاميون من مضايقات تتراوح بين بلد وآخر وكل حسب طريقته وواقعه وباعتبار أن التيار الاسلامي هو الأكثر ترشحا للفوز بأي انتخابات ديمقراطيه ونزيهه في العالم العربي فقد شهد هذا العالم اجمالا تراجعا في هامش الحريات بمافيها الدينيه بشكل ملحوظ في العشر سنوات الاخيره ناهيك عن البدء بسياسات لتغيير مناهج التعليم الديني في تلك الدول تماشيا لرغبات الغرب
لذلك فالحاله التركيه هي حاله فريده من نوعها في بلد جذوره ونفوذه في العالم الاسلامي تاريخيا كبير يضاف الى تطلعه للالتحاق بركب الاتحاد الاوربي مع ممانعه الكثير من أعضائه هذا الانضمام لأن الاتحاد الاوربي وببساطه نادي مسيحي يقلقه دخول عضو مسلم له تاريخ مخيف بالنسبه لدول عده في الاتحاد الاوربي
لذلك فالديمقراطيه التي فرضها الاتحاد الاوربي على تركيا هي التي أوصلت الاسلاميين الى الحكم وهي التي أقصت الجيش عن التدخل في الشأن المدني وهي التي تخطت عائق زوجه الرئيس المحجبه والتي تتخطى اليوم عائق دخول المحجبات الى الجامعات التركيه
لذلك وان كان الاسلام السياسي في تركيا يوصف بالاسلام المعتدل لكنه أولا وأخيرااسلام ويفوق تطبيقه اليوم على الاقل اجتماعيا من منطلق حريه الاعتقاد أغلب الدول العربيه حيث تقر تلك الدول بالاسلام كدين رسمي للبلاد بينما يسجن وينفى ويراقب الاسلاميون حتى لمجرد الشبهات
لذلك فان تركيا اليوم لاتخرج عن كونها ظاهره طبيعيه تلتحق ببقيه دول العالم التي تسترجع فيها الاديان مكانتها الطبيعيه في كونها شرائع كونيه قديمه تشربتها تلك المجتمعات ولايمكن للنظريات والافتراضيات الانسانيه أن تطغى على مارسمته القوه الالهيه
لذلك وبالرغم من المليارات التي تصرف وتدفع لتقويه الاديان في مناطق معينه من العالم ونفس الاموال تصرف للقضاء والتضييق على تلك الاديان في مناطق أخرى فان قوه الله هي العليا
كلها مسأله وقت وكما يتراجع الاتراك وباعتراف خجول وتدريجي عن خطهم العلماني تمهيدا لارجاع هيبه ونفوذ البلاد الاسلامي بعد ضياعها تحت ظل العلمانيه ظنا منها أن تلك العلمانيه ستسرع من دخولها النادي الاوربي المسيحي متناسين أن مايريده الاتحاد الاوربي هو دوله مسيحيه وليس دوله علمانيه مسلمه وهذا ماتوصل اليه الاتراك أخيرا ويسعون لتصحيحه بعد مراجعه الذات وحسابات أعطت نتائج تفيد بأن تركيا لورجعت الى نفوذها السابق وقيادتها لمناطق نفوذها السابق ستكون أقوى بعده مرات مما لو سمح لها الاوربيون بأن تصبح عضوا هامشيا في الاتحاد الاوربي
والسؤال هنا
متى يعي العرب هذه الحقيقه أم أننا ننتظر حتى آخر رمق أو ننتظر تعليمات عليا والله أعلم


ليست هناك تعليقات: