الاثنين، 10 نوفمبر 2008

المنمق والمرموق في سيرة المطحون والمسحوق



المنمق والمرموق في سيرة المطحون والمسحوق
استرجعت ثم استعرضت وخير اللهم اجعلو خير حادثا طريفا عندما مرت بنا الطائرة من علو شاهق فوق أحد البلاد العربية بحيث أخفى معالم البلاد والعباد فسألني أحد المقربين من الاخوة العرب بأنه لايرى شيئا من النافذة فقلت له مازحا ألم يخبروك أن الانسان العربي مسحوق
فأجابني بمزاح مضاد هل هو تايد أم برسيل
المهم والحاصل أنه تمضي الأيام بسرعة الأحلام لكن الحال هو الحال في بلاد الصعب والمحال حيث تمضي السنين حطة ايدك الله يزيدك وتيتي تيتي متل مارحتي متل ماجيتي
فلاحريات قد حصلت ولا حقوق قد استرجعت وانما زاد الطين بله والطبخة حلة بحيث أننا في الماضي ماكنا نرى أو نسمع ليس نقصا في حواسنا أو ادراكنا بل لأنه لم تكن وسائل الاعلام والاتصالات متاحة ومباحة كما هي عليه اليوم
وتحاشيا لأن نلقي اللوم وعلى الدوام والدوم على الغرب الذي جعل من مشاعرنا وأحاسيسنا وكراماتنا تتمرجح وتسير على الطريق الصعب بعد تفتيق الجروح والقروح مطرح ماتروح ياحبيب القلب والروح
ولعل من مآسي القدر والزمان في انساننا العربي المخفي والمنفي والمطعوج والمحني من زمان أمام حيتان هذا الزمان والذي دخل وبامتنان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان
أنه حتى المعاناة في بلادنا أصبحت لها طقوسها ومناهجها ومسالكها لاستخدامها للاستهلاك المحلي والعالمي هذا ان سقط الانسان العربي تحت نيران العدا لكن ان سقط هذا المعتر والمنتوف تحت نيران الطغيان في بلاده فلاعينا رأت ولا عينا تشوف
ولعل شرشحة الانسان العربي حقوقيا ومدنيا واجتماعيا واقتصاديا وحصاره ومحاصرته في بلاده والتي يرغب قاطنيها أن يكونوا من تاركيها وفاركيها ومشمعي الخيط وفاريها ليس كرها فيها لكن مارأوه وعانوه وسمعوه وابتلعوه لتجعل الصحيح معتوه وتجعل الجموع تترنح وتتوه
تكفي العاهات النفسية والجسمانية العديدة والمديدة والتي يعاني منها مئات آلاف من عانوا من الاعتقال والتعذيب والتعليب بل وحتى من التحقوا بالخدمة في الجيوش حيث تم تحرير فلسطين منذ مئات السنين عبر شرشحتهم ودعس كراماتهم وآهاتهم وتعددت مآسيهم وويلاتهم
ولأن الكبت والحقد والفاقة تولد حقدا مضادا يتم فشفشته وتنفيسه على رقاب العباد من ضعفاء البلاد وهؤلاء يلاحقون بحقدهم وكبتهم وذلهم ماملكت أيديهم من نساء وغلمان وأولاد
بحيث تصبح حركات فش الخلق وتنفيس الأحقاد تمشي في مسيرة الآكل والمأكول والفاعس والمفعوس والداعس والمدعوس وتبقى الضلالة في النفوس حتى ولو علقوا لها ألف منارة وفانوس
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
فان الاحتقان لدى مساكين العربان لتعجز عن وصفها مجلدات الانس والجان من مؤرخي هذا الزمان وكان ياماكان
ولعل استخدام المسكنات والمسكرات والمحششات والمهدئات وحتى مؤسسات حشش وافترش وشيش وطنش تعش تنتعش لم تجد نفعا أو حتى نقعا كبيرا في اصلاح الحال فازدادت حالات الهبلان والهذيان حتى لترى أن عدد الذين يكلمون أنفسهم وحتى من يصارعون الهواء وينطقون بالهراء ويحلفون وبكسر الهاء بأنهم قد جاوروا القديسين والصالحين قد ازداد عددهم بكثرة في عالمنا العربي خاصة بعد الانهيارات الاقتصادية الأخيرة بحيث من نجا منهم من الجلطات والخثرات فانه وأضعف الايمان قد يصاب بوشة ترافقها حالات من الدهشة ناهيك عن الهذيان والهيمان وكان ياماكان
لعل الحقيقة ومايرافقها من أن هذا الشعب أقل مايقال عنه الا من رحم ربي بأنه مسحوق هو أقل مايمكن قوله وصفا للحال في أدغال عالمنا العربي الذهبي
ولعل ماحصل من طفرة في مجال الاتصالات والاعلام والذي أخرج الجروح والقروح والفضائح الى الأنام وأطار من أعين الملايين النوم والمنام هو اظهار وبتكبير لماكان غائبا عن كل سميع وبصير تماما كما ترى المشهد وديعا وساكنا ان رأيته من علو كبير كما في الطائرة أو من الفضاء لأن الاقتراب سيريك العجب العجاب وسيريك الضحايا والذئاب وكيف تتحول الحقوق والكرامات الى شيش كباب ومايعجز عن وصفه المؤرخون والكتاب
ولعل في مايلي وصفا للحال هذا والله أعلم
أما كفاك
أيا أيها العربي أماكفاك..............أن كبلوا فاك وقفاك
وألقوا بك وبالشرائع..................من الباب والشباك
وجعلوك ضالا ومستضلا.........مابين المصائد والشراك
تقفز مترنحا مذعورا.................مابين ألغام وأشواك
ماعدت تعرف الهدى................من الشرك والاشراك
لاحرية لك مقيدا...................ولامخرج كائنا أوفكاك
مابين أنياب الضواري...........وأضراس الذل والأفكاك
الا اذا لذت بالفرار.................مخلفا الوطن والأملاك
ساعيا في مناكبها...............هاربا مماأصابك وابتلاك
يامن ذقت المر علقما.............وعرفت الموت والهلاك
يامن أصموك بوعودهم..........وطمروك بالآمال والعلاك
فصرت كالعجينة مطيعا.............وديعا لمن آذلك وعاداك
بل أصبحت مخدرا نائما...........مستنعما بهوان من آذاك
وصرت تهوى الطغاة.............وترمي في عشقهم الشباك
والكل يخشى يوما.....................تزيل الغبار عن يداك
وتصحوا من السبات..................وتلفظ المنافق والأفاك
وتختفي الحيتان والضواري.....ومطاردة الرغيف والانهاك
وينمحي التلوي كالأفاعي..............والتملق والزيك زاك
فاستجب يارب للمتضرعين..........والمساكين تقصد علاك
لأن البلاء أصاب العباد.............اصابة الحيتان للأسماك
د.مرادآغا
www.kafaaa.blogspot.com




هناك تعليق واحد:

☼♫♪ عمــاد الدين يــوسف ☼♫♪ يقول...

عزيزي د. مراد

اشعر بالآسى كلما قرأت لك . وعزائي فيما يعتريني انها الحقيقه بلا مساحيق تجميليه ، الخوف كل الخوف من يوم ينفض فيه العربي الغبار عن عينه وادراكه ، وليس الخوف من المبدأ وانما من الوسيله المتبعه لبلوغ المبدأ ، والتي لن تخلو من دمار يأتي على الاخضر واليابس ... فالظلم والإضطهاد قد يجعل الانسان منا يضع ابنه تحت قدمه لينحره كي لا يعود هناك مكمن ضعف يستشعره فيخنع ويخضع ... وحين تتحقق مقولة ( خربانه خربانه ) اقول : اللهم نجنا من ما ينتظرنا يارب العالمين