السبت، 23 فبراير 2008

الهجوم على الاسلام ونبيه الكريم


الهجوم على الاسلام ونبيه الكريم

قلما أتطرق لمعاناتنا كمسلمين ليس تجاهلا أو تقصيرا لكن حساسيه وعظمه أي شريعه سماويه وقدسيتها تجعل من تناولها أمرا من الدقه والاحترام بمكان بحيث يستحسن وهذا ماأراه أن يتم تناولها من قبل أهل الراي المشهود لهم بالدرايه والمعرفه تحاشيا من الدخول في متاهات وأخطاء لأن قدسيه تلك الشرائع أكبر من أن يمتهنها العامه بالتحليل والتأويل حيث يستحسن في تلك الحالات الحرص على تأديه الواجبات الدينيه أقرب مايمكن الى الدقه وخاصه في مجال الافعال أكثر من الأقوال وترك النواحي الفكريه والفقهيه لأهل الدرايه المشهود لهم
مايؤلم في يومنا هذا وبجهود انسانيه مدمره تحول الاديان نتيجه التلاعب الآدمي بها من مصدر تلاحم وتوحد وسلام الى مصدر للتناحر والمنافسه التي تصل لحد الاهانات والقتل والتدمير
ينقسم عالمنا اليوم وهذا ليس بجديد الى ثلاثه أديان
حسب قدمها اليهوديه فالمسيحيه فالاسلام تتشارك جلها في قدسيتها وانتمائها لرب واحد هو الله سبحانه وتعالى ولجد واحد هو أبو الأنبياء عليهم السلام وهو ابراهيم عليه السلام
حتى هنا توجد وحده الهيه لكن تواجد تلك الاديان على الارض وتداولها بين البشر جعل من المتجانسات أضدادا
اليهوديه اليوم هي ديانه يتمتع أتباعها اليوم باتحاد شديد بين أفرادها وقوه اقتصاديه موجهه هدفها أولا رخاء معيشه أفرادها وثانيا وهو الاهم الدفاع عن خيرات وأفراد تلك المجموعه نظرا لكونها أقليه ولهذا تفسيره الرباني
بالنسبه للديانه المسيحيه وهي المسيطره حاليا من الناحيه الاقتصاديه والتقنيه على العالم وان تتساوى الى حد ما مع أتباع الديانه الاسلاميه من الناحيه العدديه لكن الغلبه اليوم كما أشرت اقتصاديا وتقنيا وتطورا لتلك الديانه
أما الاسلاميه فهي الاحدث بين الديانات وتتميز بقوه وسرعه تكاثرها السكاني ووقوع أغلب دولها فوق بحر من الثروات لكنها أقل حظا من الناحيه التقنيه والتنمويه خلافا لما كانت عليه في القرون الوسطى حتى سقوط الخلافه الاسلاميه في الاندلس عام 1492 ومن ثم القضاء النهائي على آخر خلافه وهي العثمانيه في تركيا بعد الحرب العالميه الأولى مطلع القرن العشرين
قد يكون الخوف من التكاثر السكاني وأسلمه أعداد كبيره في أنحاء العالم اللا اسلامي هو وراء المنافسه الشديده بين الديانه الاسلاميه والديانات الأخرى حيث بالرغم من تقسيم العالم الاسلامي وزرع حكومات جلها موجهه من الغرب الغير مسلم لكن السيطره على النمو السكاني في تلك الدول بل وحتى السيطره على شعوبها أخذ يضعف شيئا فشيء نتيجه لأخطاء قد وقع فيها من يتحكم تقنيا واقتصاديا وعسكريا في عالم اليوم وهي
1-الدعوه الى الديمقراطيه والضغط على الحكام في العديد من الدول الاسلاميه الى منح شيء من الحريات أثبتت لحد اللحظه طفو التيارات الاسلاميه الى السطح كتحصيل حاصل لأي تمثيل ديمقراطي لمجتمعاتها
2-ثوره المعلومات والعولمه والتي أدت لحريه واسعه جدا في تنقل المعلومات الامر الذي أدى لانتشار التعاليم الاسلاميه في كل أرجاء العالم وازدياد اعتناق الاسلام بين أبناء الدول المهيمنه تحديدا وخاصه بين النخبه المثقفه
3-محاولات تشويه الدين الاسلامي وبتحريض وميزانيات هائله تصرف وراءها كما في حالات سلمان رشدي مرورا بالعديد من الكتاب المنتمين الى دول اسلاميه مرورا بانتهاكات حقوق الانسان تجاه الكثير من الاسلاميين في الدول العربيه والاسلاميه حتى الوصول الى الرسوم المسيئه لشخص الرسول محمد عليه الصلاه والسلام ومحاوله أحد النواب الهولنديين عما أحد الافلام المسيئه للاسلام حتى موضوع الحجاب في فرنسا
كل هذه الامور جذبت الكثيرين في اوربا وأمريكا وباقي دول العالم الى فضوليه التعرف على الاسلام ناهيك عن زوار الدول الاسلاميه وحتى محتليها من جنود احتلال غربي يحتكون بالمسلمين ويسبرون أعماق الدين الاسلامي ويتبادلون المعلومات حول الدين الأمر الذي أدى لزياده اعجاب واعتناق الكثير من هؤلاء للدين الاسلامي
حقيقه الامر مايجري اليوم من انتهاكات لحقوق المسلمين وخاصه في بلادهم الاسلاميه ومنها العربيه ومن ثم العالم الغربي ولكن بطريقه مغايره حيث مواثيق حقوق الانسان والرأي العام لديها تمنع تطبيق نفس النهج من الانتهاكات المطبقه في العديد من الدول الاسلاميه الاقل حظا من ناحيه الديمقراطيه وحقوق الانسان
كل المحاولات المسيئه للدين الاسلامي اليوم انتهت بازدياد عدد الذين يعتنقون الاسلام بين أبناء الدول الغربيه وتحديدا المثقف منهم وهم النخبه وهذا يعتبر بحد ذاته انتصارا عدديا وثقافيا للدين الاسلامي وهذا مالم يحسبه الغرب لحد اللحظه أو تمت حسابته بطريقه سطحيه
الاساءات الحاليه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وان كان الهدف منها الاساءه فان المسؤول هنا الى حد كبير اللامبالاه من قبل الدول الاسلاميه أولا عبر انتهاكاتها لحقوق المسلمين فيها الامر الذي يعطي ذريعه للغير بانتهاك حقوق الاسلام والمسلمين في دولهم الغير اسلاميه
لذلك استهتار ولاه أمر المسلمين في العديد من الدول الاسلاميه بللمسلمين فيها والتضييق عليهم هو الذي يعطي أولا تلك الذريعه ناهيك عن التخبط في العالم الاسلامي الرسمي نتيجه لضعف التنسيق بين تلك الدول وهو حاله من الفوضى المنظمه والمدفوعه سابقا والتي تجعل تلك الدول شبه صماء أمام مايجري ومثال على ذلك تعرض المسلمين في فلسطين مثلا لكك أنواع التضييق والتجويع ناهيك عن أعمال الدمار المنظم والموجه في منطقه صغيره مثل غزه مع العلم بأن اسرائيل محاطه 22 دوله عربيه مسلمه تتفرج على مايجري
لذلك فان المحافظه على كرامه أي دين وشرع وشرائع هو في المحافظه عليها في مهدها وبين أبنائها ومعامله هؤلاء معامله كريمه لكي يستطيعوا فرض احترامهم واحترام دينهم في بلادهم وفي كافه أرجاء المعموره
بينما يتهاوى التنسيق المنطقي للمسلمين في بلادهم نتيجه للتضييق الشديد عليهم نجده يزدهر وبشكل منطقي وديمقراطي في الغرب بعيدا عن وصايه الحكام في أغلب الدول الاسلاميه المحكومه من قبل أشخاص وليس من قبل المؤسسات الديمقراطيه التي تحترم حقوق الانسان الدينيه والفكريه
لذلك الاسلام الاسلامي أي في داخل العالم الاسلامي يتجه ثقله اليوم الى العالم الغربي حيث الاسلام يزداد ويزدهر نتيجه لتطبيق معايير الديمقراطيه في تلك البلاد وان كان هناك نوع من التضييق فانه لايصل بأي حال الى ماهو عليه في الدول الاسلاميه نفسها
لذلك وفي كلا الحالتين فان التكاثر السكاني الديموغرافي الاسلامي مابين مواليد جدد واعتناق للاسلام يرجح كفه الدين الاسلامي تدريجيا على سطح الكره الارضيه ومن المتعذر على أي قوه حاليا من الناحيه التقنيه القضاء على هذا الدين لأن ذلك يعني القضاء على البشريه كل ماهناك هو محاولات تستهلك فيها المليارات اعلاميا لتشويه الدين الاسلامي لن تثمر شيئا الا في انعكاسها المستقبلي المعاكس للمراد منها أي ازدياد معتنقي الاسلام نتيجه لفضوليات المعرفه لدى من يراد منهم عداوه دين تسامح عن غير وجه حق وان كنت لأعتقد ويشاطرني الكثيرون بأنه كان من الأجدى لهكذا أموال تصرف في طريق خاطئ حبذا لو استعملت في ازدهار ورخاء البشريه عبر محاربه الفقر والامراض بدلا من زرع بذور الكراهيه دون سبب منطقي

حركه كفى
د.مرادآغا

ليست هناك تعليقات: