الأحد، 24 فبراير 2008

ضايعه الطاسه




ضايعه الطاسه

كما درجت عليه مؤخرا من وصف الأحوال على مبدأ شر البليه مايضحك فان الموضوع هنا يتناول صلب التخبط والتخربط في الشارع اللبناني حول من هو المسؤول عن سلسله الاغتيالات السياسيه التي هزت البلاد وكلها تقريبا وخير اللهم اجعلو خير سجلت ضد مجهول
بيروت هي حال لبنان الشامخ أكبر من أن تبلع وأصغر من أن تقسم
يعلم أهلها بالرغم من كونها عاصمه وأن هناك كما من البشر يدخلون ويخرجون لكل وجهته ومبغاه فان أهل كل حي ومنطقه يعرفون بعضهم عن ظهر قلب ونوع سياره فلان وعلان وكم طقم وكرافه وتنوره وتي شيرت وكم كندره والماركه واذا كانت موديل السنه أو من مخلفات التخفيضات أو البسطات والتي يتم تداولها في الاستعراض اليومي خروجا ودخولا من والى الحي ويعرفون ان دخل أي غريب الى الحي أو المنطقه حيث تتم معاينته وتمحصه وتفحصه وفصفصته عن بعد وعن قرب لمعرفه من أين أتى ولأي طائفه يتبع هل هو من جماعه فلان أو جماعه علان وان اقتضى الحال ايقافه وسؤاله عن اسمه وكنيته لاستكمال التحقيق فلن يترددوا
حتى ولبعض أهل الدرايه والباع الطويل في سبر الامور من الذين يعرفون مدى قدره الرجل على الدفاع عن نفسه اذا علقت وصارت خبيصه نوعيه السلاح الموجود من سكاكين وشباري حتى الكلاشينكوف بلا خوف أو ال م 16 وصولا الى راجمات الصواريخ والشحاحيط والشواريخ
صحيح أن المعيار ليس مطبقا وخاصه في المناطق المكتظه والمختلطه وبخاصه ذات الطابع التجاري لكن نسبه العطاله عن العمل ونسبه الركود الاقتصادي تجعل من الوقت المخصص لمهنه البصبصه والمرافقه لدق الشده والشيش بيش والقهوه العربي والاكسبريس والكابوتشينو ناهيك عن المته وصحون الفول والفته تجعل هذا الوقت فسيحا ومريحا لهكذا فنون
لذلك وفي هذا الخضم والزحم هناك متسع من الوقت ضخم لمتابعه فلان وعلان والتنصت على وشوشات وهمزات وغمزات الماره والاهل والجيران
عندما يحصل مايحصل وتقع الفاس بالراس أي يحصل انفجار ما ويستهدف أحد أعلام السياسه في لبنان من غير المنطقي أن لايعرف أهل المنطقه ولو على الأقل نمره الطرطوره التي قد استخدمت في التفجير ولا حتى نمر ومقاسات شحاحيط منفذيها وعددهم وحتى عدد كاسات المته التي قد تناولوها انتظارا للموعد المشؤوم وياعيب الشوم
الحقيقه وقد تكون أمر من الحدث نفسه أن المعلومات وان توفرت في النهار يتم تعديلها أو مسحها بالليل كما تمسح معالم الحدث نفسه عندما تتبارى الجرافات والتركسات والمداحل عالطالع والنازل على محي المعالم وتصحيح الحدث القائم
ماهو الدافع للسرعه وحركات الفورمولا وان في مسابقه الامور قد يكون التفسير ضمن نطاق التنوع في التقسيم اللبناني نفسه بين طوائف ومذاهب وموال ومعارض فان حامت الشبهات حول طرف ما ترن الهواتف ليلا من قبل أصحاب العلاقه وتقول بكل لباقه ولو هيدا من جماعتنا مو معقول تتهموا هالقوادم وتتركوا فلان وعلان من طرف فلان من الزعران ولو ياحبيبي مو هايدا العشم
المهم وان حامت الاتهامات نحو الطرف الآخر فلن تتردد الهواتف عن الرن وتتكرر نفس العبارات والجمل من مبدأ جماعتنا كويسين وغيرهم زعران
هذا ناهيك عن ارتباط وولاء المسؤولين الامنيين أنفسهم لطائفه أو لجماعه أو تيار أو خط سياسي ما مباشره أو غير مباشره
الامر الذي يجعل من نزاهه التحقيق بحد ذاته تصطدم بمايصطدم به لبنان بالكامل وهو المحسوبيات وتقاطعها
الاقطاع السياسي في لبنان المرتبط بتنوع وتقسيم البلاد الحالي مابين طوائف ومذاهب واتجاهات سياسيه وفكريه تجعل من اللجوء للخارج في عمليه البحث والتمحيص وحتى محاكمه الجناه أمرا شبه مؤكدا مهما كانت فداحه وعظمه الحدث لأن التحقيق اللبناني اللبناني الذاتي وحتى التحكيم اللبناني يجبر على الابتعاد عن الموضوعيه والنزاهه ويجعل من استمرار حاله ضايعه الطاسه أي الفوضى المنظمه وتشتت وتوزيع المسؤوليات أمرا يفرضه الواقع الاجتماعي والسياسي المتنوع الاطياف وتوازن شديد الهشاشه يجعل من العثور على الجناه في أي حادث مروع يستهدف البلاد أمرا مستبعدا مادامت المحسوبيات وتبادل التهديد والوعيد المبطن هي سيده الموقف على مبدأ ضايعه الطاسه

حما الله لبنان واحدا موحدا وشامخا في وجه الغدر آمين

ليست هناك تعليقات: