الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

الحاضر الغائب في سيرة الطافش والهارب


الحاضر الغائب في سيرة الطافش والهارب

صحيح انه ومن عجائب القدر أنه وخير اللهم اجعلو خير قد تحول بيت الشعر الذي تم حشره وزجره في أذهاننا منذ نعومة أظفارنا بالرغم من شرذمة بلادنا وشرشحة أحوالنا والذي يقول
بلادي وان جارت علي عزيزة ...................وأهلي وان ضنوا علي كرام
ولعل الشاعر الكريم لو اطلع على القهر المستديم والجوع المقيم ونفاقيات تحويل الجحيم الى نعيم لضبضب بقجته وحقائبه ولانضم الى قوافل خير ياطير ليش طافش الى بلاد الغير
ولعله يفركها بقفزة الهمام مسابقا الصقور والحمام ناشدا الأمان والسلام بحثا عن الأرزاق الطعام في بلاد الأعاجم الكرام و لسان حاله يقول مودعا وطنه المهول لمن بقي فيه مابين مترنح ومتأرجح ومذهول
الأعادي وان دقت الأعناق لذيذة...........................أحبها محبة المنافق للئام
وان كنا هنا نفرق حقا وحقيقة بين المهجر من جهة والمنفى من جهة أخرى وبعيدا عن التحليلات والفزلكات والتأويلات فان الحقيقة الدقيقة هيأنه وتطبيقا لظاهرة خرج ولم يعد فانه يندر عادة أن يرجع من هاجر الى بلادنا العربية ذات الطلة البهية ليس كرها ونفورا انما خائفا ومرتعدا ومذعورا من مفاجآت ألف ليلة وليلة في بلاد ضايعة الطاسة والحيلة والفتيلة
ولعل تاريخنا المعاصر حافل بالعديد من المحاولات من فئة دقوا الحماس ونتر الغربة موس كباس فهوى وسقط وسلت في أحضان المنافق والمراوغ والدساس وتم دفعه ودفشه الى حالة الفقر والافلاس
أو تم تحويله من عالم وطبيب ومهندس ومثقف محترم الى متسكع ومشرشح مع كم عود ودف ونغم
ولعل كثرة التمنيات والوعود والتي أجلست العديد من المحاولات على الخازوق والعامود هي التي جعلت من أغلب بلادنا العربية قلاعا للتصدي والصمود ليس للأعادي وتسلم الأيادي انما الى صمود وتصدي في وجه الخبرات والمهارات وأهل العلم والشهادات بينما تفتح القلاع أمام هجمات الرعاع وأهل الهشك بشك والصياعة والضياع وأمام الغزاة من الضواري والضباع والسباع
لذلك فان ظاهرة أن أغلب بلادنا العربية ذات الطلة البهية أصبحت مضارب ياهلا بالضيف في الشتاء والصيف والتي تشرع أبوابها على مصراعيه لمايسمى بالسياحة بينما أهلها تترك البلاد طيرانا وطفشانا وسباحة في خطط جعلت من فضيحتنا في كل محفل ومنتدى وساحة وجعلت من شرشحتنا مراتبا ومنازل عالواقف والمايل وعالطالع والنازل
ولعل الملايين من المهاجرين والطافشين والهاربين والفاركينها والتي تزداد يوما بعد يوم وتزداد طردا ونوعا وعددا مع ازدياد المشاريع التنموية المخملية والتي أذهلت البرية وأدخلت الأعادي الحجور والنملية حتى وصلنا مرحلة أنه ان رفعت الحجر من على سطح الارض والقمر ستجد عربيا مرتكيا وصابر اأبيا منتظرا مستقبلا مشرقا ومخمليا
ولعل تكاثر شركات ومؤسسات الهجرة والسفر في بلاد الأعراب من بدو وحضر من موريتانيا حتى جزر القمر والتي تندرا يمكن تسميتها مؤسسات الله مع دواليبك ولاتنسى صاحبك وحبيبك والتي قد أصبحت تبيع التأشيرات مع كم سكرة وأمنيات ومصانع التصوير والتحوير والتزوير وتركيب الأجنحة للعصافير والتي جعلت الأحلام والأنام تطير وتقض المضجع والسرير والتي تضاف الى طلبات الهجرة والتي أصبحت موضة وطفرة وأصبح منظر الشباب حاملة لجواز السفر مع كم خرزة زرقاء وحجاب على شبابيك السفارات والأبواب منظرا ممتعا وخلاب والذي ان دل فهو يدل على أن الوضع في بلاد الأعراب قد اختل وحل البؤس واليأس في كل محل
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
وتحاشيا لفتق الجروح وتاليب المواجع والقروح فان تزايد الممنوع وتقلص المسموح هو مايجعل العباد تطفش وتروح مطرح ماتروح ياحبيب الكل والشعب والروح والذي نعتقد أنه سيزداد حدة وشدة بعد اتحافنا بالأزمة المالية العالمية والتي أذهلت البرية والتي قد تدخل بلادنا قشة لفة بعد شفط الاحتياطات المالية العربية في المخازن الأمريكية والاوربية مع كم عود ونغم ودفة والتي ستزيد حتما وطردا أعمال النصب والنهب والخفة مؤدية لمزيد من الطفشان والهربان تحاشيا لمزيد من الشفط والهوان
ويكفينا أخيرا وفخرا منجزات المهاجرين في الخارج ويكفينا عارا عدم الاستفادة من تلك المنجزات في بلاد الآفات والآهات والكلو هات وهيهات
ونظرا لاعتقادنا أنه ان فتحت الأبواب والحدود فانه حتى ساكني القبور سيسابقون النسور والطيور هربا من الواقع المذكور وستبقى البلاد صحارى وبور لمن تبقى من ساكني البروج والقصور
ولعلنا كباقي البشر نطمح بالعودة الميمونة والمشرفة الى بلادنا ومعانقة أحبابنا وأصحابنا متمنين على جموع المهاجرين والهاربين والطافشين المساهمة في بناء عالم أجمل ومستقبل أفضل آملين الرجوع الميمون والطريق السالك والمأمون لكن ارتأينا أن نبث هموم هذا الأوان في بلاد العربان وتقلب أبنائها مابين البحار والخلجان هربا من حيتان هذا الزمان وكان ياماكان

د.مرادآغا
حركة كفى
www.kafaaa.blogspot.com



ليست هناك تعليقات: