الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

بيع العباد والعبادات في أسواق النخاسة والمزادات


بيع العباد والعبادات في أسواق النخاسة والمزادات
ان من سخريات القدر وخير اللهم اجعلو خير أن تكون بلادنا وساكنيها مرة أخرى مسرحا ومرتعا لكل أنواع تصفيات الحسابات والنغمات والهوبرات ونصب البازارات والمزادات بيعا للقيم والذمم والعباد والبلاد وتأويل الأمور وبعيدا عن الحلول وتبادل قصف الاتهامات الجاهزة وتجنيد وحشر وزجر الآلاف للهوبرة والهتاف كلما دق الكوز بالجرة مرة تلو المرة
باستثناء حالات الموت الطبيعي بالسكتات القلبية والدماغية أو ماشابهها من عوامل طبيعية وربانية لايد للانسان فيها فان سقوط أي مواطن سوري بظروف غامضة ومغمضة لايخلو يوما من الحوازير والفوازير وبطبيعة الحال يبقى أهل الذل والتعتير هم من يدفعون الثمن بصمت وهوان لأن أبسط حقوق الانسان قد دخلت من زمان في موسوعة غينيس في طي النسيان والكتمان
وان كنت أول من يعزي بأي بريء سقط ويسقط في سوريا على يد النظام الحالي أوغيره وهنا يمكن تأليف المجلدات منذ أول ضحايا انقلاب 1963 وحتى الاغتيالات المنظمة والمفبركة وحالات الانتحار السياسية السورية عبر قصف المنتحر لنفسه بثلاث رصاصات وأربع نقافات وخمس مصاصات وحتى ضحايا أية غارات خارجية وقع فيها أبرياء لادخل لهم بالمعمعة والجعجعة السياسية والاستخباراتية السورية
لكن مايسيئ ويؤذي أبسط أنواع الكرامات حقوق الانسان الغائب في متاهات تحرير الجولان وكان ياماكان هو أنه بينما لايذكر أحد باستثناء منظمات حقوق الانسان عدد ضحايا النظام والتي توجد مجلدات تفوق ألف ليلة وليلة في تصوير ضراوتها وشراستها والتي باهت الأمم وبائعي الضمائر والذمم في فنونها والتي عجزت حتى مجازر الخمير الحمر والبلاوي الصفر في مجاراتها والمرفقة طبعا بكل سياسات التعتيم والقصقصة والتقليم طبعا على المواطن السوري لأنه وبكسر الهاء فان مخابرات الغرب تعرف أين تذهب النملة وقطرة الماء في بلاد التحرير والألف باء
ومما يزيد الطين بلة والطبخة حلة أنه بينما يتم حشر وزجر المئات بل الآلاف لتشييع ضحايا الغارة الأمريكية على البوكمال ويتم تصويرهم وتسير سيارات المرسيدس آخر موديل في طرف وذيل التشييع على مبدأ أن المسؤولين والساسة قد أصابتهم الكآبة والتعاسة لماحصل من حدث جلل وأنهم يشاطرون البسطاء أحزانهم وأتراحهم
ومن مفارقات القدر أنه وعلى بعد كيلومترات قليلة في المنطقة الشرقية وفي القامشلي تحديدا سقط من سقط وتهاوى من تهاوى تحت وابل رصاص الأمن والجيش السوري في آخر احتجاجات عرفتها المنطقة من قبل الأكراد المهمشين من المطالبين بنوع من الحقوق البشرية والآدمية
والفارق هنا أنه تمت لملمة الضحايا ودفن أو طمر من استشهد والتعتيم على من جرح وتمدد أم ماتبقى تم زجه في غياهب السجون لتعليمه شتى فنون التعذيب والترهيب وتدريبه على العويل والصراخ والنحيب
وان كان من عجائب الدنيا السبع والتي أكلها الضبع تماما كما هي حقوقنا كسوريين فانه لم يقف أو حتى لم يرتكي أو ينجعي أحدهم دقيقة صمت أو حتى تحريك القضاء العالمي في مجال حقوق الانسان لمحاكمة من قتل وذبح وسحل الأبرياء في سوريا منذ 1963 وحتى اليوم
فبينما تم انشاء محكمة لملاحقة ومقاضاة قتلة الحريري وهي الوحيدة من فئة الخمس نجوم والتي تلف وتحوم حول منظري ومهندسي النظام السوري والتي أودت بحياة عدد من كبار الضباط والمسؤولين السوريين على مبدأ الانتحار السابق الذكر أو حتى اغتيال المسؤول بطرق شتى يعرفها الكبير والصغير والمقمط بالسرير في بلاد محرر الجولان مشرشح اليهود ومخليهم في خبر كان
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان عقدة وتهمة المؤامرة والتي يتم الصاقها بكل من يعارض ويقاوم النظام القائم والمقيم كالعود في عين الحسود ويتم الصاق تهمة الكيل بمكيالين والتعامل بوجهين من قبل نظام بالع الموس عالحدين عند نعته للسياسات الأمريكية بينما يتجاهل صفوف المكاييل وتصنيف العباد حسب سياسات القال والقيل بين بشر من فئة الخمس نجوم من الذين يقبضون المعلوم وفئة الربع نجمة أي من فئة المعتر والمظلوم وهؤلاء يتم التضحية بهم عالواقف والمايل وعالطالع والنازل وتتحول جلودهم الى دربكات وأعناقهم الى مطارات ويصبح تحرير الجولان عبر التضحية بهم أمرا من بديهيات هذا الزمان وكان ياماكان
لكن أن يكون للمعتر والمسكين في بلادنا أية قيمة أي يحزن النظام على فقدهم وموتهم فماهو الا احدى مناورات علي بابا والأربعين ظالم ومظلوم
في بلاد يتحول فيها المترنح والحشاش الى شهيد النضال والعروبة وشعلة التحرير اللهلوبة بعد قضائه بين أحضان الغواني وبعد كرعه وكبعه وافراطه في المسكرات والمحششات حيث لايعرف الا الله تعالى كيف قضى ومات
ويتم تسخير المئات والآلاف للنحيب وحمل جثمانه على الأكتاف بينما يموت المعتر والمشرشح والمشحر بصمت تحت التعذيب مابين بساط للريح وشوية دواليب ويتم طمره ودفنه في مؤسسات خرج ولم يعد في بلاد الحاضر الغائب والطافش والهارب
لعل في ماحدث مؤخرا في البوكمال وقبله في القامشلي ومن قبله في حماة وتدمر وجسر الشغور ولبنان ومخيمات النسيان يجب أن يكون دافعا وبأضعف الايمان لاعتبار الانسان السوري واللبناني والفلسطيني انسانا واحدا ومتحدا في الحق والحقوق ولاتفريق بين مواطن من فئة الخمس نجوم وآخر من فئة الربع نجمة والمطالبة برد الاعتبار لكل من سقطوا على يد النظام السوري أو غيره ومهما كانت الأسباب والمسببات وأتكلم هنا حصرا عن الأبرياء والذين سقطوا أو تم اسقاطهم ظلما وعدوانا والنأي عن استخدام الانسان السوري كسلعة للاستجداء في سوق النخاسة والكف عن بيع العباد والعبادات في الأسواق والبازارات والمزادات لأن انساننا أغلى من أية مزادات ولعل احترام أعدائنا لحقوق مواطنيهم وحرياتهم هو سبب تفوقهم علينا فانسان بدون حقوق هو انسان صاغر ومهزوم ومسحوق فرفقا بهذا الانسان من براثن حيتان هذا الزمان وكان ياماكان
وفي مايلي بعضا من الشعر وصفا للحال هذا والله أعلم
ياغافلا
أيا غافلا في الملذات عماسواك...............................ولا شاكرا الله وماعداك
يامن بعت في سوق النخاسة القيم.........................وألقيت في المغانم الشباك
يامن نسيت متعمدا الأصول............................وألقيت الحب والاخاء لماوراك
أما فكرت في غدر الزمان..................................ومحن الصديق ومن عاداك
أليس كل من عليها فان...................................ولامهرب من الحساب أوفكاك
فكفاك أيها المتأرجح النفاق............................وضحكا على اللحى والزيك زاك
وابتعد عن شياطين الانس فانها........................تحيك الدسائس والفتن والشراك
فوالله مانفعت القبلات يوما............................تهدى لبوش وشارون وشيراك
فلاقدرة للأعمى والأصم والأبكم..........................ان طاله الغدر وحاذاه الهلاك
أما كفانا بجاه الواحد القهار................................ركام الكلام وصفصفة العلاك
وتبقى وطني شامخا بوجه الرياح.................ياوطن العجائب والغرائب والأشواك
فلاعاديات الدهر تمحي حبك...........................ولاحلقات المكائد السائد والعراك
فوالله ماأثنانا عن عناقك وطني......................الا غدر القريب والغريب كما أثناك

دامت سوريا ودام شعبها العظيم
د. مرادآغا
حركة كفى
www.kafaaa.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: