الثلاثاء، 26 فبراير 2008

في عنتره وحاحا



في عنتره وحاحا
أولا اسمحوا لي أن أستذكر لحظات خروجي من بلادي الميمونه مابين خوف من المجهول ورعب من براثن ومخاطر الداخل ناهيك عن دموع فرقه الاحباب والاصحاب لكنها لم تجد نفعا أمام رغبه جامحه في تغيير واقع أليم ماعرفته بلادنا في عصرها الحديث الا في هذا العهد الميمون والمصمود كالعود في عين الحسود
أستذكر وخير اللهم اجعلو خير أن موظف الجمارك في المطار ألقى نظره على أحد الكتب التي كانت في حقيبتي وقال باستهزاء بعد رمي الكتاب في الحقيبه ثانيا ..العلم نور
خرجت وكتابي أو نفدنا من براثن الصمود والتصدي ومن غابات صور القائد الوحيد والاوحد والتي رافقتنا حتى مدخل الطائره ولولا أن الطائره كانت اوربيه المنشأ والطاقم لكانت هي الاخرى قد طمرت بصور محرر الاوطان ومشرشح العدا ومخليهم في خبر كان
بعد سنين طويله بعيدا عن الوطن وقريبا من همومه رغم المسافات استذكرت قصيده حاحا لأخي وصديقي العزيز شاعر الشعب المصري أحمد فؤاد نجم والتي نظمها ابان نكسه حزيران يونيو 1967 وصور فيها حال الهوان والانهزاميه السائد حينها في مصر وان اتفقنا أنا وأخي أبو النجوم وهذا اسم الشهره لشاعر الشعب في آخر لقاء لنا في القاهره بأن ظاهره حاحا ليست مصريه فقط انما هي داء أصاب الامه وطغى على الهمه والذمه وجعل الصدق والشرف مذمه
وان ذكرت بقره حاحا النطاحه في قصيده أبو النجوم فهي تسير جنبا الى جنب مع عنتره الشهير في قصيده شاعرنا الوطني نزار قباني
قد اختلف مع الشاعرين في أمر واحد فقط وهو اقحام البقره وعنتره في مآسينا وتصويرها لأنهما مثال للاخلاص والشهامه والخير والعطاء لكن ولضرورات الشعر وتصوير الواقع المر وكيف تحولت البلاد بين براثن الفساد والاستعباد الى مرصاد أو عداد لرصد وعد عدد الضحايا والمفقودين والموؤودين والمشرشحين وعدد الطيارات والنقافات والشحاحيط والشواريخ والقبقاب التي تهبط على رقاب أعداء التقدميه والثوريه من رجعيين وانبطاحيين وزئبقيين الى آخره من صفات لاتعد ولاتحصى حيث معجمنا الثوري يغص بها حيث يتم استخدامها لتحرير فلسطين والجولان وشرشحه الاعداء عالطالع والنازل وعالواقف والمايل
تحويل بلادنا المحرره على يد عنتره تحول من مفخره الى مقبره فهو عين المسخره وليست حاحا النطاحه بأحسن حالا حيث تمثل زحف الفساد والاستعباد والذي اختار وعجبا كل مايمت الى حرف الحاء والالف أو الحاء والتاء المربوطه مع زلغوطه الى انشوطه تلف عنق البلاد والعباد بدأت القصه في مكان وديع وآمن قرب شواطئنا الجميله حيث نشدت حاحا قسطا من الراحه
وأثناء الاستراحه نظرت الى البحر وبشيء من القهر لأنها تمشي على قوائم ولاتعرف السباحه فاتجهت بعد الاستراحه شرقا
حافظت حاحا على مسيرتها المباحه مشيعه ظلاما وعبقا أزكم انوف البلاد والعباد سمي العبق فسادا سرعان ماغطى العبق البلاد وهام فوق رؤوس العباد
أعجبت حاحا بالغوطه ونهر بردى حيث كانت تتغدى وتتمدى وتفكر على بعد المدى في المدينه الفيحا..ء
المهم وبعد تثبيت القوائم والدعائم نشرت قوائم حاحا وأمعنت في البلاد اجتياحا
أين ماحلت حاحا كانت تترك آثارا ودمارا واعصارا مازالت آثاره لحد اللحظه مقيمه ماأقامت ميسلون وخاصه في أماكن ترددت عليها حاحا قد تكون مجذوبه بكونها تبدأ بحرف الحاااء مثل
حلب..حماه..حمص وحوران وحرستا وحححح... وهكذا توطد حب حاحا لكل حي في تلك المدن وماحولها مازالت آثاره شامخه ليومنا هذا
المهم وتخليدا وتمجيدا لأفعال حاحا تم تحويلها من حاحا الى عنتره في مأثره ومفخره لم تترك مجالا للنقد أو للمسخره لأن البلاد كلها مسخره لحاحا أو عنتره وان امعن البعض في حسده لحاحا أو امعن في هجائها الحاحا لكن الغلبه دوما لحاحا أو عنتره لأنها بطبيعه الحال مفخره وكل وكل مخلفاتها ومافاتها مأثره
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمنجعي هذا ماكان من حاحا وعنتره ومع خالص حبي واحترامي لشاعري الحبيبين أحمد فؤاد نجم ونزار قباني نظمت بعضا من الابيات في مآثر حاحا مع النأي مؤقتا عن اسم عنتره حفاظا على مقامات ومآثر أصحابها ولله أعلم
انوه أخيرا ولمن لايعرف الشاعر الكبير أبو النجوم أن مقابله معه في برنامج حوار مفتوح على قناه الجزيره ستبث السبت 01 من آذار 2008
في وصف حاحا

في أشعار نجم وحاحا.................بصيص عظائم قد لاحا
حاحا حلوب حلت بحله ..................وعبق عطاءها قد فاحا
حاحا فساد وجهل جلها..................وظلم بالعباد استباحا
حاحا ويد ملطخه...........................بدم براءه قد ساحا
حاحا وظلام قاتم........................أمعن بالبلاد اجتياحا
حاحا وأنياب غزاه.................أزاحت عن فمها الوشاحا
حاحا ودهر غادر..................بين مجرم وقاتل وسفاحا
وجحافل غدر وقهر...................محى علما ونورا أزاحا
جثمت بقوائم أربع....................مقيمه ثباتا وارتياحا
فلادافع لثقل ظلها.....................نفحات رجاء أو رياحا
ولا كفى تكفي ولا حاحا...................تزيل فكا وتمساحا
كنت قد خمنت علما...................ونورا ضياءا وأفراحا
وسراب وعود نصر .................واستعجال مجد والحاحا
فاذا بالقوائم مشرعه.....................سوادا حالكا وحاحا
فلا مخلص الا زنود رجال..............ونضال عزه وكفاحا
لأننا في حاحا ماعرفنا..............مجدا ونصراأو نجاحا
د.مرادآغا

ليست هناك تعليقات: